الاثنين - 13 مايو 2024
الاثنين - 13 مايو 2024

الموال.. إيقاع الزمن الجميل يتجاوز الخفوت بالاندثار.. والأغنية الوطنية استثناء

الموال.. إيقاع الزمن الجميل يتجاوز الخفوت بالاندثار.. والأغنية الوطنية استثناء

ناهد حمود- دبي

وصف فنانون، الموَّال، بأنه واحد من أقرب الفنون إلى القلوب، حيث تمكن رواده من ترك بصمة قوية بكلماته التي جعلت الجمهور يعيش حالة من «السلطنة» بما تحمله كلماته من حكايات وملامح وبطولات تاريخية، تتسم بعمق الكلمة وجزالتها وجمال ورقة اللحن الذي يشد الآذان.

وأكد فنانون التقتهم «الرؤية» أن صوت الموال في الوقت الحالي في مرحلة تتجاوز الخفوت، ويقترب فيها بشدة من دائرة الاندثار، نتيجة ندرة الأصوات القوية التي تستطيع التفاعل مع الطبقات التي يحتاجها الموال، مشيرين إلى أن تكالب بعض الكتاب والملحنين وراء المكسب المادي أدى إلى هجرانهم الموال إلى عالم الإيقاعات السريعة بحجة تبدل أذواق الجمهور ورغباته .

في الوقت نفسه، رأى فنانون أن الإمارات استثناء في هذا الأمر، حيث ما زال للموال وجوده على الساحة المحلية لا سيما في الأغاني الوطنية وأغاني كبار الفنانين الذين يحرص بعضهم على استهلال أغانيه بترديد المواويل.



أعمال سطحية

أرجع المطرب والملحن الإماراتي عادل الخميس، غياب صوت الموال في الوقت الحالي إلى سطحية ما يقدم في الساحة الطربية من أعمال، مشيراً إلى أنه في السابق كان تقييم المطرب على طريقة أدائه الموال قبل الغناء، منوهاً بأن الوسط الفني بات يعج بالدخلاء.

وأشار إلى أن فن الموال، يحتاج إلى أصوات تمتلك طبقات خاصة تستطيع أن تعبر عن قوالبه المتعددة التي تشير إلى المشاعر الصادقة وتفاعل الشخص مع حياته سواء فرحاً أو حزناً، عشقاً أو هياماً وحباً، منوهاً بأنه وللأسف بات وجوده على الساحة نادرة وانحسرت مساحته نتيجة انتشار الأغاني الشبابية ذات الإيقاع السريع.





تواجد إماراتي

يرى سفير الأغنية الفنان الإماراتي فايز السعيد، أن الموال على المستوى العربي يكاد يكون غائباً، إلا أنه مازال له تواجد على الساحة الإماراتية، حيث يتواجد في الأغاني الوطنية والتراثية الإماراتية.

وعزا تراجع الموال إلى أنه يحتاج إلى أصوات جهورية قوية يمكن الاستماع إليها من دون استخدام مايكروفون، مشيراً إلى أن هذه المواهب نادرة جداً، تكاد تكون اختفت واختفى معها الموال.

وأشار إلى أن عدداً كبيراً من الفنانين يطلبون منه أن يلحن لهم موالاً، الكثير منهم يكون في بداية الطريق، لكنه يجد أن «ستايل» الأغاني التي يتغنون بها لا يتناسب مع الموال.



غياب «السلطنة»

يعتقد المخرج ومدير فرقة الملوك الغنائية الإماراتي محمد الصفار، أن خفوت صوت الموال يعود في الأساس إلى أن الأصوات التي كانت تؤديه بإحساس عالٍ يصل إلى الجمهور ويجعلهم يعيشون حالة من «السلطنة»، باتت عملة نادرة.

ويرى الصفار أن الأمر لم يتوقف على ندرة الأصوات القوية، بل يرى أن هوى الجماهير لم يعد يميل إلى أغاني الطرب التي ينتمي إليها الموال، فالشباب باتوا أسرى للأغاني ذات الإيقاع السريع نتيجة تأثر الكثير منهم بالموسيقى الغربية، لذلك بات سوق الموال شحيحاً ليس له مريدوه، الأمر الذي دفع الأصوات الجيدة إلى الابتعاد عنه خوفاً من عدم الانتشار.





عمالقة الطرب

يؤكد الشاعر الإماراتي علي الخوار، أن الموال موجود وما زال يقدم، لكن بحناجر عمالقة الطرب الأصيل، أما في ما بين الشباب فيكاد يكون مختفياً، وأن تواري صوت الموال بين الفنانين الشباب نتيجة توجههم نحو الأغنية السريعة والتي يعتمد فيها على الصورة أكثر من كلمات الأغنية، عازياً ذلك إلى تغير الزمن، حيث أجبر الفيديو كليب الفنانين عن التخلي عن الموال لاعتماد الإيقاع السريع.

وأشار الخوار إلى أن الأغاني الوطنية تتبع أسلوباً شبيهاً بالموال عبر سرد حكاية بمرافقة موسيقى تتناسب وفكرة الأغنية، منوهاً بأن هنالك نخبة من الفنانين الإماراتيين منهم الفنان عبدالله بالخير يبدؤون أغانيهم بموال من التراث الإماراتي.





حيوية وجمال

وصف الفنان علي الشحي، الموال بأنه لون غنائي يتميز بالحيوية والعمق والجمال، وهي صفات تحتاج إلى أصوات قوية كي تؤديه بطريقة ترضي المستمعين، مشيراً إلى أنه وللأسف لا يوجد الكثير من الأصوات القوية، منوهاً بأن أكثر الأغاني الآن تلبي رغبات الشباب الذين يبحثون عن كلمات تعبر عن العاطفة عبر البكاء والنحيب معتمدين على الموسيقى والفيديو كليب ويذهب كل تعبهم في الهواء، لكنهم لو قدموا جزءاً منها كموال ستلقى إعجاب الجمهور.



ربح مالي

فيما يعتقد الفنان العراقي قصي حاتم أن الطرب العراقي الحديث ما زال معتمداً على الموال الذي يسرد حكاية، مشيراً إلى أن بعض المطربين الشباب يقدمون في أغانيهم الحديثة موالاً كي يتميزوا، مؤكداً أن هذا هو السبب الحقيقي لنجاح الأغنية العراقية حتى هذا الوقت.

وفيما يخص اندثار الموال عربياً في الزمن الراهن، أوضح أن كتاب الأغاني والملحنين يبحثون عن الربح المالي، وكي يوفروا على أنفسهم الجهد والوقت يختصرون الأغنية ولا يقدمون النصائح للمطربين المتعطشين للشهرة.