الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

شاب عراقي يكتب ويتعلم «المسمارية» على درب أجداده البابليين

شاب عراقي يكتب ويتعلم «المسمارية» على درب أجداده البابليين

شغف بالتاريخ بكل تفاصيله قاد الشاب العراقي سعد وسام «16 عاماً» لجمع كل ما يمت للتاريخ بصلة خصوصاً تاريخ بلاد الرافدين، إضافة لجمع الكتب قديمة، الطوابع البريدية، العملات النقدية أو صفحات الجرائد التي تحكي حكايات ووقائع قديمة، ووصل الأمر حد اهتمامه بتعلم الكتابة المسمارية التي يعتبرها عتيقة جنباً إلى جنب كالأنتيكات التي يجمعها وإن كانت هي أقدم في كل الأحوال.



تعليم ذاتي

استخدم العراقيون المسمارية لكتابة السجلات الرسمية وأعمال وتاريخ الملوك والأمراء والشؤون الحياتية ومعاملاتهم التجارية والمراسلات، واستخدمت بكثرة في المعابد وتدوين المراسلات الدينية وحتى قوانين «حمورابي» التي كانت تسري في كل أنحاء بابل تم تدوينها بالمسمارية.



وقد تم فك رموز الخط المسماري في القرن الـ19، وهو ما شكل أهمية كبيرة لدى العلماء حيث تمكنوا من قراءة النصوص التاريخية والفلكية والقواميس المسمارية للسومريين، ومعرفة تاريخ بلاد الرافدين الذي دونه الملوك على ألواح طينية قبل آلاف السنين.



ويعرف وسام ابن محافظة بابل أهمية اللغة المسمارية لأجداده الأولين، بل وورث منهم مجموعة من الألواح التي كُتبت بالمسمارية حيث كتبت بها الحضارة السومرية وكانت هي لغة الكتابة الوحيدة المتداولة، فاستعملتها شعوب إيران والأناضول والشام، بل في مصر أحياناً حسب بعض الوثائق الأثرية.





نشأة سعد في بابل كانت بيئة خصبة مكنته من قراءة التاريخ فتعلق بحضارة بلاد الرافدين بكل تفاصيلها مما دعاه لتعلُم الكتابة المسمارية بمساعدة جده وأبيه، وباستخدام اليوتيوب أيضاً حيث نجح الشاب اليافع في تعلُم أُسس الكتابة المسمارية بل وقراءة الألواح الطينية المكتوبة بالمسمارية والتي حصل عليها من أصدقائه أو من هؤلاء الذين يقومون بنشرها على الإنترنت.





ويقول سعد لـ"الرؤية": «تعلمت المسمارية بمفردي عن طريق كتب ودروس على «اليوتيوب» وهي نفسها التي يتم تدريسها في الجامعات إضافة لمساعدة أحصل عليها من المختصين بالكتابة من علماء الآثار العراقيين بالتواصل معهم على «إنستغرام» و«فيسبوك» ويساعدونني بكل حب ويعطونني ملاحظات على كتاباتي».



طريقة الكتابة

أما عن طريقة الكتابة فيقول «أقوم بالكتابة على طريقة السومريين بواسطة قطعة من الخشب أو القصب ذات الرأس المُدببة، وأكتب أسماء أشخاص أو أستنسخ كتابات أصلية أحصل عليها ممن يقومون بعمليات التنقيب عن الآثار ويقومون بنشرها، وأحاول بقدر المُستطاع إتقان الكتابة فهي لغة صعبة وتعلمها أصعب».





ولكي يضمن سعد بقاء ما قام باستنساخه مدة أكبر فهو يعتمد نوعاً معيناً من الطين.



وعن ذلك يقول «لكي يكون اللوح المسماري جيداً فهذا الشيء يعتمد على نوع الطين أو التراب، ويُفضل استخدام الطين الذي يستخدم لصناعة الجرار الفخارية».

أما المرحلة التالية بالنسبة له فتشمل بحسبه «عجن الطين جيداً فكلما زاد عجن الطين كانت النتيجة أفضل، وكلما زادت مدة العجن كان أقوى فلا ينكسر.





أما عن المرحلة الثالثة فيقول «المرحلة الثالثة هي الأخيرة وفيها يوضع اللوح بعد الكتابة عليه على أشعة الشمس وتعتمد المدة التي يتم تركه فيها على حسب قوة حرارة الشمس فكلما كانت الشمس أقوى يتم تركه مدة أقل والعكس».