الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

كتاب ونقاد: إثارة الجدل قبل الأعمال الفنية نوع من الدعاية

تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر بسبب الأعمال الفنية، سواء التي عرضت أو التي ما زالت مشروعاً لم يتم تصويره بعد، وآخر هذه الحرائق الفيسبوكية كان الجدل الدائر حول من يجسد شخصية البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وهل يصلح الفنان القدير حسن يوسف لتأدية الدور بعد أن جسد دور الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ المراغي وعدداً من الشخصيات في التاريخ الإسلامي، أم أن الدور يليق بالفنان ماجد الكدواني، وهو ما دفع الاثنين لنفي أي علاقة لهما بالعمل الفني محل الجدل.

يقول الكاتب والمفكر القبطي كمال زاخر، إن الفن ليس شعيرة دينية يتم تأديتها داخل دار عبادة، ولهذا يجب الفصل بين الفنان وشخصيته الحقيقية وتاريخه وبين العمل الفني الذي يؤديه.

وأضاف زاخر لـ«الرؤية»، أن الجدل الذي أثاره البعض على مواقع التواصل الاجتماعي بغرض اللعب على وتر الطائفية ورفض حسن يوسف لأنه مسلم وقبول ماجد كدواني لأنه مسيحي هو طرح غير عقلاني وغير منطقي ولا يتماشى مع فكرة الفن وحريته.

وأشار زاخر إلى أن المستفيد من هذه القضية هم صناع العمل، فهذا الجدل سواء كان إيجابياً أو سلبياً، فإنه ترويج للمشروع الفني المزمع تنفيذه.

بينما يرى الناقد الفني طارق الشناوي، أن إثارة الجدل قبيل إطلاق المشاريع الفنية يكون جانب كبير منه دعائياً، حتى لو كانت الدعاية سلبية فإن المقصود منها هو الترويج للمنتج قبل خروجه للنور.

وأضاف لـ«الرؤية»، أن الرابح من هذا الجدل هم أصحاب العمل الفني، فمهما ثارت دعوات المقاطعة وغير ذلك من أشكال الوصاية على الفن فإن الجمهور سيبحث عنه ويشاهده ويقيمه بينه وبين نفسه ولا يحتاج لناقد فني أو قيادة دينية توجه أفكاره نحو الأعمال الفنية.

وأشار إلى أن الأزهر الشريف في وقت من الأوقات رفض عرض فيلم «الرسالة» لأنه يجسد عدداً من الصحابة، وبالفعل لم يعرض الفيلم في السينمات المصرية، لكن الجمهور استطاع الحصول على شرائط فيديو يشاهد من خلالها هذا العمل العالمي، قبل أن يتم السماح بعرضه على الشاشات أخيراً.

بدورها، قالت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الدكتورة سامية خضر، إن هناك جملة دمرت الكثير من روح الفن وهي «الجمهور عاوز كده»، لافتة إلى أن منتج العمل الفني عليه إكمال مشروعه مهما كانت آراء الجمهور، فالأخير قد يتأثر بالبروباجندا أو رجال الدين وغير ذلك، بينما العمل الفني يطرح قضايا المجتمع ويناقشها ويولد الأفكار لدى المشاهدين.

وأضافت لـ«الرؤية»، أن على صناع الفن ألا يرضخوا لما يطلبه الجمهور في كل مرة، وأن يقوموا بدورهم التنويري ومسؤوليتهم في بناء الإنسان دون تأثر بالجدل الذي يثيره سكان العالم الافتراضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.