الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

بالفيديو.. فنانون في بيروت يحولون الغضب من انفجار المرفأ إلى أعمال فنية

في اليوم الذي وقع فيه انفجار بيروت قبل شهرين كان نبيل دبس (54 عاماً) مشغولاً بالتخطيط لافتتاح فندقه الفخم الصغير (بوتيك أوتيل) في يوم كان يجهز له منذ 10 سنوات.

وبدلاً من ذلك، كان دبس، في اليوم التالي لنجاته من الموت في الانفجار الهائل الذي أودى بحياة زهاء 200 شخص، يزيل الركام من الواجهة والسطح والشرفات المنهارة للمبنى التراثي الذي كان منزلاً لعائلته على مدى عقود قبل أن يحوله حالياً إلى فندق.

ومع رفع الأنقاض أصبحت قاعات المبنى مفتوحة الآن للزوار كي يشاهدوا أكثر من 100 عمل فني، معظمها لفنانين لبنانيين وعرب، تصور الانفجار والاضطرابات والحروب التي شهدها العقد الماضي.

وتبرز المبادرة المسماة (بيروت يير زيرو) أو (بيروت سنة الصفر) لوحات وتركيبات ومنحوتات أبدعها نحو 60 فناناً وتستهدف جمع أموال لدعمهم هم والصليب الأحمر اللبناني الذي كان في طليعة أعمال الإنقاذ والإغاثة عقب الانفجار.

وقال دبس، وهو أحد منسقي المعرض، إن الكثير من الاستوديوهات الفنية دُمرت في الانفجار الذي ضرب بشدة منطقة الجميزة، وهي منطقة معروفة بصالات العرض الفني والملاهي في بيروت.

وأضاف أن الانفجار "كان اعتداء على طرقنا ومعتقداتنا.. النظام السياسي، الأزمة الاقتصادية، كل شيء أصبح ضدنا، ولذلك حوّلنا ذلك الغضب إلى واجهة فنية".

ويعيش لبنان أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية التي شهدها بين عامي 1975 و1990.

وقال الفنان البريطاني توم يونج، الذي يعمل ويعيش في لبنان منذ أكثر من 10 سنوات وأحد المشاركين في المعرض، إن الفنانين كانوا في حاجة إلى "فعل شيء مع هذا الألم وذلك الغضب".

وكان مصدر الإلهام الرئيسي لعمله هو صومعة الغلال في مرفأ بيروت، وهي عبارة عن مبنى شاهق تحّمل القوة الكاملة لانفجار 4 أغسطس، ليوفر ومن خلال ذلك حماية لبعض الأحياء الغربية بالمدينة من التضرر بشكل أسوأ.

وقال يونج إن الصومعة «البطلة» حمت نصف المدينة، حيث كانت بمثابة "كيس رمل عملاق وربما أنقذت أرواح المئات إن لم يكن الآلاف".

وسيستمر المعرض حتى 14 أكتوبر، وبعد ذلك سيُنقل نحو 30 عملاً منه إلى لندن لتباع بالمزاد في دار مزادات كريستي.