السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الكردي أشهر فناني «البورتريه» بالسيدة زينب: أنا أرسم إذن أنا موجود

هو واحد من أشهر ملامح حي السيدة زينب في القاهرة بعد الجامع الشهير، فعند أطراف أنامله تأخذ الوجوه بهجتها في رسوم مدهشة.. إنه رأفت الكردي الذي يعرف برسام السيدة.

الكردي لا يرسم وجوه العابرين فقط، بل يرسم بورتريهات لفنانين ونجوم لمن يريد أن يحتفظ بلوحة فنية وليس صورة فوتوغرافية لنجمه المحبوب.

بل إن بعض فناني الزمن الجميل طلبوا منه رسم بورتريهات لهم مثل النجم الراحل فريد شوقي والفنان سمير صبري والمغني الراحل سمير الإسكندراني وغيرهم.

يقول الكردي لـ«الرؤية»: «أنا أرسم إذاً أنا موجود وسعيد، فالرسمة بالنسبة لي حياة كاملة تجعلني أشعر بالفرح وتقضي على الملل الذي قد يواجه من هم في مثل عمري».



بداية مبكرة

بدأ الكردي العمل في كشك صغير على أحد الأرصفة، ثم صار خبيراً في قراءة ملامح الوجوه، واشتهرت بورتريهاته وصار له زبائن يأتون إليه خصيصاً لرسم وجوههم أو رسم صور النجوم المفضلين لديهم، يقول: «بدأت الرسم وعمري 9 سنوات، الأول كانت موهبة، وعندما طورتها، أصبحت موهبة ومهنة، أسعد بها وأكسب منها، فالرسم هو مصدر رزقي الوحيد وهو اللي فاتح بيتي بأمر ربنا».



حنين

دائما ما يحن الكثيرون إلى مطربي الزمن الجميل مثل أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وعبدالوهاب وفريد الأطرش، وكثيرون كانوا يرتادون ميدان السيدة قاصدين «الكردي» في عقدي السبعينيات والثمانينيات، يطلبون منه رسم مطربيهم المفضلين، وهو الأمر الذي لا يزال يحدث الآن على الرغم من سطوة السوشيال ميديا وسهولة حصول المعجبين على صور النجوم.. إلّا أن للرسم إغواءً كبيراً لا يزال.. فقط اختلفت أسماء النجوم ووجوههم. فبعد أم كلثوم والعندليب صار المعجبون يطلبون الآن رسماً لعمرو دياب وتامر حسني.

يقول الكردي: «السعادة تبدو على الوجوه عندما يرون وجوههم مرسومة، فالرسمة تختلف كثيراً عن صورة الفوتوغرافيا. في الرسمة يجدون ملامحهم منحوتة بالقلم الرصاص وهو أمر مختلف بالنسبة لهم».





مدرسة

موهبة الكردي جعلت الكثيرين من أبناء الأحياء الراقية يأتون إليه في تلك المنطقة الشعبية، ليعلم أبناءهم الرسم ويصقل مواهب الصغار. فصار يعلم الرسم والنحت في مدارس خاصة ومراكز تهتم بنشر الفن التشكيلي في القاهرة.

ويقول إنه لا يكتفي بتعليم قواعد الرسم وكيفية نقل الملامح من الوجه مباشرة أو من الصور الفوتوغرافية إلى الورق، بل يعلم الصغار أصول النحت وكيفية صنع تمثال. وبالإضافة إلى ذلك يعلمهم كيفية تدوير الأشياء وصنع فنون صغيرة وجميلة من النفايات أو الأشياء المستهلكة.

والجميل أن طلاب كليات الفنون الجميلة والتطبيقية أيضاً يطلبون منه تعليمهم، بشكل عملي بعيداً عن الدروس النظرية التي يتلقونها في الكليات.