السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

الحج إلى الأماكن المقدسة.. طقس ديني عرفه الفراعنة قبل 5 آلاف عام

الحج إلى الأماكن المقدسة.. طقس ديني عرفه الفراعنة قبل 5 آلاف عام

معبد أبيدوس

تعددت الأعياد لدى قدماء المصريين، وتنوعت طقوسها ومواكبها، حيث دشنوا معابد خاصة للأعياد والاحتفالات، ومعابد أخرى كانت مخصصة للطقوس الجنائزية.

وتروي كتب المصريات أن بعضاً من معابد قدماء المصريين كانت تستقبل الآلاف من الحجاج في أبيدوس سنة 3200 قبل الميلاد وتل بسطة والأقصر خلال المواسم الدينية التي كانت مناسبة للحج لتلك المدن.





مسرح احتفالات

ويقول رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، أيمن أبوزيد: إن من أشهر المعابد التي اشتهرت بالأعياد في مصر القديمة، معابد الأقصر والكرنك وأبيدوس.

وأضاف أن معبدي سيتي الأول ورمسيس الثاني بأبيدوس، اللذين تتجلى فيهما عجائب النحت والألوان، كانا مسرحاً للكثير من الأعياد والاحتفالات قبل آلاف السنين.

وكان الحج إلى مدينة أبيدوس ومعابدها ومقابرها، جزءاً مهماً من الحياة الدينية في مصر القديمة، و«تمجد الأنشودة العظمى ذلك الحج وتُخلِّدُ ذكراه»، وتصفه بأنه «أحد الأعياد العظمى في مصر القديمة».

وبحسب أبو زيد، فإن أعياد مدينة بوباسطة كانت تجذب إليها 700 ألف حاج من الرجال والنساء، مشيراً إلى أن هناك معبد الأقصر الذي يفصله عن نهر النيل الخالد طريق مرصوف، حيث كان يقام بين أعمدته وصروحه «عيد الحريم الجميل» .

ولفت إلى أن هذا المعبد يرتبط بمعبد الكرنك عن طريق تاريخي قديم هو طريق المواكب، وهو الطريق الذي يعرف اليوم بطريق الكباش، موضحاً أن هذا الطريق يمتد بين المعبدين بطول 2700 متر، وقد أقيم قبيل آلاف السنين ليكون طريقاً للاحتفالات والمواكب في مختلف الأعياد والمناسبات.

ويشير أبوزيد إلى أن معبد الكرنك، الذي يعد أحد أضخم المعابد المصرية القديمة، كان مسرحاً لأعياد واحتفالات عظيمة في حضرة ملك الآلهة آمون الذي كان يحتل موقعاً منقطع النظير في تاريخ مصر القديمة.





معابد جنائزية

ويقول المدير العام لمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا الدكتور محمد يحيى عويضة: إنه بجانب تدشين قدماء المصريين معابد للاحتفالات والمهرجانات والأعياد، فقد شيدوا معابد جنائزية.

ويشير عويضة إلى أن المعابد الجنائزية ومقاصيرها جرى تشييدها «لإقامة شعائر الملوك الجنائزية ولخدمة الآلهة»، لافتاً إلى أن منطقة البر الغربي لمدينة الأقصر، حيث تقع جبانة طيبة القديمة، هي الأكثر غنى بالمعابد الجنائزية التي شيدها رمسيس الثاني، وسيتي الأول، وأمنحتب الثالث وغيرهم من ملوك وملكات مصر القديمة.

وتضم تلك الجبانة بجانب المعابد الجنائزية مئات المقابر لحكام ونبلاء مصر القديمة، وكانت تستقبل الزوار في عيد الموتى، حيث كان الآلاف يذهبون لزيارة مقابر موتاهم في ذلك العيد.

وتوارث أهل مدينة الأقصر هذه العادة حتى اليوم، حيث يقومون بقضاء الساعات الأولى من يوم العيد فوق قبور موتاهم.