الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

معرض في باريس يكشف ولع بيكاسو بإيقاعات الموسيقى الشعبية

معرض في باريس يكشف ولع بيكاسو بإيقاعات الموسيقى الشعبية

رغم إعلان بيكاسو في تصريح منسوب له أنه لم يكن يحب الموسيقى، يكشف معرض غير مسبوق في باريس، شغفاً كبيراً بالأنغام الشعبية لدى الرسام الإسباني الشهير وميلا لاستكشاف الآلات بدقة، كما يضيء خصوصاً على موهبة حقيقية في ابتداع موسيقى صورية.

لم يكن بيكاسو شغوفاً بالموسيقى، ولم يكن في وسعه قراءة توليفة موسيقية، وهو لم يكن بحاجة إلى الموسيقى للعمل، كما الحال مع شاغال أو ماتيس، بحسب ما تقول سيسيل غودفروا القيّمة على معرض «موسيقى بيكاسو»، في حرم أوركسترا باريس الفلهرمونية (من 22 سبتمبر إلى 3 يناير).

غير أن أعمال الفنان الذي يعد الأشهر في العالم، والذي كان محور معارض لا تحصى «عامرة بالآلات الموسيقية والموسيقيين والرقص»، وفق غودفروا.

وقبل 4 سنوات، استندت مؤرخة الفن هذه إلى تصريح نسبته الصحفية الفرنسية إيلين بارمولان، في الستينيات إلى بيكاسو يبدو متناقضاً مع واقع الحال مفادة: «لا أحب الموسيقى».

ويجمع هذا المعرض الذي أُجل 5 أشهر بسبب الوباء أكثر من 250 عملاً على صلة بالموسيقى، منها لوحات مثل «كمان ومخطوطة موسيقية»، و«طبيعة ساكنة على البيانو» و«امرأة مع دفّ»، و3 منحوتات بيضاء لعازفين على أنواع مختلفة من الناي.

وصنعت هذه المنحوتات لحديقة دارته «لا كاليفورني» على الساحل الشرقي لفرنسا حيث مكث في الخمسينيات.

وقد يعزى هذا الإعجاب إلى طفولته التي أمضاها مع والده خوسي رويس بلاسكو الشغوف بموسيقى الفلامنكو. وهو كان «يتسكّع في طفولته في أحياء مالقة (مسقط رأسه) الغجرية برفقة والده، وقد أثّر فيه ذلك كثيراً»، بحسب غودفروا، ونمّى فيه حبّه للموسيقى الشعبية التي كان يستمع إليها في شوارع برشلونة أو حيّ مونمارتر الفرنسي حيث أقام في العام 1909.

وهذا النمط الموسيقي «الصاخب والمنفتح والأخوي» يتجلّى في أولى لوحات بيكاسو خصوصا من خلال شخصية المهرّج (أرليكينو) الذي يعزف على قيثارة صغيرة في إحدى اللوحات الزيتية.

ولا عجب في أن يكون الغيتار، مع ما يحمله من مدلولات إلى بلده الأم إسبانيا، الآلة الموسيقية المفضّلة لبيكاسو (1881-1973)، بحسب القيّمة على هذا المعرض الذي يقدّم للمرة الأولى نحو 20 آلة نفخ هوائية وآلة وترية كان بيكاسو يجمعها ليدرسها بدقة كبيرة.

وفي الفترة التكعيبية، كان الفنان الذي أمضى الجزء الأكبر من حياته في فرنسا يفكك الآلات ويعيد تركيبها.

وقد لا يكون بيكاسو الذي كان على علاقة لمدة 20 عاماً تقريباً براقصة الباليه أولغا خوخولوفا، وربطته صداقة بكبار الموسيقيين، من أمثال إريك ساتي وإيغور سترافينسكي من كبار هواة الموسيقى، غير أنه «يظهر لنا بوضوح أن كلّ ما له صلة بالموسيقى كان يثير إعجابه»، بحسب غودفروا.