الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

تيماء سلامة.. نحاتة فلسطينية تخاطب بصيرة المكفوفين

على أسطح الألواح الخشبية تنحت الفنانة تيماء سلامة رسوماتها الفنية التي تأخذ شكلاً مغايراً يجمع بين الرسم والنحت، الأمر الذي يمنح المكفوفين فرصة لرؤية الألوان باللمس حيث تجعل تفاصيل اللوحة بارزة فيتعرف عليها أصحاب البصيرة بأناملهم.





وسردت الفنانة تيماء سلامة «23 عاما» لـ«الرؤية» حكايتها مع الفن، الذي جعلته دراسة أكاديمية وهواية بعدما بدأت في سن الـ12 الرسم باستخدام أدوات المكياج ولما أعجبت رسمتها المحيطين بها قررت مواصلة الرسم، واستخدمت طرقاً طريفة في تجسيد الأشكال والرسومات من خلال قصاصات الورق التي تجمعها.



وعندما التحقت تيماء بالجامعة قررت أن تدمج النحت والرسم على لوح واحد لتساعد المكفوفين في الاندماج مجتمعياً من خلال الفن.



فهم اللوحة

بدأت تيماء هذا العام الجاري خوض تجاربها بعد دراسة متعمقة لعالم المكفوفين الذين يمتلكون في رأيها إحساساً عميقاً، ويدركون جماليات الحياة من منظورهم وعالمهم الخاص.





وتؤكد أن المكفوفين يرون الألوان ويستطيعون تمييز درجاتها، مضيفة أنها حاولت أن تقيس ردود فعل أصحاب البصيرة على لوحاتها وفوجئت بنجاح فتاة منهم في تفسير تفاصيل إحدى اللوحات بشكل مفصل وتمييز درجات الألوان سواء الباردة والحادة.





حاولت تيماء جاهدة توفير الألوان الخاصة في الطين الطبيعي الذي يعطيها نتائج أجمل، ولكن عدم توفر مثل هذه الألوان دفعها للجوء إلى استخدام الطين الهوائي المتوفر بعدد من الألوان وتستطيع أن تجري عليه تغييرات بألوان إضافية، ولكن لا تمنحها ديمومة لوحاتها الفنية التي لا تتوقع أن يطول عمرها على 25 عاماً.



وتسير رحلة إنتاج لوحة الفنية منذ بداية الرسم إلى الإنتاج الكلي في مرحلة معقدة من نحت ورسم وتجفيف وتستغرق اللوحة الواحدة قرابة أسبوعين.