السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

ترميم قلعة شالي.. قبلة حياة للسياحة البيئية في سيوة المصرية

"علم أولادك وأولادي ماذا تعني شالي غالي".. بهذه الكلمات تغنت فتيات يرتدين الزي المحلي أثناء افتتاح قلعة شالي بعد ترميمها، المعلم الأبرز في واحة سيوة بصحراء مصر الغربية على بعد 750 كم عن القاهرة.





شيدت قلعة شالي (التي تعني «في بلدنا» باللغة السيوية) في القرن الـ13 على يد السكان البربر الذين استقروا في الواحة لمواجهة غزوات البدو.



وبنيت القلعة من «الكرشيف» وهو خليط من الطين والملح والحجر يعد عازلاً طبيعياً في منطقة ذات مناخ قاسٍ. لكن مبانيها تدهورت بعد سيول شهدتها سيوة في عام 1926.





منطقة جذب

واستهدف مشروع الترميم، الذي بدأ في عام 2018، تحويل سيوة إلى منطقة جذب «للسياحة البيئية»، وفقاً لبيان أصدرته وزارة السياحة والمانحين الأسبوع الماضي أثناء الافتتاح.



ومول الاتحاد الأوروبي ترميم القلعة الذي كلف 540 ألف يورو (قرابة 640 ألف دولار) ونفذته شركة مصرية.



وظلت الواحة معزولة لعقود طويلة ولم تبدأ في استقبال سياح إلا في ثمانينيات القرن الماضي بعد إنشاء طريق ربطها بمدينة مرسى مطروح في شمال غرب مصر، على البحر المتوسط.





أطلال قديمة

وتتميز الواحة بأشجار النخيل الكثيفة وبحيرات الملح وأطلال آثار قديمة ولذلك تشكل نموذجاً لسياحة بديلة مختلفة عن المنتجعات السياحية على البحر الأحمر والرحلات النيلية بين الأقصر وأسوان التي تجتذب السياحة الكثيفة.



في عام 2017، أعلن محافظ مرسى مطروح، الذي تتبعه واحة سيوة إدارياً، أنه يريد أن يجعل منها «مقصداً للسياحة العلاجية والبيئية».





وتراهن كل الفنادق في سيوة على احترام البيئة وتتميز بالحدائق الثرية وبالواجهات المغطاة بالكرشيف.

ويقول آدم أبوالقاسم الذي يبيع تذكارات يدوية الصنع عند مدخل القلعة إن «مشروع الترميم سيفيدنا بالطبع لأنه سيأتي بالسياح».

وإضافة إلى إعادة بناء جزء من الممرات والأسوار، فإن ترميم القلعة تضمن تخصيص جزء من المكان ليتمكن حرفيو سيوة من عرض منتجاتهم وصمم ليحاكي شكل الأسواق التقليدية في الواحة.



عودة للجذور

وتشرح إيناس المدرّس، المسؤولة عن مشروع الترميم «الهدف هو إعادة أهل سيوة إلى جذورهم مع خلق فرص عمل لهم».





وتعتبر المدرس استخدام الكرشيف في الترميم نموذجاً للتنمية المستدامة موضحة أنه تم تصنيعه «من مواد عثر عليها داخل القلعة قبل تنظيفها وترميمها».



وكان أهل سيوة تخلوا عن استخدام هذه الخامة القديمة وفضلوا الإسمنت والجبس الأبيض اللذين يهيمنان الآن على مباني الواحة التي يبلغ عدد سكانها قرابة 31 ألف نسمة.



غير أن البعض يأخذون على مشروع الترميم أنه بعيد عن أولويات الأهالي.





ويقول مهدي الحويطي مدير مكتب السياحة المحلي «لا يذهب أهالي سيوة إلى القلعة وهم مهتمون بها ولكن كمشهد جميل فقط».





ويضيف أن «هناك أولويات أخرى مثل الطرق المتدهورة منذ 15 عاماً ومشكلة الصرف الزراعي» التي تهدد أشجار الزيتون ونخيل البلح، وهما موردان أساسيان للرزق في سيوة.