الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

في كندا.. تدريب الممرضات على مواجهة كورونا بالدراما



ابتكرت جامعة ماكإيوين الكندية برنامجاً لتدريب الممرضات على التعامل مع المرضى ووباء كورونا عبر الاستعانة بطلاب الدراما والممثلين ومؤلفي السيناريوهات، لمحاكاة المواقف التي يمرون بها أثناء عملهم.



ويطلب المحاضر من الممثل أن يرتجل موقفاً ربما تواجهه الممرضة أثناء عملها، حتى تكون مستعدة له عندما تتعرض له بعد تخرجها، كما يجسد الممثلون مشاهد شهيرة من أفلام شهيرة مثل المريض الإنجليزي، Analyze This، مريض الشيطان، و A Cure for Wellness، إضافة إلى فيلم Five Feet Apart أو خمسة أقدام تفصلنا.





وبعد كل موقف تمثيلي في المحاضرة، يدير الأستاذ نقاشاً حول طريقة تعامل الممرضة المتدربة وكيفية تحسين وتطوير أدائها.



وطبقاً للدكتورة سينثيا جاندرمان، المشاركة في برنامج التعليم بالدراما في الجامعة، فإن الطالبات يستفدن كثيراً من العمل مع الممثلين.



وقالت: «عندما يتمكن المتعلمون من التخلي مؤقتاً عن عدم تصديقهم أو تخيلهم للمواقف والتفاعل الكامل مع الشخصيات المصورة أمامهم، فإنهم يتعلمون بصورة أكثر ثراء وعمقاً من من أحداث المحاكاة الخاصة بهم».





ويوضح الممثل ديمسي بولتون: «لمساعدة الطلاب على التفاعل في المحاكاة، أستخدم وزملائي الممثلون تقنيات الواقعية النفسية لممثل المسرح الروسي كونستانتين ستانيسلافسكي لخلق مرضى أقرب للواقع يمكن تصديقهم».



ولا يخلو الأمر من مبالغة في الأداء أو مفارقات في ردود الأفعال، أو سخرية وضحكات تستلزم أن يعيد المحاضر الانضباط للمدرجات، مع الحفاظ على أجواء ودودة.



وتشير النتائج الأولية إلى أن استخدام الدراما في التعليم يعزز من الإحساس بواقعية المواقف المختلفة التي يمر بها المتدربون من الممرضات والممرضين في العيادة أو المستشفى.



وأشارت دراسة كندية إلى أن 98% من الطلاب وصفوا الممثلين الذين يجسدون دور المرضى بأنهم واقعيين، ويشبهونهم تماماً.





وأفاد 97% من الطلاب بأن الاستعانة بالممثلين مهم للغاية في التعلم، وأثرى تجربتهم، وأمدهم بثبات انفعالي يفيدهم عند التعرض لمواقف مشابهة في الحياة العملية.



ويجسد الممثلون في المحاضرات أنماطاً متعددة وأحياناً معقدة من المرضى، بكل سماتهم الجسدية والنفسية، بمن فيهم المرضى النفسيون، وذلك لمساعدة الممرضات على تفهم سلوكيات مرضاهم وردود أفعالهم، والتزود بالخبرة الكافية للتعامل معها بصورة صحيحة، مع استيعابهم والتسامح بصورة أكبر مع تصرفاتهم من دون تعصب أو أحكام مسبقة.



في المقابل، يرى الطالب الممثل جارود سميث أن تجسيد دراما المرضى وشخصياتهم أفاده في أن «يكسو باللحم عظام الشخصية» أو بمعنى آخر يتخيلها بصورة أقرب للواقع تماماً.





كما ينمي دارسو الدراما ملكتهم في الارتجال، والتعامل مع المواقف المختلفة من دون الحاجة لوجود نص معتمد يتحتم الالتزام به، ما يعزز من قدرتهم على إضافة بصمتهم الإبداعية الخاصة.



كما تساعدهم المحاضرات على تنمية مهارات التواصل والقدرة على التفكير، وتكسبهم مرونة أكبر في الحوار.



ويعمد الممثلون إلى التعبير عن المواقف المختلفة للمرضى من حزن وخوف وقلق وغضب وألم، وكيفية التصرف معهم وخاصة أن المرض يجعل معظم الأشخاص أكثر حساسية وأكبر ميلاً للغضب والاستثارة، ما يتطلب كياسة في التعامل معهم، وأسلوباً خاصاً في إخبارهم بالتعليمات.

اقرأ أيضاً : مسبار الأمل .. من الألف إلى الياء