الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

بحار مخمور وإنذار خاطئ وغضب تحت تأثير الكحول وخطأ صيانة.. كوارث نووية كادت تدمر العالم

رغم أن الأسلحة النووية تبيد كل أوجه الحياة على سطح الأرض وتقتل الملايين، إلا أن بعض المسؤولين عن حفظها، لا يتعاملون معها بجدية مما يعرض الكوكب لكارثة محققة.

وطبقاً لصحيفة ذا صن البريطانية تم سحب ضابط في البحرية الملكية مسؤول عن 16 صاروخاً نووياً من طراز ترايدنت من غواصة نووية عندما ظهر وهو في حالة سكر.

وهناك العديد من الحالات التي كادت تتسبب في كوارث عالمية محققة بسبب الإهمال والتراخي.

وهناك بعض الأمثلة المخيفة بداية من إلقاء الولايات المتحدة عن طريق الخطأ أسلحة نووية على نفسها إلى الجندي السوفيتي الذي تحدى الأوامر وربما يكون قد أنقذ العالم بمفرده.





انفجار صاروخ

انفجر صاروخ نووي بطريق الخطأ في قادة نووية أمريكية لإطلاق الصواريخ في أركنساس في عام 1980، بسبب استخدام مادة خاطئة في صيانة الصاروخ.

كانت منصة الإطلاق مزودة بصاروخ يحمل رأساً نووية يبلغ وزنها 9 ميغا طن، كافية لتدمير وحرق أي واحد على مسافة 20 ميلاً من جميع الاتجاهات.

وفي ليلة 18 سبتمبر 1980، أخطأ عامل الصيانة في استخدام جهاز لقياس الضغط في خزان أحد الصواريخ، وأدى ذلك إلى انزلاق المقبس المعدني من السقاطة وسقوطه 80 قدماً في الصومعة أدناه، واشتعال النار في خزان الوقود.

وجرى إخلاء الموقع بسرعة قبل انفجار الصاروخ، وأرسل الفني ديفيد ليفنغستون إلى الموقع لإنقاذ الصاروخ من الانطلاق أو الانفجار، وأدى مهمته بنجاح، ولكن ذلك كلفه حياته.

وفي تمام الساعة الثالثة صباح 19 سبتمبر انفجر الوقود، وانطلق الصاروخ في الفضاء، ولحسن الحظ لم ينفجر الرأس النووي، ولكن ليفنغستون أصيب إصابة قاتلة ومعه 21 شخصاً.





كارثة ساوث كارولينا

في عام 1958 تم إسقاط قنبلة نووية بطريق الخطأ على مزرعة ريفية مهجورة في مارس بلاف بساوث كارولينا.

إذ كانت طائرة حربية أمريكية تطير من قاعدة هانتر الجوية الأمريكية متجهة إلى بريطانيا عندما وقعت الكارثة.

وكانت الطائرة تحمل أسلحة نووية لاستخدامها على وجه السرعة في حالة اندلاع حرب مع الاتحاد السوفييتي.

وخلال الطيران، أضاء مصباح في القمرة يخبر القائد إيرل كوهلر أن قفل القنبلة ليس محكم الإغلاق، لذلك أرسل الفني بروس كولك إلى مخزن القنابل لكي يصلح العطل يدوياً.

ولكن الفني لمس بطريق الخطأ زر إطلاق الطوارئ، ما أدى إلى سقوط القنبلة من ارتفاع 15 ألف قدم.

وانفجرت القنبلة بالقرب من 3 أطفال، ولكن لحسن الحظ أن القلب النووي لم يكن قد خزن فيها، ولكن الانفجار التقليدي أدى لإصابة الأطفال والعشرات من أقاربهم.





مفتاح ينقذ من الكارثة

بعد ذلك بثلاثة أعوام وعلى بعد 200 كم، سقطت قنبلتان نوويتان بطريق الخطأ، وكانتا محملتين بحمولة نووية تكفي لانفجار نووي كامل.

