الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عبدالله إسماعيل: بعض صناع القرار الإعلامي يتجاهلون مأزق التلفزيونات.. وبرامجي تتجنب «إثارة الجدل»

عبدالله إسماعيل: بعض صناع القرار الإعلامي يتجاهلون مأزق التلفزيونات.. وبرامجي تتجنب «إثارة الجدل»

عبد الله اسماعيل



قال الإعلامي الإماراتي عبدالله إسماعيل: إن الزمن زمن الهواتف وسوشيال ميديا، وعلى التلفزيون أن يجد حلاً سريعاً ليتماهى مع المتغيرات التكنولوجية ووتيرة العصر الرقمي، موضحاً أن هناك بعض القنوات بدأت تسعى للتعاطي مع متطلبات العصر، لكن البعض لا يريدون أن يصدموا أنفسهم بالواقع.



وأكد في حواره مع «الرؤية» أنه رفض الغناء والتمثيل وستاند أب كوميدي، لأنه لا يبحث عن الشهرة ولا المال، إنما يبحث عن السعادة والشغف، مبيناً أن كثيرين يخشون العفوية والتلقائية في الطرح الإعلامي، لكنها الأصدق والأقرب للمشاهدين.



وكشف إسماعيل، صاحب مسيرة امتدت لأكثر من ربع قرن في العمل الإعلامي، عن أن ركوة القهوة والغناء وصوت فيروز من أهم الطقوس التي يحرص على ممارستها قبل الظهور على الهواء مباشرةً.. وتالياً نص الحوار:





*أكملت مسيرة 25 عاماً من العمل الإعلامي، ما الأهداف الذي سعدت بتحقيقها على مر هذه السنوات؟

أكثر ما يسعدني وأنا أتذكر سنوات العمل أنني كنت نزيهاً لأبعد مدى لم يضطرني عملي الإعلامي للتصرف بميزانيات أو التعاطي مع مراجعين أو معاملات، قد يرى البعض كلامي غير منطقي ولا علاقة له بالسؤال، لكنني صدقاً أقول إنها نعمة عظيمة أن تنام كل ليلة وأنت لم تظلم إنساناً، ولم أقدم مواد إعلامية تثير الجدل أو الغضب، فأنا بعيد عن الإشكاليات والخلافات.

أبحث عن دوائر الفن والبهجة والمرح والكوميديا والموسيقى والسعادة، هذا ما يجعلني أعيش في سلام مع ذاتي والآخرين، وحتى من لا يعجبهم لوني وأسلوبي، فهم يدركون حجم بساطتي وابتعادي عن الصراعات، وبالتالي ليس لي أعداء ولم أجمع من سنوات الإعلام سوى الحب والتسامح والذكريات الجميلة.

*هل فكرت في الولوج إلى عالم التمثيل، وهل عُرض عليك تقديم أدوار؟

نعم عُرض عليّ الغناء والتمثيل والستاند أب كوميدي، لكنني لا أبحث عن الشهرة ولا المال، بل أبحث عن السعادة والشغف فإذا شعرت تجاه فكرة ما بهذا الشعور، فلن أتردد ولعلها قريبة.





*نجح برنامج «شاي حليب» على سناب شات في تحقيق قاعدة جماهيرية واسعة، فهل المستقبل لبرامج سوشيال ميديا؟

قولاً واحداً، الزمن زمن هواتف وسوشيال ميديا، والتلفزيون يجب أن يجد حلاً، بالرغم من أن متابعة الأخبار والمباريات والأحداث المباشرة وبعض المواسم كرمضان تزيد فيها متابعة التلفزيون، لكن في آخر السنة نجد أن ما قضاه الإنسان أمام شاشة هاتفه يعادل أضعاف أضعاف ما قضاه أمام التلفزيون.

القنوات بدأت تسعى للتماهي مع هذه المعطيات، لكن بعض صناع القرار الإعلامي لا يريد أن يصدم نفسه بالواقع، كالعادة في كل متغير وجديد هناك من يقاوم، واسأل عن الذين عاندوا التقنية والتكنولوجيا أين انتهى بهم المطاف؟

*أيهما أكثر ارتباطاً بعبدالله إسماعيل، ميكروفون الإذاعة أم كاميرا التلفزيون؟

لا شك أن التلفزيون أفضل والإذاعة أجمل.

*ما هي الطقوس التي تحرص على ممارستها قبل الظهور على الهواء مباشرةً؟

هذه أسرار، لكن سأذيعها لأول مرة، أنا أحضّر بنفسي ركوة القهوة وأشربها وأنا أغني ليفتح صوتي، وأستمع لفيروز وأنا أتنفس ببطء تنفساً عميقاً وبعدها أقول بسم الله وأنطلق.





*حدثنا عن سر إقبال الجمهور على برنامجك الأخير «المندوس».

لا أستطيع ادِّعاء معرفة السر ولا اختزال السبب فيَّ، نحن في مجال يهدف إلى الإمتاع ويبحث عن الإبداع ويحكمه المتاح والمسموح، كل الحكاية أن رمضان دوماً ما يشعل بداخلي جذوة حب غير عادية منذ طفولتي المبكرة، حيث يعني لي هذا الشهر السعادة والموائد والكرم ولقاء الأهل والأصدقاء وكسر كل قواعد الرتابة.

ناهيك عن العفوية والتلقائية التي لا يقوى كـل أحد على أن يقدِّمها، بل يخاف منها معظمهم لكنها الأقرب والأصدق بلا شك، لذا عاش هذا البرنامج 10 سنوات كاملة.

*ما هي التغييرات التي طرأت على البرنامج كونه مباشراً وجماهيرياً في زمن كورونا؟

التغييرات كبيرة حقيقة، لقد حققنا التباعد الاجتماعي بنسبة 100% في روح البرنامج، فقد كان أساس البرنامج هو البيت الكبير الذي يجمع الصغار والكبار والأهل والجيران، في زمن كورونا المتر أصبح مترين، والمتران أصبحا أمتاراً، وإذا بنا لا نرى الأحباب إلا باتصال الفيديو، رغم ذلك مشاهداتنا والإقبال على البرنامج زاد ولم يقل لأنني دخلت تحدّياً شخصياً، فمن المعيب علينا أن يهزم الفيروس روح الإبداع فينا، ومن المعيب أن نحوّل الحذر والحرص والتباعد إلى ذعر وخوف ونغلق أبواب سعادتنا.