الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إعلاميون: إبراهيم العابد موسوعة إعلامية وثقافية جف قلمها وبقي أثرها

إعلاميون: إبراهيم العابد موسوعة إعلامية وثقافية جف قلمها وبقي أثرها

وصف إعلاميون إماراتيون، الإعلامي الإماراتي الراحل إبراهيم العابد الذي وافته المنية صباح اليوم الثلاثاء، بالموسوعة الإعلامية والثقافية والإنسانية البارزة، والمعلم والأب والأخ والصديق لكل الإعلاميين الذي جف قلمه وبقي أثره، مؤكدين أن الكلمات ستبكيه، والصفحات، وأخبار الأمس واليوم والغد، لأنه ما بين السطور يبدو الجملة المعرفة بالصدق والإخلاص، مشيرين إلى أنه مع رحيله ترك أنموذجاً لأخلاق المثقف والإنسان المتمسك بنسق قيمي ثابت وأصيل.

وأكد إعلاميون ومثقفون التقتهم «الرؤية» أن الراحل كان قدوة إعلامية وصاحب نهج يسير عليه شباب الإعلاميين، مشيرين إلى أن برحيله يطوي الإعلام الإماراتي صفحة أحد أهم وأكثر الإعلاميين حضوراً وتأثيراً في تاريخه، الرجل الذي نذر نفسه لتوثيق مرحلة تأسيس الاتحاد، ونقل إنجازاته إلى العالم أجمع بحرفية قل نظيرها، وبحس عالٍ من المسؤولية الوطنية.





مدرسة إعلامية

جسد الراحل بمسؤوليته وحرفيته مدرسة تتلمذ فيها جيل كامل من الإعلاميين الإماراتيين والعرب، الذين تحولوا فيما بعد وبحسب قوله إلى رصيد ثمين من الزملاء والأصدقاء، فقد كان رحمه الله في مقدمة الداعين والداعمين لأبناء الإمارات للانضمام لمهنة الإعلام وأخذ مكانهم في خدمة الوطن في هذا الميدان الحيوي.

ويعد العابد قيمة إعلامية وأدبية وبصمة يصعب أن تتكرر، وظل «رحمه الله» حتى آخر يوم في حياته متمسكاً بشغفه للمهنة ومواظباً على العمل فيها، رافضاً الانفصال عنها، فقد كان على الدوام حاضراً بتوجيهاته، وآرائه، ومشاركاً بقوة في النقاشات والمعارض والمؤتمرات والمحافل الإعلامية والثقافية الكبرى.





حالة استثنائية

ويعتبر الإعلامي الراحل حالة استثنائية في الإعلام الإماراتي الذي عمل على النهوض به على مدى 45 عاماً وذلك منذ أن التحق في عام 1975 بوزارة الإعلام وتولى مسؤولية الإعلام الخارجي، ومن ثم انتقاله لتأسيس وكالة أنباء الإمارات «وام» عام 1977 التي تولى إدارتها حتى 1989 ثم كُلف بإدارتھا عام 1997، وصولاً إلى تعيينه كمدير عام المجلس الوطني للإعلام ومن ثم مستشاراً لرئيس المجلس.

ونهض العابد بالكثير من المسؤوليات الإعلامية باقتدار سواء على المستوى المحلي أو العربي، وحظي خلال مسيرته بالعديد من التكريمات حيث كرمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» بتسليمه جائزة شخصية العام الإعلامية 2014.





كما كرمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتسليمه «جائزة أبوظبي 2018»، كما نال رحمه الله الكثير من الجوائز مثل جائزة تريم عمران عام 2007 و جائزة جمعية أصدقاء الكتاب في بيروت وغيرها العديد من الجوائز.

وأشرف العابد خلال مسيرته على تحرير الكتاب السنوي للإمارات والكتيبات والمطبوعات الأخرى التي تصدر عن إدارة الإعلام الخارجي، كما شارك في تأليف كتاب «رؤى مستقبلية» عن دولة الإمارات عام 1979، وأصدر العابد 12 كتاباً وعشرات الدراسات والأبحاث.





