الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

من أجل الياسمين.. 8 ساعات يومية لجني الزهور بأيادي فتيات قرية مصرية

من أجل الياسمين.. 8 ساعات يومية لجني الزهور بأيادي فتيات قرية مصرية



ما إن ينتصف الليل حتى تضع إيمان مهنّا، الفلاحة المصرية الشابة، مصباحاً على رأسها وتبدأ في جمع زهور الياسمين التي تفوح رائحتها على بعد كيلومترات من قريتها شبرا بلولة في محافظة الغربية حيث ينتج أكثر من نصف العجينة الخاصة باستخراج مستخلص عطر الياسمين في العالم.





وتقول مهنّا، وهي تمسك بقفص تملؤه زهور الياسمين في أحد حقول القرية الواقعة في دلتا النيل: «نحن نجمع الياسمين منذ الطفولة، ويبدأ الجني من منتصف الليل وحتى الثامنة أو التاسعة من صباح اليوم التالي»، ويمتد موسم الياسمين من يونيو حتى نوفمبر.





وتوضح مهنّا، بعد أن استبدلت المصباح بقبعة لحمايتها من أشعة شمس الصباح: «جمع الياسمين مهمة تحتاج إلى تركيز شديد، نجمع الزهور المتفتحة، أما المغلقة فتترك لليوم التالي».

ووفقاً لإحصاءات الاتحاد الدولي لتجارة الزيوت والعطور عام 2015، فإن مصر والهند هما المنتجان الرئيسيان لنحو 95% من عجينة الياسمين العطرية في العالم.





وفي مصر، تقع أكثر من 90% من مزارع الياسمين في محافظة الغربية، في مدينتي قطور وبسيون وقرية شبرا بلولة حيث يتركز معظمها.

على طريق ترابي ضيق تحيط به حقول الياسمين الخضراء المطعمة بالزهور البيضاء، يتجمع مزارعو وجامعو الياسمين في شبرا بلولة في ساعة مبكرة من الصباح مع عربات النقل المحمّلة بأقفاص زهور الياسمين أمام أبواب مصنع «فخري للزيوت العطرية» الذي يستقبل معظم إنتاج المحافظة.





داخل المصنع، يراقب المدير والمهندس بدر عاطف عملية تسليم زهور الياسمين ووزنها، ويقول: «حالياً، هناك نحو 1000 فدان من الياسمين في المنطقة».



ويوضح أن إنتاج مصر من عجينة الياسمين في موسم زراعة الزهور العطرية يبلغ حوالي 5 أطنان، ونصيب مصنع فخري منها نحو 3 أطنان، مضيفاً: «نأخذ بين 60 و70% من زهور الياسمين على مستوى المحافظة».





ويروي عاطف أن فخري هو «أول مصنع للزيوت العطرية أُنشئ في مصر»، وكان صاحبه أحمد فخري أول من أدخل شجرة الياسمين إلى مصر في الستينيات، وجلبها من مدينة غراس في فرنسا حيث كان يدرس.

ويقول عاطف إن أحمد فخري علّم المصريين زراعة الياسمين، حتى أصبح الإنتاج اليومي من زهور الياسمين حالياً حوالي 20 طناً.





ويعمل المصنع على استخلاص العجينة العطرية من الزهور إضافة إلى زيت الياسمين الخام.

وتعد الهند أبرز منافس لمصر في إنتاج الياسمين، وفقاً لعاطف، بسبب أسعارها المتدنية، ما يجعل مصر مضطرة إلى خفض سعر منتجها للمنافسة بالرغم من جودته الأفضل.



والياسمين من الزراعات المستهلكة للمياه التي يستقدمها المزارعون من نهر النيل القريب، حيث يقول معتز عبدالفتاح، المهندس الزراعي المشرف على الحقول المملوكة لمصنع فخري: «يُروى الفدان 3 مرات في الشهر».





ويضيف عبدالفتاح: «يستهلك الفدان بين 450 و500 متر مكعب من المياه في المرة الواحدة»، ولا يُجمع الياسمين سوى بالطريقة اليدوية، ما يتطلب مجهوداً كبيراً من العمالة التي تقوم بعملية القطف.