السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

القصابة.. «فن» مرشّح لدخول قائمة «اليونسكو» للتراث غير المادي

القصابة.. «فن» مرشّح لدخول قائمة «اليونسكو» للتراث غير المادي

في سن الخامسة، أدرك فيكتور أنه سيكون قصّاباً. وبعد 15 عاماً، صمّم الشاب على إدراج «فنّ» تقطيع اللحم «بالطريقة الفرنسية» ضمن قائمة التراث غير المادي للبشرية التي تعتمدها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو).

كيف يمكن أن يكون سكّين الجزّار أداة لعمل فنيّ؟ وكيف يمكن اعتبار الذبيحة المعلّقة بالخطّاف المتدلي من السقف تراثاً؟ أما القصّاب الشاب فيكتور دوما (21 عاماً)، فلا يشكّ للحظة في أن مهنته هي كذلك.

يقول فيكتور «أحبّ هذه المهنة. لقد كانت دائماً تستهويني. إنها تعني لي الجمع والتقاسم».

وارتبط نحر هذه البقرة أو ذبح ذلك الخروف بالمناسبات السعيدة، وكان الجيران يساعدون العائلة، فيما فيكتور يشارك وتسنَد إليه بعض المهام.





وفي الـ15، عندما شاء معلّموه توجيهه إلى الاستمرار في التعليم الأكاديمي والانتقال إلى الصف الأول الثانوي، اتخذ قراره وفرض خياره، وهو دراسة القصابة. وهكذا، تعلّم التقنية والدقة والسرعة، فبات اليوم يقوم بأصعب عمليات القصابة في 10 دقائق على الأكثر.

منذ عام، يجول القصّاب الشاب في مختلف أنحاء فرنسا، حيث يلتقي مربّي الماشية والجزّارين والطهاة وحتى العاملين في مجال الدباغة.

ويسعى فيكتور إلى أن يُبرز «الصورة الجميلة للمهنة، والمنتجات الجيدة، والتعريف بالأسلوب الفرنسي في القصابة»، وحشد الدعم.

ويوضح أن فكرة تقديم ترشيح القصابة إلى «يونسكو» خطرت في باله «خلال بطولة العالم لتقطيع اللحم عام 2018 في أيرلندا»، حيث حلّ ثالثاً ضمن فئة المبتدئين.

وتبيّن لفيكتور عندما رأى طريقة عمل المرشحين الآخرين المتنافسين، أن «لفرنسا أسلوباً خاصاً في تقطيع اللحم»، وهو، كمطبخها، مميز وغنيّ. كذلك لاحظ أن «الجميع كان ينظر إلى المرشحين الفرنسيين».

ويشرح فيكتور «في ذبيحة بقرة مثلاً، يمكننا استخراج نحو 40 قطعة في حين أن آخرين لن يعطوا الذبيحة القيمة نفسها»، و«لن يقتطعوا منها سوى 5 أو 6 قطع» مختلفة.



ويأمل فيكتور في أن ينضمّ فن القصابة على الطريقة الفرنسية إلى عدد كبير من الممارسات الثقافية أو الحرف التقليدية المدرجة ضمن التراث العالمي الثقافي غير المادي.

ويساهم التقدير الدولي لحرفة أو مهارة معينة في حماية الثقافات المهددة جرّاء العولمة.

إلا أن فيكتور لا يرى أن القصابة الفرنسية في خطر، بل بالعكس، إذ يقول إن «الناس سيحتاجون دائماً إلى تناول الطعام، وأكثر فأكثر باتوا يهتمون بالنوعية، وهذا ما لوحظ خلال مرحلة الحجر».