معلم وقائد

وصف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون محمد حسن خلف، رحيل العابد، بالخسارة الكبيرة للساحة الإعلامية الإماراتية، فالمغفور له بإذن الله، كان أحد القيادات الإعلامية الكبيرة في الإمارات والخليج العربي، ومسيرته تشهد على منجزات وعطاء كبير، تتجسد أمامنا بالمؤلفات التي أغنى فيها المكتبة العربية، والجهود التي قادها منذ تأسيس اتحاد الدولة إلى يوم رحيله، سواء خلال عمله في وزارة الإعلام والثقافة الإماراتية، مروراً بتأسيسه «وكالة أنباء الإمارات» وحتى توليه منصبه الأخير.

وأضاف أنه «كان معلماً وقائداً، تخرّج على يديه شخصيات كبيرة في الإعلام الإماراتي، والعمل الرسمي في الدولة، وكان مثالاً للشخصية المهنيّة واسعة الاطلاع والمعرفة، وأحد الرموز الوطنية الملتزمة بخدمة بلاده وشعبه».





مسيرة عطرة

اعتبر المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات (وام) محمد جلال الريسي، الثلاثاء 20 أكتوبر يوماً حزيناً على كافة الإعلاميين، واصفاً الراحل بالأب والمعلم والشخصية الإعلامية الفذة، وصاحب الرؤية الثاقبة، مؤكداً أنه كان يوجه كل من يعمل معه بطريقة سلسلة وحكيمة، محافظاً على تواصله مع الجميع، قلبه كان مفتوحاً دائماً في أي وقت، منوهاً بأن في رحيله خسارة كبيرة في العمل الإعلامي.

وتابع: ستظل مشاركته في بناء الإعلام الإماراتي شاهداً حياً على مسيرته العطرة في الحياة الإعلامية المحلية، وفي كل منصب تولاه كانت له بصمة مميزة، فوكالة أنباء الإمارات كانت تحت رعايته منذ تأسيسها، وكانت في رعايته حتى الأيام الأخيرة في حياته ينصح ويوجه فريقها حتى تستمر في قوتها في إيصال الخبر.

وأكد أن خير وسيلة يمكن أن يرد بها إعلاميو الإمارات الجميل لهذا الرجل البار بالإمارات وساحتها الإعلامية هي إكمال مسيرته وتأدية مهامهم بكل جد وحماس ومهنية.





قدوة للشباب

أكد مدير مركز المعرفة في الأمانة العامة للمجلس الوطني الاتحادي محمد حسن الكمالي أن «الراحل كان إنساناً خلوقاً ومتعاوناً مع جميع العاملين في مجال الإعلام وغيره من المجالات، وكان معروفاً بحبه للإمارات وحرصه على خدمة قضاياها في مختلف المحافل».

وأضاف أنه «كان من حسن حظه أنه عمل معه على مدار سنوات عدة في تنظيم العديد من الفعاليات الإعلامية ولم يبخل قط في توجيه النصح والإرشاد ونشر المعرفة في مجال المهنة، ليكون القدوة الإعلامية وصاحب النهج الذي يسير عليه شباب الإعلاميين».





المثقف الحكيم

اعتبر مدير إدارة التغطية الإعلامية في وكالة أنباء الإمارات عبدالله عبدالكريم، المغفور له بإذن الله تعالى، علامة مضيئة ساهمت في تأسيس الحراك الإعلامي في الإمارات، ومن أياديه البيضاء، أنه كان يشجع الشباب على الانخراط في العمل الإعلامي.

وأكد أنه مثال يحتذى في العمل الصادق وفي حب الوطن والعمل والإنجاز الذي يخدم الشباب خاصة ليضعهم على الدرب الإعلامي الصحيح، ويكونوا على قدر المسؤولية التي أوكلت لهم، منوهاً بأنه صاحب المعرفة والنفس الهادئة والنظرة والرأي الحكيم، المطلع صاحب الأفق الواسع القارئ المتمعن المتبحر المتابع والمراقب لكافة الأحداث.

واعتبر الراحل، الإعلامي الأول في الإمارات، حيث كان يمتلك الخبرة الميدانية في العمل الصحفي والمهارات والمعرفة الأكاديمية، وتجربته تلخص حكاية الإعلام الوطني، فهو رائد الإعلام الإماراتي باستحقاق، حيث عايش البدايات الأولى للإعلام في الإمارات وكان مساهماً فاعلاً في التأسيس لانطلاقته، ثم تابع تطوره وقفزاته، وهو حتى يوم وفاته، كان لا يزال يقدم من خبرته ومهنيته ما يدفع بالإعلام الوطني نحو مزيد من التميز في سباق لا ينتهي».