الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تحدي الفن والعزلة في روسيا.. تقليد لوحات عالمية بورق التواليت والطين والمفارش والطماطم

دفع الملل عشاق الفنون الروس عبر الإنترنت إلى ابتكار تحدٍ جديد باسم «الفن والعزلة»، يقوم فيه المشاركون بتقليد اللوحات الخالدة الشهيرة باستخدام أدوات المنزل البسيطة المتداولة مثل الفوط، والمحارم، والأصباغ، وثياب النوم، وحتى ورق التوالت.



ورغم صعوبة التقليد، حاكت ربة بيت روسية لوحة بورتريه ذاتي للفنانة زينيدا سيربرياكوفا، باستخدام مفرش الطاولة.





وتفتق ذهن الروسية ماريا جريجوريان عن طلاء المحارم الورقية باللون الأزرق، والاستعانة بكرات مصنوعة من الطمي والطين، وإبر حياكة، مع الاستعانة بعصير ليمون طازج لكي يثبت الإبر ويحول دون سقوطها.



وتشير ماريا إلى أنها وزوجها التقطا عدة صور طوال اليوم لكي يتوصلا إلى الإضاءة الكافية التي تماثل اللوحة.



وتضيف: «كان أصعب شيء هو تقليد نظرة السيدة المرسومة في اللوحة، ولكني نجحت في النهاية، وحازت الصورة على 10 آلاف إعجاب في مجموعة الفن والعزلة».





وحفّزت اللوحة وسيل الإعجاب على الصفحة ماريا لكي تعيد التجربة، وهذه المرة مع الفنان المكسيكي جيسوس هيلجورا ولوحته سينيوريتا.





واضطرت ماريا هذه المرة إلى طلاء عقد والدتها باللون الأحمر، ثم استعانت بالصلصال البرتقالي وألوان الأكريليك، ولم تتردد في تسلق شجرة في الحديقة القريبة لكي تقطف وردة تشبه ما ترتديه السيدة في اللوحة لكي تبدع عملاً يشبه الواقع في الشكل والروح.



وفي هذه المرة زاد ت جرعة المشاركة والتفاعل من المتابعين ووصلت إلى 36 ألف إعجاب.



أما أفراد عائلة أوخوتنيكوفا فيقعون على الأرض من هيستيريا الضحك في كل مرة يتذكرون فيها محاولتهم إبداع لوحة نابليون للفنان بول ديلاروشي.



وكانت أهم عقبة هي الحذاء البوت الذي يرتديه الإمبراطور الفرنسي في اللوحة.





تقول جوليا أوخوتنيكوفا: «اضطررنا للتضحية بعدد من جوارب زوجي، حيث قصصناها، ولففنا ساقيه بمناشف بيضاء، وكانت تقع في كل مرة، فتدبرنا حتى تكون على مقاس زوجي تماماً. ثم طليت ورق حائط لكي أضعه على النوافذ، لكي أحجب الضوء والثلج خارجها لأن اللوحة توحي بأنها رسمت صيفاً».

وبعد جهد جهيد، استطاعت جوليا إقناع أفراد الأسرة لكي يحاكوا لوحة «على طاولة الشاي» للفنان كونستانتين كوروفين، وجاءت النتيجة مرضية، بينما فشلت في تقليد إحدى لوحات بيروسماني، لأنها رسمت صورة طائر على وجهها، وعندما همت بتصويرها في الثانية صباحاً، استيقظ زوجها فجأة وتملكه الرعب من منظرها!



من جانبها، استعانت يوليا نيمكينوفا بمظلة جدتها لكي تصور لوحة رافال أولبينسكي السيريالية الشهيرة «المظلة الحمراء».

واستبدلت نيمكينوفا السماء الزرقاء بغطاء الفراش «الملاية» بنفس اللون، ثم غطت المظلة السمراء لجدتها بشالها الأحمر، وقصت أوراقاً بيضاء كثيرة لكي تستخدمها كقطرات المطر المتساقط، مع ربطها بالمظلة بالإبرة و«الفتلة».



أما مارات كيم، فاستعانت بالطماطم الصغيرة «شيري» والباذنجان من ثلاجتها في رسم لوحة Scared Girl أو فتاة خائفة للرسام روي ليشتنشتاين.



ووضعت كيم مناديل ورقية بيضاء كخلفية للوحة، قبل أن ترص عليها ثمار الطماطم الصغيرة التي اكتشفت أنها لا تكفي، واضطرت للذهاب مرتين للبقالة حتى تشتري 800 ثمرة طماطم!



الطريف أن أدمن الصفحة رفض نشر اللوحة المقلدة بداعي أنها «فوتوشوب» قبل أن تقسم له كيم بأغلظ الإيمان أنها مرسومة بالطماطم والباذنجان، ليوافق أخيراً على النشر.



مشكلة من نوع آخر واجهتها تاتيانا جوريلوفسكي وهي تحاول تقليد لوحة Portrait of Adele Bloch-Bauer I أو امرأة في الذهب، وتتمثل في إقناع قطتها بالجلوس ساكنة حتى تلتقط الصورة التي استعانت في تكوينها بقطع مغناطيس و«أستك» مطاطي صغير، مع الاستعانة بقطع ثياب سوداء لوضعها تحت الرأس.