الاحد - 26 مايو 2024
الاحد - 26 مايو 2024

مي عادل.. مبرمجة ومغامرة مصرية تستقبل قمم الجبال بـ«زغرودة»

مي عادل.. مبرمجة ومغامرة مصرية تستقبل قمم الجبال بـ«زغرودة»

طوال أكثر من 20 عاماً لم يشغل بال المصرية مي عادل سوى التفوق الدراسي حتى حققت حلمها وحلم عائلتها في الحصول على الدكتوراه في مجال البرمجة، حياة حافلة بالنجاح الذي يعقبه فرح بكل تأكيد، لكن دائماً ما كانت تشعر أن هناك جانباً ينقصها في حياتها.





لا تشعر بالسعادة الكاملة، دائماً هناك جزء من روحها يُحدثها أن هناك أسباباً أخرى للسعادة، لكنها لم تكن تعرف ما هي حتى بدأت بوادر تلك السعادة في الظهور عندما زارت واحة «سيوة» في الجنوب الغربي من مرسى مطروح وتحديداً بالصحراء الغربية.

داعبت روحها بمجرد صعودها جبل الدكرور أحد أشهر الجبال في الواحة المصرية، طاقة من السعادة تسللت لقلبها وجعلتها تشعر بأن سعادتها في صعود الجبال وأن تلك الرحلة التي قامت بها صدفة كانت كفيلة بقلب حياتها رأساً على عقب وإعطائها مقدار السعادة الذي كانت تبحث عنه.





«بعد رحلتي لسيوة كنت قد أنهيت كل دراساتي العلمية، تذكرت حينها أنني لم أسعد مثل سعادتي بصعود جبل دكرور للاستمتاع برؤية الشروق كانت أسعد لحظة مرت عليّ بحياتي، هناك كنت تعرفت على إحدى الفتيات، حدثتها عن شعوري تجاه صعود الجبل، فدعتني لرحلة مُقبلة ستقوم بها لسانت كاترين بجنوب سيناء، وبسرعة وافقت على ذلك، وكانت الخُطة صعود جبال سانت كاترين أما أنا فاخترت صعود جبل عباس وهو أحد الجبال المعروفة هناك»، تقول مي في حديثها مع «الرؤية».

حرفياً كان صعودها جبل «عباس» هو بداية انطلاقها للشعور بالسعادة الكاملة خاطبت الجبال روحها فقررت تكرار التجربة بنهم شديد «في 2016 صعدت 16 جبلاً دفعة واحدة»، تُضيف ضاحكة.



وتوضح «أحببت الأمر جداً، وجدت روحي في صعود الجبال، صعدت 15 جبلاً لكنني صممت أن أكملها لـ16 جبلاً كنوع من التفاؤل لتستمر مسيرتي في صعود الجبال، «16 جبل في 2016

كانت الجبال حافزها وداعمها النفسي للتشبث بالحياة خصوصاً بعد وفاة والدتها في النصف الأول من 2017 وهو ما أصابها بحالة نفسية سيئة، ما دفع والدها الذي كان يرفض سفرياتها الجبلية إلى تشجيعها للمُضي قُدماً في طريق سعادتها بصعود الجبال.





وتستطرد «الجبال كانت أكبر داعم لي في تخطي أزمة وفاة والدتي، كنت أحس بأن كل جبل أصعد إليه يُحدثني ويُناديني، خصوصاً الجبال التي لم تكن على خريطة مُتسلقي الجبال، أو تلك التي لم يصعدها أحد من قبل، كنت أحس بأنها تحتاج لشيء من الحنو والطبطبة مثلما أحتاج لها أنا أيضاً، فصعدت معظم الجبال المنسية في سانت كاترين. طاقة كبيرة كانت تعطيها لي تلك الجبال أشعرتني بأنني حية وحرة وسعيدة رغم أي شيء



أسبوعياً تُحدد جبلاً تنوي صعوده، تُنسق عملها في القاهرة وتُنهيه الخميس ليلاً، ثم تحزم حقائبها وتنطلق صوب الوجهة التي اختارتها، الأمر ربما يكون مرهقاً لكنه يحقق لها المتعة التامة.

وتشرح «أوفق بين إجازاتي الأسبوعية ورحلاتي لصعود الجبال، خلال يومين هي إجازتي الأسبوعية أُنسق مع البدو والدليل وأسافر وأصعد للجبل الذي اخترته، وعلى قمته أطلق (زغرودة) كتقليد، أسعى عبره إلى نشر المرح والبهجة على سفح كل جبل أشعرني بالبهجة وهي الطاقة التي أريد إيصالها له أيضاً



وتُتابع «أتمنى أن تحقق كل فتاة حلمها بالسفر لأي مكان تحبه، وأتمنى أن أجد إحدى الجهات الراعية لرحلة سفري لإيفرست بعد أن صعدت (كالمينجارو)، لأكون أول مصرية تحقق ذلك بقوة ومرح