الاثنين - 13 مايو 2024
الاثنين - 13 مايو 2024

«فريد».. رسام إماراتي يخلد التراث بجداريات فنية

فريد اسمه وحلمه أيضاً، وبين الاسم والمكانة التي حققها مسافة يقطعها بأفكاره ولوحاته محاولاً تخليد تراث الإمارات، وجعل لوحاته رسالة إماراتية للوطن والعالم في الوقت نفسه، وهذا سر فرادة أعمال الإماراتي فريد الريس.

يمتلك الفنان الشاب فلسفة خاصة، حيث يرفض توقيع لوحاته باسمه كاملاً تأسياً بالفنانين العالميين، مؤكداً من ستعجبه لوحاته سيبحث عمّن رسمها.





يحلم برد اللوحة لعالم التفاصيل القديمة، ولا ينكر على أحد اهتمامه بالصرعات، مؤكداً أنه يتحدى نفسه، في محاولة المزج بين الفن الكلاسيكي القديم والمدارس الحديثة، منوهاً بأنه يسعى عبر لوحاته الجدارية لطرح رؤية فنية جديدة حول الطبيعة الإماراتية والتراث الوطني، لافتاً إلى أن هذه فرادة الفن الذي يعد أصدق السبل قدرةً على التعبير. فهو لغة عالمية تتخطى الزمان والمكان والشرائح المجتمعية.

ويقول الفنان الإماراتي: أحاول أن أكون فريدا في حلمي الذي أرسمه على الجدار بألوان مائية، وهذا من التحديات الصعبة أمام أي فنان، حيث أسعى للنجاح في رسالتي وأهدافي لأكون على قدر الاسم الذي أحمله.

لم يدرس فريد الفن دراسة متخصصة، حيث يرى أنه ليس شرطاً أن يكون الفنان التشكيلي صاحب دراسة، فالموهبة هي الأساس في الفن التشكيلي وليست الدراسة. لكن إذا أراد الفنان أن يكون ناقداً فنياً أو أكاديمياً فعليه بالدراسة، فأعمال الفنان هي التي تتحدث عن نفسها.





ويتابع: «أصبح الوصول إلى المعلومات والكتب أسهل بكثير، عن طريق شبكات الإنترنت تستطيع بسهولة أن تجد المعلومة التي تبحث عنها، ولكن المعرفة لن تصنع منك فناناً، فالدراسة ليست شرطاً لأن تصبح فناناً تشكيلياً وهذا لا يعني أنني ضد الدراسة، لكن يعني أنني لا أضعها شرطاً أساسياً لممارسة الفن لكن الدراسة والمعرفة مهمتان للفنان ليطور من نفسه».

ويدين فريد إلى والده الذي علمه الأساسيات، والرسم بأصعب أداة في الرسم وهي الألوان المائية، قبل التحاقه بالمدرسة، فكان المعلم الأول له، مشيراً إلى أنَّه طور موهبته بمزيد من الاهتمام ودراسة الفن والمشاركة في المسابقات الفنية فنمت موهبته، إلّا أنه توقف 5 سنوات عن الرسم في المرحلة الجامعية، وكاد أن يترك اللون واللوحة تماماً.



كان 2006 عام الميلاد الحقيقي له كفنان بعدما عاد من انقطاعه عن اللون ليدخل عالم الفن التشكيلي مرة أخرى، بكثير من الممارسة العملية للرسم والبحث المتواصل ودراسة الاتجاهات والتيارات الفنية، شارك «فريد» في أول معرض كفنان تشكيلي في عام 2008، وكان وقتها الأصغر سناً بين الفنانين المشاركين.





واحتاج الأمر إلى 9 سنوات من الجهد والعمل ليقدم لوحاته في معرضه الشخصي في عام 2017، وكان من المقرر أن يكون معرضه الثاني في 2020 لكنه تأجل بسبب جائحة كورونا إلى 2021.



والسر في تأخر إطلالته في المعارض، أن فريد لا يرسم لوحات صغيرة الحجم بل يرسم جداريات أو لوحاً أقرب للجدارية، ما يتطلب منه جهداً مضاعفاً للوصول إلى فكرة اللوحة ووقتاً طويلاً في تنفيذها.

«الفنان ابن بيئته ويتأثر بما حوله».. وقد تأثر فريد في أعماله الفنية بالطبيعة كما يحكي، «فمنذ الصغر أحب رسم المناظر من برٍ وبحر، فهما المكانان اللذان أختلي فيهما لأجد الهدوء»، ولهذا يركز في معظم لوحاته على تراث ومعالم بلده. ولا يعني ذلك أنه يقلد الطبيعة أو يرسمها ويلون المنظر الطبيعي كما كان، بل يرسم المشهد برؤية الفنان وليس بعين الكاميرا، كما كان فنانو المدرسة الكلاسيكية القديمة يفعلون.