السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

المخادع يجتاح إنستغرام بجداريات ثلاثية الأبعاد وكائنات خيالية

اجتاح فنان الشوارع البرتغالي سيرجيو أوديث، إنستغرام، مثيراً عاصفة من الجدل حول رسوماته الجدارية الضخمة التي تحول الطبيعة العادية إلى لوحات ثلاثية الأبعاد رائعة تجمع بين الخيال والواقع.





وأطلق المتابعون على سيرجيو لقب «المخادع» لأنه يضفي أبعاداً درامية وخيالاً وعمقاً على كائناته التي يلتقطها من الحياة والطبيعة.



ويضفي الفنان الموهوب على كائناته صفات جديدة فيقدم ضفدعة عملاقة مفترسة، أو سيارة متهالكة ولكنها تستعد للقفز فوق الجدران، أو حشرة فرس النبي في حوار متخيل، أو ديكاً يتضاءل أمام حجمه البشر.





وتزين رسوم سيرجيو (44 سنة) مباني وشوارع لشبونة البرتغالية، يرسم لوحاته بتلقائية رغم أنه لم يدرس الفن في مدرسة أو أكاديمية، كما استقطب على إنستغرام أكثر من 780 ألف معجب، بعد أن أبهرهم بلوحاته وكائناته.





وتتراوح أعمال الفنان البرتغالي بين المركبات والكائنات والحيوانات والطيور، منطلقاً من فرضية ألا شيء يستعصي عليه لتحويله إلى فن للشوارع نابض بالحياة والمتعة.





وحده سيرجيو الذي يستطيع تحويل جدار متهالك إلى حافلة محطمة، وفي إيماءة إلى سحر المدرسة الكلاسيكية القديمة يحول قسماً من الخرسانة المغطاة بالطحالب على جانب أحد المباني إلى سيارة رولز رويس سوداء كلاسيكية لامعة.



الأكثر من ذلك أن الفنان يضفي أبعاداً طريفة ضاحكة ومفارقات صارخة على لوحاته التي يظهر معها وكأنه يصارع أو يجادل كائناتها التي تشعر وكأنها تتمرد على الجدران وتحاول الهرب إلى الشارع باتساعه وفضائه اللانهائي.





وتشعر وكأن كائنات سيرجيو جزء من فيلم خيال علمي أو دراما رعب هائلة، مع أنها لا تخلو من طرافة ووداعة وبراءة مع وجود للعنصر البشري في لوحاته.





وفي إحدى الصور، يتصارع صديق مع ما يبدو أنه ضبع مزمجر مقيد بينما يضع سيرجيو اللمسات النهائية على العمل ويرش ألوانه لكي يرسم مخالب وأسنان الضبع الفتاكة.

ويستعين الفنان بالألوان المبهجة المتألقة التي تشع حياة، ويضعها بتركيزات بدرجات مختلفة بين الأصل والصورة، الضوء والظل، الضوء، بارعاً بصورة خاصة في تحقيق «الخداع البصري» في لوحاته.



وفي صورة نابضة بالحياة، يرسم ديكاً ضخماً، ويبدو وكأنه يحاوره من فوق مقعد لكي يجاريه أو يسمعه صوته، في محاورة تخيلية مع الطائر العملاق.





وفي لوحة أخرى، تبدو ضفدعة عملاقة وكأنها مستسلمة لأنامل الفنان وهي تضع الرتوش الأخيرة عليها، وتشعر وكأنها قد اخترقت الجدران القديمة لكي تتواصل معه.

واستطاع سيرجيو أن يرسم ضفدعة أخرى تزين مطار هيثرو منذ بداية العام الحالي وكأنها تخفف من كآبة السفر والرحيل لدى المسافرين.





ومنذ بدأ سيرجيو أوديث العمل في الثمانينات، اكتسب شهرة كبيرة تخطت حدود وطنه، وأصبح يدعى لرسم جداريات تذكارية عملاقة في العديد من دول العالم ومدنه، ومن بينها دبي التي عرض فيها جدارياته الضخمة منذ سنوات.





وتزين جداريات أوديث ثلاثية الأبعاد العديد من المتاحف العالمية مثل متحف لويزيانا الأمريكي ومتحف أعمال النحت في ساو بالو البرازيلية، كما يشارك في الأحداث العالمية والفعاليات المتعلقة بفن الغرافيتي ورسم الشوارع.





كما استعانت به شركات عملاقة لرسم علامات لمنتجاتها للترويج لها عالمياً مثل كوكاكولا، وسامسونغ، كينجزميل.