الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تونسي يكتشف بعد 22 عاماً أصوله الفلسطينية

شهاب الأسمر

لم يكن يتخيل الشاب التونسي أيمن بن هادية، أن يكتشف بعد 22 عاماً أنه شخص آخر وأن والديه الحقيقيين ليس من ربياه، بعد أن علم أنه فلسطيني، من أب وأم فلسطينيين استشهدا في 1982، لينتقل للعيش مع عائلة تونسية.

ويعيش أيمن ضمن أسرة تونسية، حيث كان الابن «المدلل» الذي يحظى بكل ما يريد، لكن وفاة والدته التي ربته كانت نقطة التحول في حياته.

يقول أيمن الذي يقطن في مدينة سوسة التونسية: «اشتياقي لوالدتي دفعني للدخول غرفتها فأشتم عطرها وأنظر في مقتنياتها التي كان لها معنى كبير في حياتها»، وضمن أشيائها كان هنالك صندوق يخصها، تملكتني الجرأة لرؤية ما بداخله، لأكتشف أن ما بداخله هو سر حياتي منذ الطفولة، فوالدتي سميرة عبدالسلام ليست أمي في الحقيقة وأن عبدالقادر بن هادية الذي أحمل اسمه وأعيش معه منذ 22 عاماً ليس والدي لتبدأ الصدمة الحقيقية.

أراد أيمن معرفة حقيقة الأوراق التي وجدها داخل الصندوق والتي تشير إلى أن أمه في الأصل اسمها عائشة فلسطينية من مواليد لبنان، واسم أبيه عبدالرحمن الديراوي، وقد استشهدا.

وبدأ بن هادية بسرد حكايته لـ«الرؤية»، أخبرني والدي عبدالقادر بن هادية الذي كان يعمل مديراً للمركز الثقافي الفرنسي في بيروت بأنه تبناني عقب مجزرة صبرا وشاتيلا وأنا ابن 6 شهور لأعيش معه في تونس، حيث جرى نقلي برفقة أطفال آخرين لمقر منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق بعد أن كنت أنا الناجي الوحيد من بين أفراد عائلتي الفلسطينية، وكنت أبلغ من العمر آنذاك 3 شهور.

وانطلق أيمن في مسيرة البحث عن أصوله التي اكتشف خلالها أن أصول والده تعود إلى عائلة في قطاع غزة، بعد أن وجد من وسائل الإعلام طريقة للتوصل والتعرف على أصوله وجذوره الأساسية.

وباتت مساعيه اليوم تسير نحو الحصول على الجنسية الفلسطينية وجواز، حيث بدأ بإجراء فحص الـ DNA، وتقدم بكافة أوراقه للحصول عليها.

أيمن يمتلك الآن أسرة مكونة من زوجة تونسية و3 بنات، ويمارس حياته بسوسة فهو يعمل في شركة طلاء السيارات، ولكن حلمه في زيارة فلسطين وقطاع غزة لم يتوقف رغم المعيقات التي تقف أمام حلمه.