الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

فنانة مصرية تواجه أزمة إصابتها بـ«كورونا» بالريشة والألوان

صفاء الشبلي

حولت فنانة مصرية أزمة إصابتها بفيروس كورونا إلى منحة استلهمت منها لوحات تشكيلية توثق بها تجربتها المريرة مع هذا الوباء.

ورغم أن مجرد التفكير في احتمالية الإصابة بفيروس كورونا المُستجد «كوفيد-19» يُعتبر هاجساً لدى البعض، وربما يُسبب هلعاً ورعباً للآخرين، لكن التفكير في استغلال الأزمة ربما يكون خير وسيلة للعلاج حتى وإن حدثت الإصابة.

ومن رحم أزمتها وإصابتها بالفيروس، وباستغلال موهبتها الفنية استطاعت الفنانة التشكيلية المصرية خلود كمال أن تبني جسراً من الأمل عبرت من خلاله إلى شاطئ الأمان، لتنتصر على المحنة وفي يديها لوحات مُوثقة لها.



سلاح الفن

تأثرت الفنانة المصرية بتجربة الفنانة المكسيكية فريدا كاهلو التي تعرضت لحادث في بداية حياتها الفنية وظلت بسببه في الفراش لمدة عام كامل، بعد كسور في العظام، حيث وثقت تجربتها في لوحات عبرت عن آلامها، اعتبرتها خلود ملهمتها واتخذت ريشتها سلاحاً فتاكاً في مواجهة «كورونا».

ويومياً وطوال أيام العزل كانت تختار مشهداً مؤثراً لتوثقه، مُعتبرة أنه بطل اليوم، تضع كراسة الرسم بجوارها، لتوثق يومها بكل تفاصيله مهما كانت شدة الأعراض، إلا أنها كانت تقاوم لتُخرج لوحتها اليومية.



كتابة بالرسم

وتقول خلود «الرسم هو الصديق الذي لا يخلف وعده، الإصابة ليست هينة لكنها بالصمود والتحدي تمر، بدأت مع ظهور الأعراض بعزل منزلي، لكن مع شدتها وتأكيد الإصابة، كنت أنام ساعات طويلة، ثم عزمت على تسجيل الأحداث والأعراض التي تمر خلال يومي من خلال (الاسكتش) إضافة لأحداثه المُميزة».

وتضيف «اعتبرت ما أقوم به نوعاً من كتابة المذكرات لكن بالرسم، بعض الرسومات كانت تأتي خطوطها ضعيفة بسبب حالة الوهن التي كنت أمر بها، كنت أسجلها وبعد الشفاء أعدت رسمها بشكل أدق، وبينت ملامح التعب الذي مررت به من خلال الألوان وتفاصيل العيون الشاحبة التي تُحيطها هالة سوداء».



تفاعل كبير

لاقت رسومات خلود تداولاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً من هؤلاء الذين أُصيبوا ووصفت هي حالتهم بالرسم، لذا فقد تَبِعت لوحاتها بأخرى شاكرة لكل من ساندوها في محنتها، كالأب والأم والأخت والأصدقاء.

وتتابع «كانت تجربة مهمة حاولت نقلها للمصابين بـ(فوبيا) كورونا، حاولت نقل المشاعر السلبية أو شدة الأعراض، كما نقلت أيضاً مشاعر الدعم والمُساندة التي جاءتني من الأهل والأصدقاء، وكانت سبباً في سرعة الشفاء».