يروي 47 هيكلاً بشرياً في مقبرة جماعية ومستوطنة على قمة تلة في منطقة الشبيكة بأم القيوين، يعود تاريخها إلى ما قبل نحو 80 قرناً ماضية، أهمية مهنة صيد اللؤلؤ، والشعائر الجنائزية المرتبطة بالدفن في تلك الحقبة.
وأوضحت دائرة السياحة والآثار في الإمارة، أن مقبرة العصر الحجري الحديث الجماعية والمستوطنة، تقع على تلة أثرية مساحتها نحو 400 متر وارتفاعها نحو 10 أمتار، وتتضمن مقبرة جماعية ومستوطنة يرجع تاريخها إلى منتصف الألفية السادسة قبل الميلاد.
وقالت رئيسة قسم الآثار في الدائرة رانيا حسين، إن المقبرة تعتبر اكتشافاً مميزاً في شمال شرقي الجزيرة العربية، مبينة أن صغر حجم المقبرة والكثافة العالية للهياكل العظمية المكتشفة، واللقى الأثرية المصاحبة للدفن، كان لها الأثر في تفسير الشعائر الجنائزية المرتبطة بالدفن في تلك الفترة.
وأشارت إلى أن أول اكتشاف للمقبرة كان في عام 1992م، حيث كان عدد الهياكل العظمية في حينها نحو 42 هيكلاً، 9 أفراد منهم كانوا في حالة جيدة، تم وضعهم في وضع القرفصاء على جانبهم الأيسر، مبينة أنه تم اكتشاف أن 18 منهم ذكور بالغون، و14 إناث كبار، و3 أقل من سن الشباب، وأكبر فرد بينهم كان عمره 35 سنة.
أعمار مختلفة
وأضافت حسين أن أعمال التنقيب استكملت مهامها في الموقع من عام 2011 إلى 2015، حيث تم اكتشاف 5 هياكل عظمية جديدة تحت مستوى الهياكل المكتشفة سابقاً في عام 2012، وبذلك وصل عدد الهياكل المدفونة إلى نحو 47 هيكلاً عظمياً.
وأظهرت دراسة الخمسة هياكل، أنها لذكور بالغين في سن الشباب، إذ إن أحدهم مات جراء إصابته بسهم صوان، حيث تم العثور على السهم بين ضلعه المكسور وطبقة الرمال السفلية، وتم دفنها مع بعضهم في الوقت نفسه في ذلك الحين، وإن أحدها كان يصاحبه 4 لآلئ، وآخر كان بصحبته لؤلؤتان، ما يدل على مكانة صيد اللؤلؤ خلال فترة العصر الحجري الحديث الأوسط في الجزيرة العربية، وقيمة اللؤلؤ الرمزية في الطقوس الجنائزية.
وأكدت حسين أن الاكتشاف بين أنه تم وضع صف طولي من الخرز المصنوع من الأصداف البحرية خلف العمود الفقري للهياكل ذات وضع القرفصاء، كما تم اكتشاف 10 أثقال لشباك الصيد من الحجارة الصلبة غرب واحد من الهياكل، وقد مات الرجل ودفنوا معاً في فترة قصيرة من الزمن.