السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

مواجهة كورونا بالضحك.. حيلة دفاعية تحفظ التوازن النفسي

واجهت الكثير من الشعوب انتشار فيروس كورونا بحالة من السخرية والتهكم والكوميديا ليس استهانة به بقدر ما هو محاولة منها لتخفيف الضغوط المحيطة به والبقاء في المنازل لفترات طويلة وعدم الخروج أو التنزه، فكانت التغريدات والمدونات والصور والأغنيات الضاحكة وسائلهم وحيلهم الدفاعية للتغلب على «كوفيد-19»، وتحقيق التوازن النفسي والجسدي.

ويقول الطبيب محمود عوض إن تداول المحتوى الكوميدي الساخر من الوضع الراهن يخفف الكثير من الضغوط ويجعل الجميع يواجه المخاوف بالضحك مشيراً إلى أنه ركز على مشاركة المحتوى الإيجابي بين أصدقائه مبتعداً عن المخيف أو السيئ أو الشائعات.

وأوضح الطبيب عبدالرحمن النجدي أن السخرية من الوضع الحالي تخرجه من حالة القلق والترقب وتخفف كثيراً من الضغوط النفسية التي تكتنفه بحيث يتمكن من التعامل مع الواقع ببساطة وعقلانية.

في حين انتقدت سيدة الأعمال نورة المازمي أسلوب السخرية المتزايد مع الجائحة بشكل سلبي فضلاً عن توجيه السخرية والتنمر بدون أدنى حس بالمسؤولية تجاه أصحاب الملامح الآسيوية ووصمهم بأنهم سبب الوباء، مؤكدة أن ذلك لا يتناسب مع العادات الأصيلة للشعوب العربية.

أثر سلبي

تدرك مصممة الأزياء الإماراتية منى المنصوري ما للكوميديا من تأثير معدٍ، مشيرة إلى أنه مع فرض الحجر المنزلي، ازداد تداول النكات المتعلقة بعلاقة الرجل بالمرأة بشكل كوميدي في إشارة إلى اضطرار الرجال للبقاء مع الشريكة مع ما يمثله ذلك من مشكلات أسرية كثيرة.

وتضيف المنصوري أن تعليقات زيادة الوزن كانت لها نصيب الأسد في التداول عبر سوشيال ميديا بدافع الدعابة في فترة الحجر المنزلي مما كان له أكبر الأثر السلبي والمحرج على من يعانون من السمنة بشكل طبيعي.

تنفيس مشروط

وعن دور الكوميديا في التخفيف من ضغوط أزمة كورونا، يؤكد الباحث والاختصاصي الاجتماعي طلال السلومي أن اللجوء للكوميديا أو السخرية هو طريقة جيدة للتنفيس عن هذه الضغوط «ما لم تتعدَ حدها» مشيراً إلى أن طرق التخفيف من القلق الذي يصاحب الأزمات في حاجة لطريقة لا تؤذي الآخرين بحيث لا تتحول إلى تنمر، وهو أمر لا يندرج تحت الفكاهة المسموح بها لتخفيف القلق لأنه ببساطة يسبب قلقاً أكبر للآخرين.

وينوه السلومي بأن الحس الساخر هو نوع من التنفيس الناجم عن الإحساس بالخطر وفرط الشعور بالضغط، خصوصاً مع البقاء في المنازل لأيام طويلة، والأخبار المتلاحقة اليومية حول تطورات الفيروس عالمياً، منوها أن التوعية بهذا الحس الكوميدي تكون فعّالة بشكل كبير بالنسبة لكثير من القطاعات والطبقات الاجتماعية.