الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بعد «القهوة المعلقة».. نابولي توسع مبادراتها التضامنية بفحوصات كورونا

بعد «القهوة المعلقة».. نابولي توسع مبادراتها التضامنية بفحوصات كورونا

تتباهى نابولي بتقليد «القهوة المعلّقة» السائد في مقاهيها والذي يقضي بدفع ثمن كوبين كي يتسنّى لمعوز احتساء فنجان بالمجّان، وقد وسّعت نطاق هذه المبادرة التضامنية كي تنطبق أيضاً على فحوصات «كوفيد-19».

ويصعب على الخدمة الصحية في هذه المدينة المكتظّة بالسكّان في جنوب إيطاليا احتواء الأعداد المتزايدة من الإصابات بفيروس كورونا المستجدّ.

في كنيسة سان سيفيرو فووري لي مورا الواقعة في أحد الأحياء الأكثر كثافة سكانية في نابولي، تعرض جمعية محلية على السكّان إجراء فحص سريع لتشخيص الإصابة مع تقديم آخر لمواطن مجهول الهوية.

ويقول أنجيلو ميلونيه صاحب هذه المبادرة الخيرية «إنها منطقة عالية المخاطر، إذ تعيش عائلات كبيرة في شقق ضيّقة ومن ثمّ خطر انتقال العدوى مرتفع جدّاً».

وفي خلال أسبوعين، خضع 1000 شخص لفحوصات واستفاد 300 منهم من كرم جيرانهم.

وتقول جوزيبينا بوليزيه بفخر بعد دفع ثمن فحصي تشخيص ثانٍ «نحن أبناء نابولي قلبنا كبير ويدنا طويلة في السرّاء والضرّاء».

واجب أخلاقي

ويكلّف الفحص الواحد 18 يورو ويجريه فريق من 3 أطبّاء وممرّضتين 2 داخل الكنيسة. وتستخدم الأموال لتسديد أتعاب الطاقم الطبي ونفقات الاختبارات.

وقد عمّمت الفحوصات السريعة في إيطاليا، وهي أوّل بلد أوروبي تفشّى فيه الفيروس في مطلع السنة وتخطّت فيه الوفيات بوباء «كوفيد-19» عتبة 50 ألفاً.

ويكلّف الفحص عينه في عيادة خاصة في نابولي ما بين 30 و40 يورو، في حين قد تبلغ كلفة فحوص «بي سي آر» (تفاعل البوليميراز التسلسلي) الأكثر موثوقية 70 يورو.

أنتونيو كامبانيا سائق سيارة أجرة في الـ33 من العمر وأب لثلاثة أولاد هو من بين سكّان نابولي الكثيرين الذين يئنّون تحت وطأة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تدابير العزل العام. فمناطق جنوب إيطاليا الأكثر عرضة للأزمات من الشمال الغني والصناعي تأثّرت بشدّة بتداعيات هذه الجائحة.