الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

هناء الظهوري: المخزون الثقافي يثري أدوات المذيع الناجح.. وانصراف الطلاب عن تخصص الإعلام حفزني لإجادته

هناء الظهوري: المخزون الثقافي يثري أدوات المذيع الناجح.. وانصراف الطلاب عن تخصص الإعلام حفزني لإجادته



«المخزون الثقافي هو الجوهر الأساسي للإعلام الذي يثري أدوات المذيع الناجح، ولا يمكن أن أتخيل الثقافة والفنون ترتقي وتزدهر بدون أدوات ووسائل تدعم حضورها وتكثّف من مضامينها وتنشر أفكارها وتوصلها للجمهور»، بهذه العبارة لخصت الإعلامية الإماراتية هناء الظهوري مقومات الإعلامي الناجح وقدرته على التأثير في الجمهور، ونشر الرسائل الثقافية والتوعوية، مؤكدة أن الإعلامي الجيد لا يكتفي بالصمت بل يحاور ويتداخل مع ضيوفه ليقدم للمشاهدين كلّ ما يثري مخزونهم الفكري والمعرفي، ويترك في داخلهم ذكرى جميلة.



شغف البدايات

استطاعت الظهوري بما تملكه من شغف وموهبة أن تحجز لنفسها مكانة مميزة في المجال، فهي التي تؤكد أن الدافع الرئيس الذي أوصلها لخوض العمل الإعلامي هو عشقها للمهنة وإيمانها بما تملكه من رسالة سامية تلعب دوراً مهمة في تغيير حياة الإنسان وتحسين جودتها.

وقالت الظهوري، التي كشفت عن أن زهد الطلاب الجامعيين في اختيار تخصص الإعلام، كان محفزاً لها على الإجادة، في حوارها مع «الرؤية»: «الشخص إذا أحبّ شيئاً يمنحه كلّ ما لديه من أجل تحقيقه والتميز به، ومنذ بداية المشوار كان الإصرار على اكتشاف هذا العالم غايتي، وبالفعل بدأت أولى خطوات هذا الدرب من بوابة هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون التي أتاحت لي هذه الفرصة، التي استطعت خلالها أن أصقل موهبتي وأنميها، وبلا شك لدي الكثير لأقدمه في الفترة المقبلة».





مهمة «أماسي»

استهلت الإعلامية الإماراتية مشوارها عام 2010 كمراسلة إخبارية تابعة لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون لتغطية مختلف الأحداث التي تجري في المنطقة الشرقية لإمارة الشارقة، ثم تدرّجت لتعمل بعد ذلك مذيعة حتى عام 2019 الذي شكّل نقلة في مسيرتها المهنية، حيث تولّت مهمة تقديم برنامج «أماسي»، أحد أهم البرامج التي تعرضها قناة الشارقة.



ذكريات الإذاعة

وتابعت: «لازمني حب الإعلام منذ أيام المدرسة، وكانت الإذاعة متنفساً لي حيث كنت أقدم الإذاعات المدرسية وأنفرد بقراءتها مع زميلاتي الأخريات، وبعد حصولي على شهادة الثانوية العامة اخترت دراسة مساق الإذاعة والتلفزيون في جامعة الشارقة، الذي لم يكن يشهد إقبالاً آنذاك، لكنني وضعت نصب عيني أن أحصل على هذه الشهادة، وبالفعل تخرجت عام 2010 وأمتلك الكثير من الذكريات الجميلة عن تلك الأيام».





محطة مهمة

ويومياً تُطلّ الظهوري على مشاهديها عبر برنامج «أماسي» الذي تصف مشوارها فيه بالقول: «البرنامج أحد المحطات المهمة في مسيرتي وأراه مساراً إعلامياً يمتاز عن بقية البرامج، باعتباره يمزج في مضامينه بين الطرح الثقافي والاجتماعي المتنوع الذي يستهدف مختلف أفراد العائلة، وبلا شكّ فأنا أعتز بهذه المهمّة التي أوكلتها لي الإدارة وهي في الوقت ذاته مسؤولية كبيرة أتمنى أن أكون على قدرها وأؤديها بطريقة تليق بسمعة الهيئة ومكانة الإمارة».



معادلة ضرورية

وأوضحت الظهوري أن الثقافة والإلمام بمختلف أشكال المعرفة معادلة ضرورية ليكون الإعلام قادراً على نشر الرسائل الثقافية والتوعوية، مضيفة: «الإعلامي يجب أن يكون مثقفاً وأن يستفيد من مختلف التجارب والخبرات التي مر بها المتخصصون والخبراء قبله».

وتابعت: «الثقافة هي الجوهر الأساسي للإعلام، وفي نظري لا يمكن أن أتخيل الثقافة والفنون ترتقي وتزدهر بدون أدوات ووسائل تدعم حضورها وتكثّف من مضامينها وتنشر أفكارها وتوصلها للجمهور».





إعلام واعٍ

وأكدت الظهوري: «نحن نعمل في شاشة موقّرة تبث من الشارقة وهذا يضاعف مسؤوليتنا الإعلامية تجاه نقل رسائل الإمارة ورؤى حاكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يحثّنا على الدوام على مواصلة البحث والمثابرة لنكتشف مجالات مختلفة من حولنا، ونقدم إعلاماً مهنياً وواعياً يخدم آمال وتطلعات المجتمع، لأن ما نقوم به أمانة يجب أن تؤدّى على أكمل وجه».



أبواب المعرفة

وفيما يتعلق بالمجال الأكاديمي، أكدت الظهوري أن دراسة الإعلام تسهم في صقل خبرات ومعارف العاملين في المجال وتمدّهم بالأساسيات اللازمة للارتقاء بجودة ما يقدمونه، كما أنها تفتح أمامهم أبواب المعرفة على اتساعها، موضحة أن مساق الإعلام علم قائم بذاته ويمتلك خصوصيته وفرادته.

وتابعت: «منحتني دراسة الإعلام فرصة للاستفادة من معارف واسعة ومتنوعة إذ اطلعت خلال رحلتي الأكاديمية على الكثير من الخبرات والمدارس الإعلامية العربية والعالمية واستفدت مما يمتلكه نخبة من الأساتذة أصحاب الفضل، الذين لم يبخلوا علينا بتقديم كل ما يخدم نجاحنا في هذا المجال، لهذا أسعى على الدوام لشكرهم من خلال ترجمة كلّ ما تعلمته على أرض الواقع».





مسؤولية كبيرة

وعن خصوصية عملها كمقدمة لبرنامج «أماسي»، ذكرت الظهوري: «أنْ تتولّى تقديم برنامج جماهيريّ فأنت تدخل إلى منازل الناس وتشاركهم حياتهم، وهذا في حد ذاته مسؤولية كبيرة، ويتطلب تحضيرات وعملاً مسبقاً، حيث أقوم قبل بدء الحلقة بقراءة النصوص وإعداد قاعدة معلومات عن الضيوف الذين سأحاورهم، كما أحرص على إضافة أسئلة احتياطية لاستخدمها خلال الحلقة لتكون أشبه بمداخل للحوار، فالإعلامي الجيد هو الذي لا يكتفي بالصمت بل يحاور ويتداخل مع ضيوفه ليقدم للمشاهدين كلّ ما يثري مخزونهم الفكري والمعرفي، ويترك في داخلهم ذكرى جميلة».