السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

ميرا شهير.. صعيدية تطرق مهنة صيانة الهواتف المحمولة

عندما قصدت الشابة المصرية ميرا شهير إحدى المحلات المُتخصصة في بيع أدوات صيانة أجهزة الهاتف المحمول بمدينة أسيوط بصعيد مصر، لم يوافق صاحب المحل أن يُعطيها مبتغاها، نظر إليها نظرات استغراب ولسان حاله يقول كيف لأنثى أن تعمل في مجال صيانة الهواتف المحمولة؟ وليست أي أنثى فهي صعيدية تُريد اقتحام مهنة هي حكر على الرجال فقط في صعيد مصر.

ولأن ميرا كانت تعي جيداً أنها ستواجه هذا الموقف فقد اصطحبت زوجها «بيتر» معها في رحلتها لشراء أدوات صيانة وتصليح الهواتف، ولكنهما واجها المشكلة نفسها أيضاً بعد طرق أبواب معظم محلات صيانة الهواتف المحمولة، إلا واحد منها فقط وافق أن يبيعها ما تريد.

وتقول ميرا لـ«الرؤية» مجال صيانة الهواتف المحمولة يُعتبر حكراً على الرجال فقط بمدينة أسيوط بل في صعيد مصر بأكمله، فلا توجد فتاة واحدة تمتهن تلك المهنة، فلم أستغرب أن يرفض الرجل بيع أدوات الصيانة، لذا عمدت إلى اصطحاب زوجي ليُمثل دور الشاري، ولأنه لا يعرف بعض المصطلحات كنت أتدخل، ليكتشف البائع الأمر ويرفض إعطاءنا ما نريد.

ميرا في الأساس خريجة كلية الحاسبات والمعلومات، ورغم أن دراستها بعيدة كل البُعد عن مجال صيانة الهواتف المحمولة إلا أنها وخلال عملها كرئيس قسم في إحدى أجهزة الهاتف المحمول نجحت في اكتساب خبرة كافية لتعلم أسس الصيانة، بل وأشرفت بنفسها على عمليات صيانة الهواتف بشركتها.

وتُضيف «عملي الأساسي هو تصميم المواقع وبعض الأعمال الهندسية البعيدة كل البعد عن الصيانة التي تعلمتها خلال احتكاكي بزملائي في الشركة التي أعمل بها، ومن هناك فكرت في تدشين جروب لإصلاح الهواتف المحمولة للإناث فقط».

معظم الإناث يخفن من إصلاح هواتفهم في مكان دون الثقة، خصوصاً مع انتشار قصص الابتزاز الإلكتروني وسرقة الصور من الهواتف من البعض أثناء القيام بإصلاحها.

وتستطرد ميرا «نحن كإناث نخشى إصلاح هواتفنا لدى رجل مهما كانت درجة الثقة خصوصاً أن هناك بعض البرامج التي يمكن من خلالها استرجاع «الداتا» الموجودة على الهاتف، فلو كانت هناك صور شديدة الخصوصية للبنت فيمكن استرجاعها بكل سهولة، وهو ما قرأنا عنه وشاهدناه جميعاً في حالات لأقارب ومعارف، بعدها يحدث ابتزاز للبنت، لذا فكرت في إطلاق مشروعي الخاص لإصلاح تليفونات الإناث مراعاة لخصوصياتهن».

دشنت ميرا جروب على «فيسبوك» للدعاية لمشروعها الجديد، تبعه انتشار كبير لها بين فتيات المدينة وبدأت عملها.

وتتابع «إحدى الفتيات حكت لي عن تجربتها مع الابتزاز وكيف تمت سرقة بيانات هاتفها من قِبل أحد الأشخاص الذي كان يقوم بإصلاحه، وقام بابتزازها مادياً مقابل الصور التي سرقها من الهاتف»، وتزيد «قالت الفتاة لي أنتِ نجدتِنا من الابتزاز حال تلف هواتفنا».

ما واجهته ميرا من رفض المجتمع الذكوري لها أثناء شرائها أدوات الصيانة، واجهته أيضاً عندما قررت الحصول على «كورس» تدريبي احترافي لإصلاح الهواتف المحمولة.

وعن ذلك تقول «عندما أردت الحصول على كورس احترافي في صيانة الهواتف قررت الالتحاق بإحدى الورش التدريبية، إلا أن القائمين عليها رفضوا ذلك، لأن من وجهة نظرهم الأمر مُقتصر على الذكور فقط، لكنني لم أستسلم واتجهت للقاهرة حيث حصلت على «الكورس» ومضيت في مشروعي الذي سأقوم بتوسعته مُستقبلاً حيث أنوي تدريب الفتيات على الصيانة، وتقديم الخدمات لهم فيما يخص صيانة الهواتف المحمولة، حتى لا يعانين كما عانيت».