الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

قهوة عيسى.. طريق البزنس يبدأ بـ«رشفة»

قهوة عيسى.. طريق البزنس يبدأ بـ«رشفة»

محمد عيسى.(تصوير: جميل الخاروف)

عندما قرر المواطن الشاب محمد عيسى أن يدخل إلى عالم الأعمال، اختار القهوة ليدخل من خلال نكهاتها، مستفيداً من مهاراته التي اكتسبها من عدة سنوات في صناعة مشروبات القهوة الساخنة والباردة.

وبين أركان مشروعه الخاص بالشارقة «ستيج»، يقضي عيسى ساعات يومه بين نكهات القهوة المتباينة، وماكينات صنعها، مقدماً أكواب القهوة ذات الخلطات المميزة لعشاقها، والتي تفنن في ابتكارها بعيداً عن التقليدية، ومنها القهوة المتخمرة (الكولد برو) والإسبريسو والـ«v60».



4 أعوام من القهوة

مشوار البزنس عند عيسى بدأ - كما يحكي لـ«الرؤية»- منذ 4 سنوات عندما امتلك أول ماكينة لعمل القهوة، واستطاع أن يبتكر بها خلطات البن التي أثنى عليها أصدقاؤه وأقاربه، ما شجعه على اقتحام عالم البزنس وعدم الاكتفاء بالعمل في إطار الهواية، فحاول اكتشاف كل أسرار هذا العالم. يقول عيسى: «بدأت بالاطلاع على الطرق المتنوعة لصناعة القهوة، ودراسة أنواعها المتباينة وطرق تحميصها. وحرصت على متابعة كل جديد يقدمه صانعو القهوة حول العالم، على منصات التواصل الاجتماعي، من أفكار لنكهات جديدة».

وفي أقل من عامين نجح في تعلم الكثير من الأسرار عن هذه الصناعة، وحصل على 3 شهادات دولية من منظمة القهوة المختصة العالمية وهي «الباريستا» و«الإنتراديكشن» و«بروتينج»، التي أهلته لابتكار وصفات جديدة، وضع فيها لمساته الخاصة في صناعة مشروبات القهوة الباردة والساخنة، التي تمزج بين المحلية والعربية والعالمية.

وأوضح عيسى أنه أقدم على تأسيس مشروعه منذ عامين ليخرج إلى النور بعد أن امتلك كل المهارات التي تجعله منافساً قوياً في هذا المجال، «معتمداً على أجود أنواع البن التي يتم جلبها خصيصاً من أستراليا والسعودية والكويت وسلفادور وكولومبيا والبرازيل، لتقديم أكواب مميزة من القهوة لعشاقها في الإمارات».

ومنذ اللحظات الأولى التي بدأ بها العمل والوقوف بين أدواته وماكينات القهوة لاستقبال زبائنه، أحاطته النظرات التي لا تخلو من الدهشة والاستغراب، لأنه كان يصنع الطلبات لزبائنه بيديه، ولكن زبائنه عندما شاهدوا جديته، وتعامله الراقي وإيمانه بما يفعله تلاشت نظرات التعجب، وحلت محلها نظرات الإعجاب والتقدير، وصار مقهى عيسى مقصداً لعشاق القهوة خاصة من طلاب الجامعات.





ورش تدريب

يقول عيسى إنه نجح في تحويل المقهى إلى ما يشبه فصول الدراسة عبر ورش التدريب التي بدأ ينظمها لتدريب الشباب ممن يرغبون في خوض التجربة والدخول لعالم صناعة القهوة، «ولقيت هذه الورش إقبالاً كبيراً من الشباب الإماراتي الذين تجاوز عددهم 45 شاباً حتى الآن». ولكن الظروف الاحترازية التي فرضها فيروس كوفيد-19، جعلته يكتفي بتقديم دوراته التدريبية المجانية عبر منصات التواصل الاجتماعي خاصة أيام الحجر المنزلي.





اسبريسو الغبار

في أشهر معدودة، اكتسب عيسى مهارات كثيرة، وخبرات متعددة في صناعة أنواع مبتكرة من القهوة التي أصبح لها زبونها الخاص، مقدماً مذاقات جديدة نجحت في تغيير ذائقة عشاق القهوة في الإمارات ومنها اسبريسو الفراولة، واسبريسو بنكهات الفواكه التي يتم استيرادها خصيصاً من إثيوبيا وكولومبيا، واسبريسو بطعم «الغبار»، الذي يتم جلبه من إندونيسيا، إضافة إلى اسبريسو الشيكولاتة والمكسرات الذي يتم إحضاره من البرازيل.

وعن المهارات التي يجب أن تتوافر في صانع القهوة (الباريستا) يقول عيسى: «يجب على من يعمل في هذا المجال أن يكون على دراية بأنواع القهوة لفهم احتياجات عملائه، ومراعاة النظافة واللياقة عند التقديم، وصنعها بحب لكي يتمكن من تقديم فنجان قهوة مثالي. كذلك عليه الإلمام بالطرق المتباينة لتشغيل ماكينة القهوة والتعامل معها».

وأكد عيسى أن النجاح يمكن أن يبدأ بمشروع بسيطة، أو استثمار موهبة أو مهارة يمتلكها الإنسان ثم يطورها لكي يحولها إلى واقع جميل ومشروع يجلب له الربح. وهو يدعو أبناء الإمارات إلى التفكير خارج الصندوق، ومحاولة صنع فرص العمل وعدم انتظارها، حيث يقول «على كل من يمتلك مهارة أو موهبة أن يستثمرها ويبدأ مشروعه الخاص، فلا يوجد عمل يعيب صاحبه طالما كان شريفاً ومحترماً ويوفر رزقاً حلالاً لصاحبه».

ويأمل أن ينجح في تأسيس علامة تجارية إماراتية عالمية في مجال صنع القهوة، ويتمكن من أن يكون رائد أعمال يمثل دولة الإمارات في مجال تحميص القهوة المتخصصة.