الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

شباب: تفكيرنا خارج الصندوق أنقذ مشاريعنا في زمن الجائحة

واجهت المشاريع الصغيرة والمتوسطة العديد من المشاكل في ظل ظروف الإغلاق والحظر، طيلة الفترة الماضية من جائحة كورونا، إلا أن كثرة العقبات والضغوطات ولدت لدى أصحابها ابتكار أفكار جديدة في مواجهة الجائحة، لضمان استمرارية العمل، وتقليل الخسائر بأكبر قدر ممكن.

وأكد مجموعة من الشباب أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لـ«الرؤية»، أن الجائحة جعلتهم يتجهون للتفكير خارج الصندوق وإعادة النظر بطرق مبتكرة لتطوير المشروع، إلى جانب الاهتمام بالتحول الرقمي عبر آليات الطلبات وخدمات التوصيل التي اعتمدوها، ما أنقذ مشاريعهم وضمن لها الاستمرار.

تطوير وتحسين

لفتت الشابة الإماراتية نورة القرشي، صاحبة صالون امباير المتنقل للأطفال، أن الفترة الأولى من الجائحة قد اضطرت مثلها مثل أي متاجر أخرى إلى الإغلاق لمدة تتجاوز الشهر، إلا أنها استغلت تلك المدة بالتركيز على الإجراءات الجديدة المتبعة في إحياء المشروع وإعادة فتحه للزبائن بقواعد السلامة والتعقيم، فضلاً عن إعادة النظر بطرق تطوير الصالون بأجهزة ومعدات أفضل، ومحاولة تفادي الأخطاء التي ارتكبناها بالفترة الماضية، والعمل على افتتاح مشروع آخر جديد.

وأوضحت أنها عملت على تطبيق الإجراءات الاحترازية، عندما امتدت مدة الحظر للساعة الحادية عشر ليلاً في إمارة دبي، كالتعقيم وقياس درجة الحرارة قبل البدء بعملية الحلاقة، واستقبال حجوزات عدد محدود من الأطفال يومياً، لا يتجاوز 3 أطفال من البيت الواحد كحد أقصى، لافتة إلى أن خدمات الحلاقة كانت الأكثر طلباً خلال الفترة الماضية، وأنها حرصت على تقديم عروض خاصة لضمان حركة الزبائن.

حلول بديلة

وأشار الشاب الإماراتي سيف الرومي، صاحب مطعم رايس بالشارقة، إلى أن المطاعم كانت من أكثر الفئات المتضررة بمقتبل الجائحة، حيث انخفضت المبيعات بنسبة 90%، فلم يكن هناك حل سوى القيام بحلول بديلة لضمان حركة البيع.

وقال: «قمنا بتوفير صناديق تحتوي على المكونات والصلصات لتحضير طبق ما من أطباق المطعم الشهيرة مع خدمة التوصيل، كنوع من المحافظة على النظافة وتشجيع الزبائن على تحضير أطباقهم المفضلة كالسوشي في البيت، كما قمنا بحملة دعائية لتوضيح عملية التعقيم بالمطعم كي نطمئن الناس، وعلى الرغم من أن هذه الحلول لم تكن قادرة على تغطية التكاليف كما اعتدنا سابقاً، فإنها ضمنت استمرارية العمل على الأقل».

قهوة مختصة

وانتقالاً لأصحاب مشاريع القهوة المختصة، أوضح محمد المطيوعي، صاحب مقهى البري في حتا للقهوة المختصة، أن أكبر الدروس المستفادة من الجائحة، والتي التفت للتركيز عليها هي التحول للخدمات الإلكترونية من خلال الطلبات والتوصيل، فبدأ دراسة تصميم تطبيق أو موقع إلكتروني كي تسهل عملية الطلب على محبي القهوة.

وأضاف: «عمليات التعقيم المضاعفة التي كنا نحرص عليها، جعلتنا نستعمل الأدوات ذات مرة واحدة فقط بعيداً عن الأدوات الزجاجية والمعدنية، كما حرصنا على تقديم مشاريب جديدة باستخدام المكونات العضوية التي تقوي المناعة كالهيل لاتيه ومشروب الليمون والزنجبيل والعسل العضوي المحلي من مزارع حتا، إلى جانب مجموعة من المشروبات الباردة تزامناً مع دخول الصيف، وقد كثفنا موضوع الدعاية كي نخبر الناس بخدمات التوصيل التي أتحناها آنذاك».

مشاريع جديدة

وهناك فئة من الشباب الذين استغلوا فترة الجائحة لبدء مشاريعهم من الصفر، فكانت فترة العزل بمثابة دراسة عميقة لأساسيات مشروع ينطلق من البيت، وهذا ما قام به الشاب الفلسطيني معتز شحادة، الذي أطلق مشروع «لوميير» لأضواء النيون الشبابية، حيث نجح بتحويل غرفته لورشة متكاملة في تصميم وتصنيع الأضواء.

بينما دشنت الشقيقتان اللبنانيتان المقيمتان بالشارقة خديجة وخلود محمد، أول مجموعة من تشكيلات علامتهم التجارية دمج من دمج للأزياء العصرية الشبابية، والتي ضمت كمامات مستوحاة من تصميم البرقع، والتي حرصن خلالها على توفير معايير السلامة بوجود فلتر يمكن استبداله بشكل دوري، تزامناً مع متطلبات الجائحة التي فرضت الكمامات كأحد عناصر الإطلالة اليومية.

وأوضح المصور الفوتوغرافي الشاب سعود الزرعوني، مؤسس علامة «تفاصيل» للأزياء الشبابية، أن العزلة التي فرضتها الجائحة كانت حافزاً للبحث عن مصادر بديلة للموارد محلياً، في ظل توقف حركة الاستيراد من الخارج، ما أدى لدعم أصحاب المشاريع المحلية لبعضهم البعض.