الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

محمد زهران.. بائع القلائد والأنتيكات المصري الذي يتحدث 7 لغات

يستيقظ الخمسيني محمد زهران مبكراً ليحمل القلائد والأنتيكات والمشغولات اليدوية التي ابتاعها من شارع خان الخليلي أو العتبة، وهو محاط بدعوات أبنائه الأربعة بأن يُرزق رزقاً حلالاً يساعدهم في استكمال دراستهم الجامعية، ولا ينسى ارتداء قبعته المميزة التي تقيه حرارة الشمس تحت سفح أهرامات الجيزة.



وقع زهران في حب الأهرامات قبل 25 عاماً حينما بدأ عمله بائعاً في المنطقة السياحية، عظمة جدوده الفراعنة وتاريخهم الحافل، أصابته هو الآخر بالطموح، فكيف لهؤلاء بناء أهرامات اعُتبرت من عجائب الدنيا السبع، وما زالت صامدة طوال تاريخها الممتد عبر أكثر من 7000 عام، عظمة الفراعنة جعلت زهران يدرس تاريخهم ويقرأ ثم يقرأ، بل قادته لدراسة التاريخ والإرشاد السياحي أيضاً، فكيف لا وهو أحد أحفاد الفراعنة؟





مرشد سياحي

مؤخراً انتشر فيديو مُصور لزهران وهو يبيع أنتيكاته وقلائده في منطقة أهرامات الجيزة، بشكل دعا كثيرين لوصفه بأنه لا يقل عظمة عن الأهرامات، وبأكثر من 7 لغات تحدث الرجل عن قلائده وسوق لها بكل اللغات، وتساءل الجميع كيف لبائع متجول أن يتحدث كل تلك اللغات بمنتهى الدقة دون خطأ واحد، ولكن المفاجأة كانت أنه يعمل مرشداً سياحياً أصلاً.





ويقول زهران «درست الإرشاد السياحي بالتعليم المفتوح بجامعة القاهرة، أثناء عملي الأول كبائع في منطقة الأهرامات، أبهرني عظمة التاريخ الفرعوني، قرأت كثيراً عن تاريخ الفراعنة، وملوكهم، أعرف كل شبر في المنطقة وتاريخه، كنت أقرأ بنهم شديد، وشعرت بأن كل السياح من مُختلف دول العالم لا بد أن يعرفوا تاريخ مصر وحضارتها، لذا اتخذت قراراً بدراسة الإرشاد السياحي».





ويُضيف «حصلت على الشهادة الجامعية، والتحقت بإحدى الشركات الخاصة كمرشد سياحي، لكن ذلك يتوقف على استدعائي من قبل الشركة للإرشاد السياحي، وأحياناً يكون هناك كساد في قطاع السياحة، لذا لم أتخلَّ عن عملي الأول الذي بدأته قبل 25 عاماً كبائع للقلائد والمشغولات اليدوية».





بنى زهران علاقة خاصة مع معظم الأفواج السياحية التي تعامل معها من قبل، بفضل شخصيته وتعامله العفوي مع السياح، لذا فهم يتصلون به بشكل مباشر عند عودتهم لمصر مرة أخرى.



ويقول «أعتقد أنني أُمثل شكل مصر أمام العالم، لذا لا بد من معاملة السياح معاملة لائقة، تليق بنا كمصريين، وفي الحقيقة تعلمت أكثر من لغة ذاتياً، بالقراءة أو فيديوهات يوتيوب أو المُمارسة، واستغل اللغات التي تعلمتها في الإرشاد السياحي أو في عملي كبائع، والذي أعتز به جداً».



فخر وشرف

«الشغل عمره ما كان عيب» تقول ابنته أمنية خريجة كلية الحقوق، في بداية حديثها مع «الرؤية»، وتستطرد «أنا فخورة بوالدي، فخورة به كمرشد سياحي أو كبائع متجول بالأهرامات، هو فخر وشرف لنا، بالعكس هو يعمل على تلبية احتياجاتنا مهما كانت الظروف، لم نطلب منه يوماً أن يترك عمله كبائع، والاستمرار فقط كمرشد سياحي، فكونه بائعاً لا يُقلل منه بالعكس، نحن فخورون به في كل الأحوال».



وتضيف «والدنا ربانا على أهمية الكفاح وتحمل المسؤولية، جميعنا التحقنا بالتعليم الجامعي، وأخي درس الإرشاد السياحي تأثراً بوالدي، فهو قدوتنا جميعاً».