الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لقطات ترصد التوتر والترقب والانتظار من وراء نوافذ كورونا

وثَّقت المصورة الأمريكية جوليا فولرتون باتن لحظات التوتر والترقب والانتظار خلف النوافذ والأبواب المغلقة في تجربة الحجر الصحي التي خاضها وما زال ملايين البشر في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم.



لقطات ترصد وتحلل وتجمد وتتفاعل مع المواقف الإنسانية، ما بين امرأة يقتلها الملل، وصبي يشتاق لرفاقه، وفتاة تفتقد حنان جدتها، ورجل لا يدري إن كان يعود إلى عمله أم لا، يقلقه البحث عن الرزق ويؤرقه الفيروس، طوفان من البشر حبسهم «كوفيد-19» من دون محاكمة أو استئناف، من دون أن يترك لهم خياراً يلجؤون إليه أو قراراً يتخذونه.



سجلت عدسات جوليا الزمن عندما يتباطأ أو يقف، المشاعر عندما تجيش في الصدور ولا تجد متنفساً للخروج والتعبير، أحاسيس الحزن والغضب والألم والمعاناة، ونظرات من خلف نوافذ كالقضبان تتطلع إلى المجهول، وتتمنى زوال عدو لم يشاهده الملايين بعيونهم ولكنهم اكتووا بناره، واحتموا بجدران منازلهم منه بعيداً عن أحبائهم، وعن مصدر رزقهم، ومنبع بهجتهم في الحدائق والمراكز التجارية والمدارس والشوارع.

بدأت قصة جوليا مع لقطاتها وبورتريهات العزل الصحي بمشاركتها في برنامج خيري لتبادل وتسليم الطعام لأكثر من 6000 شخص، بمساعدة ابنها الصبي (فين) ذي الاثني عشر ربيعاً، الذي كان يعاونها في ضبط الإضاءة وزوايا الكاميرا أثناء التصوير.



وما أدهش المصورة الأمريكية هو حماسة الناس رغم كل ما يكابدونه، وعندها شعرت أنها تعطيهم أملاً في غد أفضل، وأداة لكسر حدة ورتابة وروتين خبرتهم الحالية المؤلمة.

لم تكتفِ جوليا بتقمص دور المصورة والتقاط المشاعر والملامح، بل شاركت هؤلاء البشر تجربتهم، صفقت معهم تحية وتقديراً للأطقم الطبية، واقتسمت معهم الطعام والذكريات، من دون أي تقارب جسدي أو تلامس، التزاماً بتعليمات الحجر الصحي.