الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

نحات هندي مسلم ينشر التسامح بتماثيل هندوسية

منذ أن ضرب فيروس كورونا المستجد عمله في الصميم، تحول حرفي هندي مسلم متخصص في الفخاريات إلى صنع تماثيل الإله غانيشا الهندوسي مراعية للبيئة استعداداً لمهرجان يقام قريباً، في محاولة للخروج من أزمته الراهنة وفي الوقت نفسه نشر التسامح بين جميع الطوائف.





ويعمل يوسف زكريا غلواني مع شقيقيه في دارافي، في مدينة الصفيح في بومباي، على صنع تماثيل صغيرة طولها نحو 30 سنتيمتراً من الفخار، معولين على الإله الذي يزيل العوائق بحسب المعتقدات الهندوسية، لينعش نشاطهم قبيل انطلاق المهرجان.





وينطلق مهرجان غانيش شاتورثي السبت ويلقى رواجاً كبيراً في عاصمة البلاد الاقتصادية.





ويختتم المهرجان الهندوسي هذا تقليدياً بمسيرات تشارك فيها أعداد كبيرة من الناس باتجاه بحر العرب، حيث تُرمى في المياه تماثيل الإله الذي يأخذ شكل فيل محبب جداً، والمزخرفة بعناية.





لكن الاحتفالات هذه السنة لن تكون بالزخم نفسه إذ تطلب السلطات في المدينة التي ينتشر فيها فيروس كورونا المستجد بكثافة الاحتفال بأيام المهرجان العشرة من المنزل في محاولة لاحترام التباعد الاجتماعي.





وأوضح غلواني البالغ 40 عاماً: «مع انهيار مبيعاتنا من الفخاريات قررت الانتقال لصناعة تماثيل غانيشا كوسيلة للاستمرار وللترويج لبدائل مراعية للبيئة».





ولطالما انتقد ناشطون بيئيون تقليد إنزال التماثيل في البحر مشددين على أنه يساهم في تلويث المياه، ويوافقهم غلواني الرأي.





ويؤكد: «في كل سنة نرى تماثيل كثيرة لغانيشا مصنوعة من الجص على الشواطئ بعد رميها في المياه. هذا الوضع يؤثر على البيئة المحلية والحياة البحرية أيضاً».





استدامة البيئة

ويصنع الحرفي المسلم تماثيله من الجص القابل للتحلل سريعاً ليتحول إلى تراب في النهاية. وهي تحتوي على بذور يمكنها أن تبرعم إذا ما رويت بالماء.





ويباع التمثال بسعر 1500 روبية (20 دولاراً). وقد تلقى غلواني حتى الآن 800 طلبية ويأمل أن ينتعش الحي الذي يقيم فيه على الصعيد الاقتصادي بعد الاقتصاص من الفيروس.





واشتهرت دارافي العام 2008 بفضل فيلم «سلامدوغ مليونير» الحائز جوائز أوسكار. وقد عادت للبروز في أبريل بسبب مخاوف من استحالة حصول تباعد اجتماعي في داخلها أو صعوبة اعتماد إجراءات النظافة الصحية فيها بسبب اكتظاظ شوارعها ما قد يسهل انتشار الفيروس مثل النار في الهشيم.

ويقول غلواني: «في السابق كان عملي يتأثر بسبب خوف الزبائن من دخول مدينة الصفيح. إلا أن الوضع تغير الآن وهم مستعدون للمجيء وتسلم طلبياتهم».



وتمارس عائلة غلواني هذه الحرفة منذ 3 أجيال ويؤكد أنه لا يرى أي تناقض بين ممارسة دينه الإسلامي وتلبية حاجات الهندوس.





ويصر: «أين المشكلة إن كنت مسلماً وأصنع تماثيل لإله مثل غانيشا؟ الهند دولة ديمقراطية وقد ترعرعنا معاً وسط ثقافات متنوعة».