الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

حوار بين ماضي الموضة وحاضرها في «متروبوليان» في نيويورك

تربط الموضة علاقة معقّدة بالزمن، لا يُعرف إن كانت قائمة على التكرار أو التحرّر أو إعادة الابتكار، تشكّل محور معرض جديد في متحف «متروبوليتان» في نيويورك عُدّل في اللحظة الأخيرة مراعاة لحركة «حياة السود مهمّة».





وقد أُجّل هذا المعرض 6 أشهر بسبب الفيروس، ولكن ألغيَت الحفلة التي تسبقه عادة، وهي أهمّ الحفلات في الساحل الشرقي للولايات المتحدة وتنظّمها كلّ سنة في الربيع عرّابة الموضة ومجلة «فوغ» آنا وينتور.





واحتفاء بالذكرى الـ50 بعد الـ100 لتأسيس المتحف، أراد القيّم على معهد «كوستم إنستيتوت» أندرو بولتون إبراز مجموعته الزاخرة بأكثر من 33 ألف قطعة لباس وإكسسوار، من خلال الإضاءة على «الموضة والزمنية»، بحسب ما قال الأخير خلال تقديم المعرض الذي يفتتح الخميس ويستمرّ حتّى 7 فبراير.



وقال مدير متحف «متروبوليتان» ماكس هولاين إن «الموضة تجسّد كغيرها من أشكال التعبير الفنّي، عصراً ما وروحية ما، لتعكسهما».





غير أن بولتون لم يكن يرغب في أن تقتصر المعروضات على مقاربة قائمة على التسلسل الزمني، فاختار في هذا المعرض الذي يحمل اسم «آباوت تايم» تقديم ثنائيات هي عبارة عن قطعتين من مرحلتين مختلفتين (124 في المجموع مع فستان وحيد كقطعة أخيرة) تجمعهما أوجه شبه جمالية في كلّ مرّة.



وقال أندرو بولتون إن «جمع الماضي والحاضر» في المعرض، يخرج زائره «من السياق الزمني» ويجعله «ينظر إلى الوقت بطريقة مختلفة».





ويرتكز المعرض على حوار بين القطع القديمة التي تعود إلى سبعينيات القرن الـ19، وقت إنشاء المتحف، وتلك الأحدث عهداً، من ستينيات القرن الـ20 إلى أيامنا هذه.





ولم يتوانَ مصمّمون معاصرون، من أمثال ألكساندر ماكوين ويوجي ياماموتو وجون غاليانو، عن إعادة استخدام قطع مأخوذة من ملابس القرن الـ19 مع إضفاء طابع عصري عليها.



وباتت بعض التصاميم والأزرار والأقمشة البرّاقة والتطريزات التي كانت في ما مضى رمزاً للرخاء، تضفي لمسة جمالية على القطع.



ولفت بولتون إلى أن «الموضة لطالما كانت تتسم بالحركة والتجديد، وهي صيحة عابرة وحتّى فكرة بالية في بعض الأحيان، لكن الموضة تسترجع في الوقت عينه محطاتها السابقة».



ومع تنانير وفساتين أقصر وقصّات أكثر مرونة، يحدّث مصمّمون قطعا قديمة، مثل بزّة «شانيل» الشهيرة التي أنعشها كارل لاغرفيلد بلمسته مقدّما إياها مع تنورة قصيرة.



ويتمتّع المصمّمون اليوم بمروحة من المواد أوسع بكثير من تلك التي كانت في متناول أسلافهم نظراً للتقدّم التكنولوجي وتطوّر الاستخدامات.



وعلى فستان أسود تقليدي ضيّق عند الصدر، اختار راف سيمونز (2013) أن يقدّم ورود أوبير دو جيفانشي (1957) من الساتان بحلّة جلدية، علماً بأن الجلد لم يصبح رائجاً للملابس النسائية إلا في فترة حديثة.



لكن، بين الحين والآخر، يبرز فستان «قديم» عبَر الأزمنة وبقي أكثر رواجاً من النماذج التي تلته.