السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

أم زياد ماضي.. المخبز «بيتكلم» عربي «مسخن»

أم زياد ماضي.. المخبز «بيتكلم» عربي «مسخن»

أم زياد ماضي أمام فرنها.

افتتاح مخبز في مدينة أو قرية عربية ليس خبراً، لكن بناء مخبز في مدينة فلسطينية قصة تستحق أن تروى لأن مقاومة الفقر والتغلب عليه مقاومة أخرى في فلسطين.



رائحة زيت الزيتون مع الدقيق في فرن عربي قديم، تقودك إلى قصة أم زياد ماضي، تلك السيدة التي فضلت إنشاء مخبزها منذ 15 عاماً لإعالة أبنائها الستة بعد وفاة زوجها وأصبحت اليوم صاحبة المخبز البلدي الوحيد في مدينة سلفيت الفلسطينية،62 كم شمالي القدس.



قبل 18 عاماً فقدت سلام ماضي «أم زياد»، زوجها إثر إصابته بجلطة دماغية أدت إلى وفاته، وكانت حاملاً بطفلها الأصغر. لكنها واصلت الكفاح في حياتها لإعالة أبنائها، فبدأت العمل بفرن منزلي صغير لمدة عامين.



ولم يطل الأمر، فقد اضطرت أم زياد إلى بيع أشجار الزيتون المعمرة في بيتها لتبني بثمنها فرنها البلدي، وذلك قبل 15 عاماً، وصار الفرن المبني بالطوب الحراري أحد أركان منزلها والأول من نوعه في سلفيت. ولم تكتفِ أم زياد بالخبز، بل صنعت المسخن أيضاً والذي صارت أم زياد خبيرة في صنعه على الطريقة الفلسطينية التقليدية.



تقول صانعة المسخن الفلسطيني العريق أم زياد لـ«الرؤية»، «كانت بداياتي صعبة لعدم توفر أي دخل رئيسي لي، حيث كان زوجي يعمل سائقاً على مركبة، وبعد وفاته صرت بلا معيل. حاولت البحث عن عمل ولكن كانت الظروف تمنعني من ترك أطفالي الستة في المنزل بمفردهم والعمل في الخارج، فكان المخبز هو الخيار المتاح أمامي».



وبات المخبز اليوم مقصد الكثير من المواطنين لأنه المخبز البلدي الوحيد الذي يعد الطعام على الحطب، ولا يستخدم الزيوت المحروقة أو المحروقات أو الغاز الطبيعي، ما يجعل من طعم الطعام مزيجاً طيباً بين رائحة الطوب الحراري والحطب والطعام بأشكاله.



وتبتسم أم زياد وهي تقول، إن أرغفة المسخن التي تمتاز بتحضيرها بزيت الزيتون الصافي كانت السبب في أن تنعم بحياة مستقرة، وهو ما دفعني إلى إعداد هذه الأكلة الفلسطينية بشكلها التقليدي التي صارت الأكثر طلباً من قبل المواطنين مقارنة بالأماكن الأخرى.



وإلى جانب المسخن تعد أم زياد العديد من المأكولات داخل فرنها الذي بات مصدر رزق ثابتاً لها، وبات اليوم أبناؤها وبناتها يقدمون لها المساعدة داخل المخبز، لتضيف إلى قائمتها المناقيش ومعجنات الزعتر والسبانخ والنقانق والقدر، وجميعها تمتاز بشكلها التقليدي الفلسطيني، أو العربي.