في 23 يناير 1961، انطلقت طائرة من طراز ب – 52 وعلى متنها رأسان نوويان حراريان مارك 39 وفجأة حدث تسرب للوقود في سماء ولاية كارولينا الشمالية.

وفقد الطيارون السيطرة على الطائرة أثناء هبوطها في قاعدة سيمور جونسون الجوية، وأمر القائد أفراد الطاقم بالقفز من الطائرة على ارتفاع 9000 قدم.

ونجا 5 من أفراد الطاقم، بينما مات 2 بسبب الارتطام بالأرض، وعدم فتح مظلتيهما.





وعلى ارتفاع 1000 قدم، انفصلت القنبلتان عن الطائرة، وسقطتا وهما تحملان قوة تدميرية تعادل قوة تدمير قنبلة هيروشيما 250 مرة.

وأوضح أحد التقارير أن القنابل لم تنفجر فقط بسبب مفتاح واحد حال دون حدوث كارثة محققة للولايات المتحدة الأمريكية.





غضب الرئيس المخمور

استطاعت طائرة كورية شمالية إسقاط طائرة تجسس أمريكية وعلى متنها 31 شخصاً فوق بحر اليابان في 15 أبريل 1969، في أسوأ كارثة للقوات الجوية الأمريكية في زمن الحرب الباردة.

وعندما وصلت الأنباء إلى الرئيس الأمريكي وقتها ريتشارد نيكسون، كان ما زال تحت تأثير الشراب، فغضب بشدة وأمر بتوجيه ضربة نووية فورية إلى كوريا الشمالية.

وجرى تنبيه هيئة الأركان المشتركة وطُلب منهم التوصية بأهداف، لكن مستشار الأمن القومي هنري كيسنغر اتصل بهم لوقف أي عمل حتى يستيقظ نيكسون في الصباح.

ويقول الطيار المقاتل الأمريكي بروس تشارلز المتمركز وقتها في كوريا الجنوبية إنه وضع في حالة استعداد قصوى لضرب أهداف في كوريا الشمالية، بعد تسليح طائرة بقنبلة نووية تعادل قوتها التدميرية 20 مرة قنبلة هيروشيما.

ولحسن الحظ، تلقى تشارلز أوامر بعد ساعات بالتراجع عن المهمة، بعد أن اقتنعت الولايات المتحدة بعدم الانتقام الفوري من الضربة الكورية الشمالية.





إنذار نووي خاطئ

وفي حادثة أخرى، حال جندي سوفييتي دون نهاية العالم برفضه تنفيذ أوامر عسكرية صارمة، في 26 سبتمبر 1983، كان ستانسلاف بيتروف القائم بالمهمة في قاعدة سرية لمراقبة الأقمار الصناعية فوق الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي الساعات الأولى من الصباح، انطلقت أجهزة الإنذار، وأخبرت أجهزة الكمبيوتر بيتروف أن 5 صواريخ عابرة للقارات قد انطلقت من الولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت مهمة بيتروف إبلاغ رؤسائه بما حدث لتوجيه ضربة نووية انتقامية فورية.

ولكنه قرر أن عملية الإطلاق المزعومة ربما بسبب إنذار خاطئ، رغم أنها كانت في «عز» التوتر إبان الحرب الباردة، وعزز رأيه بعد أن وجد أن الأقمار الصناعية الاستطلاعية لم ترصد انطلاق أي صاروخ، وامتنع عن إبلاغ رؤسائه بالإنذار.

وتبين فيما بعد أن ظاهرة نادرة لأشعة الشمس حدثت فوق السحب كانت هي المسؤولة عن الإنذار الخاطئ الذي كاد يتسبب في نشوب حرب نووية لا تبقي ولا تذر على وجه الأرض.

ومنح بيتروف بعدها ب30 عاماً جائزة دريسدن للسلام في 2013 بسبب تصرفه التاريخي، قبل أن يرحل عن دنيانا في عام 2017.