السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

ناجيات من السرطان: حاربنا المرض بروح وردية.. وانتصرنا بالإرادة والأمل

ناجيات من السرطان: حاربنا المرض بروح وردية.. وانتصرنا بالإرادة والأمل



رغم المعاناة الشديدة مع المرض وتبعات العلاج، إلا أن مجموعة من السيدات تمكنّ من تحويل رحلة علاجهن المرهقة إلى مسيرة انتصار يسودها الأمل والتفاؤل بالشفاء، حيث حاربن السرطان لسنوات طويلة بالروح الوردية الإيجابية وانتصرن على آلامه وأوجاعه بالعزيمة والإرادة التي تكللت في نهاية المشوار بشفائهن وخروجهن من هذه المحنة أكثر قوة وصلابة من ذي قبل.

وتسرد لـ«الرؤية» ناجيات من سرطان الثدي، تزامناً مع شهر أكتوبر الوردي، رحلة علاجهن التي استمرت لسنوات عدة تمكنّ خلالها من استكشاف ذواتهن ومهاراتهن وإبداعاتهن في مجالات عدة، كالزراعة والتجميل وتصميم الأزياء، والتركيز على حب الذات والاعتناء بالصحة.



وأكدن على ضرورة الاهتمام بالفحص المبكر، واستغلال شهر التوعية بالسرطان وعدم الاستهانة بالحملات التوعية والفحوصات المجانية في معظم المراكز الطبية والمستشفيات بجميع إمارات الدولة.





استكشاف الشغف

قالت نهلة شريف (55 عاماً)، سورية مقيمة بالإمارات منذ 28 عاماً، وأصيبت بسرطان الثدي عام 2014، واستمرت رحلة علاجها ما يقارب 6 أعوام، إنها بعدما تعافت تماماً من المرض تشعر وكأنها وُلدت من جديد، فأصبحت حياتها صفحة بيضاء.

وذكرت شريف، التي ما زالت تتلقى جرعات علاجية وقائية كل 21 يوماً: «منحتني رحلة العلاج فرصة التعرف إلى قصص الناس من خلال مجموعات مرضى السرطان، والفعاليات والأنشطة التي كانت جمعية أصدقاء مرضى السرطان تنظمها لنا، وحرصت على الاستمرار بممارسة حياتي بشكل طبيعي، كوني مربية منزلية، وازداد شغفي وحب استكشافي لعالم الزراعة والنباتات، فزرعت أحواض النعناع وأشجار الياسمين ونباتات أخرى كثيرة لتجاوز مشكلة فقدان حاسة الشم التي عانيت منها بسبب العلاج الكيميائي».





وأوضحت أن رحلة العلاج حققت لها أمنية زيارة بيت الله الحرام، حيث أدت العمرة 3 مرات، كما أصبحت تمارس رياضة المشي بانتظام، وتشارك كثيراً بمواساة المرضى في المستشفى الذي تعالجت به أو خلال الندوات والأنشطة الخاصة بالجمعية، متمنية التطوع في أحد المستشفيات لرعاية الأطفال وكبار السن المصابين بالسرطان.





احتراف التجميل

أما الأردنية نانسي أبوسمرة (35 عاماً)، وهي ممرضة أطفال في مستشفى الجليلة للأطفال ومقيمة بالإمارات منذ 20 عاماً، فقد اكتشفت إصابتها بالمرض عام 2017 وانتصرت عليه في مارس 2019، وتشير إلى أن رحلة العلاج كانت طويلة ومليئة بالمشاعر المختلطة المحزنة والمفرحة، إلا أن مرحلة العلاج الكيميائي كانت من أهم المحطات التي لا تُنسى، ويفقد الإنسان فيها الخوف من السرطان.

وأضافت: «حرصت على الاستمرار بعملي كممرضة أطفال وتجنبت الجلوس في المنزل، وواجهت كافة التغييرات التي فرضها العلاج على شعر حواجبي ورموشي ووجهي باستخدام مساحيق التجميل، كي يظل مظهري مقبولاً خاصةً وأني أتعامل مع الأطفال، إلى أن احترفت رسم حواجبي ومكياج العين واستعمال أجود مساحيق التجميل».



وتابعت أبوسمرة: «تغيرت شخصيتي كثيراً ونظرتي للأمور والحياة، فأصبحت أكثر إيماناً بأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، خاصةً بعدما تمنيت العودة لممارسة أمور بسيطة في حياتنا كالاستمتاع بمذاق الأكل وممارسة الرياضة في الشارع، ومع ذلك منحتني رحلتي قوة لمواجهة المشاكل والصعوبات، وأصبحت أمنح من حولي الطاقة الإيجابية».

وتسعى إلى استكمال الدراسات العليا في التمريض كونها مهنة إنسانية مليئة بالعطاء والمحبة، كما تطمح لدراسة تحليل سلوك الأطفال لاحقاً، وتتمنى منح الأمل لكل مرضى السرطان وإخبارهم عن رحلتها بالعلاج وتشجيعهم على خوض رحلة العلاج بقوة ورحابة صدر، لأن العامل النفسي يلعب دوراً محورياً في العلاج.





تصاميم لدعم المرضى

مصممة الأزياء الجزائرية (هـ. ع)، المقيمة في الإمارات منذ 8 أعوام، اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي بالصدفة البحتة، وحالت دون استمرارها في مجال تصميم الأزياء منذ 20 عاماً، حيث اضطرت إلى إغلاق دار الأزياء وتبرعت بأجهزة وأدوات الخياطة والتطريز للمحتاجين، وتسعى في الفترة المقبلة إلى العودة لعالم تصميم الأزياء، وتأمل أن يكون ريع التشكيلة الأولى التي تصممها لدعم وعلاج مرضى السرطان.

وتروي المصممة الجزائرية، وهي أم لثلاث فتيات، رحلتها مع العلاج التي بدأتها في أبريل 2019، حيث اكتشفت المرض في مراحل متقدمة، وما زالت تتلقى العلاج ولكن في مراحله الأخيرة، لافتةً إلى أن هذه الرحلة قد رسخت قناعاتها بالحياة ومعرفة معادن الناس من حولها، وتقدير الحب والعطاء لمن يستحق، فوجدت المساندة الأكبر من بناتها، اللواتي اكتسبن القوة منها.