الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

محاربو الإرهاب بسلاح الدراما: معركتنا تنويرية.. وطريقنا شائك وطويل

محاربو الإرهاب بسلاح الدراما: معركتنا تنويرية.. وطريقنا شائك وطويل

مسلسل الاختيار.



تعرضت السينما والدراما التلفزيونية العربية لقضية الإرهاب على مدار العقود الماضية، ومع انتشار العمليات الإرهابية التي تستهدف حياة المدنيين والعسكريين، ازداد معدل إنتاج الأعمال الفنية التي تتصدى لهذه الظاهرة الخطيرة، ولكن ماذا عن تأثير الفن في مواجهة الفكر المتطرف والجماعات الظلامية التي يزداد تغلغلها من وقت لآخر؟

»الرؤية» فتحت هذا الموضوع الشائك، واستطلعت آراء نجوم وصناع سينما للتعرف إلى آرائهم حول دور الفن في مواجهة الإرهاب، حيث أكدوا أن الأعمال الفنية من سينما ودراما وطرب قادرة على التصدي لظاهرة الإرهاب بالرسالة التنويرية والتوعوية التي تحملها في سياق الأحداث، لأنها تغوص داخل تفاصيل ربما تكون غير معلومة للمشاهدين وتكشف لهم مزيداً من الحقائق عن هذه الجماعات المتطرفة، مشيرين إلى قناعتهم بأن الطريق في معركتهم المصيرية لدحر الإرهاب، شائك وطويل.



وأشاروا إلى أن تناول الأعمال السينمائية والتلفزيونية العربية قضية الإرهاب واجب وطني، يحتم على صناع الفن تعريف الأجيال الجديدة بأعداء الوطن، موضحين أن هذه النوعية من الأعمال تكشف وتفضح الإرهابيين، وتمثل شوكة في ظهورهم، كما أنها تبث الحماسة في النفوس وتطلع الأجيال الشابة على بطولات وتضحيات القوات الأمنية في دحر وتجفيف منابع الإرهاب الأسود.





أعداء الوطن



يُعد الكاتب المصري وحيد حامد من أبرز من تصدوا لظاهرة الإرهاب في أفلامه ومسلسلاته، ومن أبرزها أفلام «الإرهاب والكباب، طيور الظلام، ودم الغزال»، إلى جانب مسلسلي «الجماعة، والعائلة».



وأكد حامد إيمانه بقدرة الفن على التصدي لهذه القضية التي تغلغل فيها بكتاباته السينمائية والتلفزيونية عن إيمان واقتناع.



وقال إنه يعتبر نفسه كاتباً مهموماً بقضايا مجتمعه، حيث إنه تعرض للإرهاب في أعماله برصد التحولات التي طرأت على المجتمع المصري والعربي، وذلك على غرار أي قضية مجتمعية يناقشها فنياً.



وأضاف وحيد حامد أن السينما لها مردود وتأثير قوي على المشاهدين طالما أنها تتعرض لقضايا مهمة، حيث يرى أن للشاشة الفضية والصغيرة دوراً في تعريف الأجيال الجديدة بالأعداء المتربصين بأوطانهم.





رسالة تنويرية



بينما وصف المخرج المصري بيتر ميمي الأعمال الفنية التي تتصدى لظاهرة الإرهاب بالرسالة التنويرية والتوعوية، لأنها تغوص داخل تفاصيل ربما تكون غير معلومة للمشاهدين، وبالتالي تكشف لهم مزيداً من الحقائق عما يُعرض أمامهم.



وقال ميمي إنه حرص في مسلسله الأخير «الاختيار» على استخدام «ديكودراما» في عدد من اللقطات، بحيث يعرض المشاهد الحقيقية والمصورة في آن واحد، إذ تضفي هذه النوعية مزيداً من المصداقية عند المتلقي.



وأوضح ميمي أنه من المهم تقديم هذه النوعية من الأعمال الفنية للأجيال الشابة، لأن الفن بطبعه مرآة المجتمع وكاشف الحقائق، فضلاً عن تأثيره القوي على الجمهور، مشيراً إلى أنه استشعر هذه الحالة عند تقديمه لـ«الاختيار» الذي التف حوله الجمهور العربي من مختلف الفئات والأعمار.





