الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

من صحراء ليوا إلى قبة الصخرة ومن الغيوم إلى أبراج السماء.. عدسة عبدالله الجنيبي تحرك المشاعر وترصد عز الإمارات

لمساته الفنية أسرت قلوب مئات الآلاف على الـ«سوشيال ميديا»، فمن مشهد «غيث» وهو يعتلي قمة برج خليفة إلى منظر الشوارع الخالية في أبوظبي أثناء الالتزام الكامل بالحجر المنزلي في ظل جائحة كوفيد-19، إلى القدس وقبة الأقصى، استطاع الفنان الإماراتي عبدالله الجنيبي أن يحرك المشاعر ويستثير الحماس.



وفي الوقت الذي يظن فيه البعض أنه رحالة أو مصور فوتوغرافي، لا يرى الجنيبي في نفسه سوى إنسان محب للإمارات وللخير في شتى أنحاء العالم.





يجوب الفنان الإماراتي الأرض ليستقي منها الدروس والحكم وليستكشف معالمها البهية، ويسعى في كل خطوة يخطوها إلى رد جميل الإمارات.





يؤمن بأن لقطاته الفنية لا تقدر بثمن، لذا يقدمها دون مقابل لكل من يطلبها، لأنها تعكس عز الإمارات وشموخها ورقيها وتسامحها والخير الذي يسود في نفوس قادتها وشعبها.





تعود حكاية عبدالله الجنيبي مع التصوير إلى 17 عاماً مضت، حيث تأجج لديه شغف التصوير حينها، فأخذ في العمل على اكتساب مهارات التصوير والمونتاج والإخراج ذاتياً، وبحث عن الأدوات المختلفة المستخدمة من أجل الحصول على لقطات فنية مبهرة.





ولأنه حريص على استكشاف الأدوات الفنية أولاً بأول، أصبح من أوائل الخبراء في التصوير بـ«الدرونز» في الإمارات، ومنها انطلق ليرى العالم من منظور آخر أكثر إبهاراً، فطاف صحراء ليوا وبينونة، وحلّق بها بالقرب من قمم الأبراج الشاهقة في الدولة.





وفي الوقت الذي يهرب فيه البعض من الأحوال الجوية المضطربة، ينتظرها الجنيبي بشغف، فهو من عشاق الطبيعة والفضاء وسحرهما، فالضباب والغبار والغيوم والأمطار والبرق والثلوج وزخات الشهب ما هي إلا عوامل تضيف مزيداً من الجمال والإبداع إلى الصور التي يلتقطها.



ووصف المصور الخاص لـسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، عبدالله الجنيبي، في لقائه مع «الرؤية» التصوير بـ«أداته لنشر السلام والتسامح بين شعوب العالم ولتبادل الخبرات ونقل المعرفة، معتبراً إياه من أدوات القوة الناعمة التي تداعب الروح وتحرك المشاعر».





وأردف «دخلت إلى عالم التصوير منذ 17 عاماً لعشقي واهتمامي الكبير به، وفي الوقت ذاته، كنت حريصاً على السفر والتنقل بين بلدان العالم للتعرف على شعوبها».



وتابع الجنيبي «تعلمت العديد من القيم ودروس الحياة من خلال سفري وترحالي ومن شغفي بالتصوير، كان أبرزها، الصبر والعزيمة والاعتماد على النفس».





وأضاف: «خضت الكثير من التجارب الصعبة والجميلة في الوقت ذاته، إذ سافرت إلى بعض المناطق النائية في العالم والتي كانت تخلو من شبكات الاتصال، وذهبت إلى أم الدنيا (مصر) لأتعرف على معالمها العريقة، وخطفتني الطبيعة المبهرة في المغرب وصربيا ورومانيا وأمستردام والنرويج وزيورخ وآيسلاند وجمهورية الجبل الأسود (مونتينيغرو) وغيرها من دول العالم».





ويدين الجنيبي بالفضل إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي ساعدته على انتشار لقطاته على مساحات واسعة من العالم، وحصد العديد منها نسب مشاهدة عالية، خاصة تلك التي التقطها في الإمارات، سواء التي تعكس الجمال المبهر للأبراج الشاهقة أو لصحرائها وأحوالها الجوية الصيفية والشتوية والأحداث الفلكية التي تمر في سمائها.



وأشار إلى أن بعض المشاهد الفنية التي التقطها بعدسته احتاجت منه لأيام وبعضها أسابيع أو أشهر، مستشهداً على ذلك بقضائه نحو أسبوعين كاملين ليرصد تحركات طيور الحبارى وعنايتها ببيضها، كما انتظر قرابة شهر ونصف ليرصد أمواج الضباب على صحراء ليوا في مشهد مبهر ومؤثر لا يمكنه نسيانه.



واعتبر زيارته للقدس، بعد عقد اتفاقية السلام التاريخية بين دولة الإمارات وإسرائيل، واحدة من أهم تجاربه الفنية خلال الفترة الأخيرة، حيث رصد حالة من السلام التي تسود بين أرجائها، وهو ما حاول نقله إلى العالم بدءاً من الإمارات وطن ومنبع السلام.





ودعا الجنيبي الموهوبين في مجال التصوير إلى الصبر والبحث جيداً واستشارة الآخرين وتقبل نقدهم والاستفادة من أوقات الأزمات، الأمر الذي يسهم في تعزيز خبراتهم الفنية.



كما حذر من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة غير مدروسة، فما ينشر عبر منصاتها لا يمكن إزالة أثره بالمسح.





ومن جهة أخرى، طالب بضرورة إطلاق منصة موحدة على مستوى الإمارات لجميع المواهب الفنية وإبراز مهاراتهم الفنية ودعمهم.





كما دعا إلى تعاون الجهات المعنية المحلية مع العالمية من أجل تسهيل إجراءات الحصول على التراخيص اللازمة من أجل التصوير سواء في الإمارات أو عند السفر إلى الخارج.



وشدد الجنيبي على ضرورة التزام المصورين بالقوانين المتعلقة بالتصوير والحقوق الفكرية، فضلاً عن أهمية الحصول على التصاريح اللازمة بالتصوير بـ«الدرونز» قبل الخوض في أي تجربة جديدة.