واجب وطني



فيما اعتبر الفنان المصري أحمد عز تناول الأعمال السينمائية والتلفزيونية قضية الإرهاب واجباً وطنياً، مؤكداً حرصه على التصدي لهذه الظاهرة في أفلامه ومسلسلاته خلال الأعوام الأخيرة، ومن أبرزها فيلم «الخلية» ومسلسل «أبوعمر المصري».



وأضاف عز أنه تربى على هذا الفكر من خلال أفلام عادل إمام وأحمد زكي، ومنها «الإرهاب والكباب، الإرهابي، وضد الحكومة»، حيث بات حريصاً على تطعيم أفلامه بقضايا مجتمعية معاصرة لإفادة الجمهور من مختلف الفئات والأجيال.



وتابع: «أؤمن بدور السينما في تقديم وجبة مُشوقة ومسلية للجمهور، ولكن لا مانع من إدراج قضية معينة على هذه الوجبة»، واستعاد بطل «الخلية» ذكريات تقديمه لهذا الفيلم عام 2017 قائلاً: «كانت ظاهرة الإرهاب تشغل بال الرأي العام حينها إثر استشهاد عدد من ضباطنا وجنودنا، وانعكاس ذلك على أسرهم والمقربين منهم، ولذلك آثرنا تقديم فيلم مستوحى من أحداث حقيقية».





شوكة للإرهابيين



الفنان المصري أمير كرارة أكد إيمانه بدور الفن في تعريف الأجيال الجديدة بأعداء الوطن، مشدداً على ترسخ هذا الإيمان بصورة أكبر بداخله عند تقديمه مسلسل «الاختيار» في رمضان الماضي، وذلك بعد مشاهدته مقاطع مصورة لأطفال يحاكون مشهد اشتباك العقيد الشهيد أحمد منسي وفرقته مع التكفيريين قبل استشهادهم.

وقال إن هذه الأعمال الوطنية تكشف وتفضح الإرهابيين، وتمثل شوكة في ظهرهم يتأثرون منها سلباً، مضيفاً أن المسألة ليست مقتصرة على السينما والتلفزيون فحسب، وإنما تمتد إلى الأغاني الوطنية التي تبث الحماسة في النفوس بمجرد الاستماع إليها.



وأضاف كرارة: «لا بد من تعليم الأجيال الجديدة معنى الانتماء والولاء وحب الوطن، وقد سعدت بتحقق هذه الحالة على أرض الواقع من خلال (الاختيار)، الذي شعرت بشرف وفخر لتقديمي إياه واقتران اسمي باسم البطل أحمد منسي».





محاولات سطحية



من جانبه، علق الناقد أندرو محسن على تناول الأعمال الفنية العربية ظاهرة الإرهاب قائلاً: «جرت محاولات عديدة من صناع الأعمال الفنية إبان فترة التسعينيات لطرح قضية الإرهاب، خاصة مع انتشار الجماعات المتطرفة في هذا التوقيت، وعلى إثره شاهدنا مسلسلات عدة منها (العائلة، وأرابيسك) وأفلاماً كثيرة من أبرزها (الإرهابي) للكاتب لينين الرملي، الذي يُعد من أبرز الأفلام التي تطرقت إلى هذه القضية».



وتابع: «هناك محاولات حالياً للتصدي لهذه الظاهرة، ولكنها لا تتسم بالعمق أو الاختلاف أو الذكاء، ومنها مثلاً فيلم (جواب اعتقال) للفنان محمد رمضان، الذي تعامل مع قضية الإرهاب بشكل سطحي، والأدهى من ذلك هو نظرة هذه الأعمال لشخصية الإرهابي، الذي يظهر بوجه عبوس ويردد آيات قرآنية بعينها دون غيرها، ما وضع هذه الشخصية في قالب معين لا يُبرز التحول الذي أوصلها إلى هذا المستوى الخطير».



وأضاف محسن: «أرى أن الواقع الحالي أصبح أكثر تأثيراً ومرارة من الأعمال الفنية، وذلك بحكم انتشار الأعمال الإرهابية في دول عدة، ما يعكس خطورة الإرهاب والانتماء لهذه الجماعات المتطرفة».