السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

رحيل الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني

رحيل الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني

فقدت العائلة الرحبانية في لبنان ثالث أركانها الموسيقية برحيل الموسيقار إلياس الرحباني الشقيق الأصغر للأخوين رحباني اليوم الاثنين عن 83 عاماً.

ورحل الرحباني الذي طالما أثرى الموسيقى اللبنانية والعربية بأعماله بعد سنوات من الابتعاد عن الفن والظهور بسبب اشتداد المرض عليه.

قدم على مدى أكثر من ستين عاماً ألحاناً لأغانٍ رومانسية وشعبية وساخرة وصولا الى عالم الإعلانات الشهيرة، وإلى جانب أغانيه الشهيرة لفيروز وصباح ووديع الصافي وفنانين كبار آخرين اشتهر بتأليف الأغاني والموسيقى الأجنبية كما وضع موسيقى المسلسل اللبناني (لا تقولي وداعاً).

عندما كان إلياس في عمر الخامسة توفي حنا الرحباني والد العائلة الرحبانية فعاش الابن الأصغر في كنف الأخوين عاصي ومنصور اللذان أشرفا على تربيته ونشأته الموسيقية.

درس الرحباني الموسيقى في الأكاديمية اللبنانية (1945 - 1958) والمعهد الوطني للموسيقى (1955 - 1956)، إضافة إلى تلقيه دروساً خاصة لعشرة أعوام، تحت إشراف أساتذة فرنسيين في الموسيقى.

أحب الموسيقى بعد أن تعرّف عليها من خلال أخويه عاصي ومنصور الرحباني (الأخوين رحباني) اللذين يكبرانه في السن.

في الـ19 من عمره (1957) أراد التوجه إلى روسيا ليكمل دراسته، لكن إصابة في يده اليمنى منعته من ذلك. وكان تلاشي الحلم صدمة عظيمة له، وقد تخلى أستاذه عن تعليمه، لكنه صمم على المتابعة بيده اليسرى، ووجّه اهتمامه إلى مجال التأليف الموسيقي.

وفي الـ20 من عمره (1958) استدعته إذاعة بي بي سي البريطانية بفرعها في لبنان، وتعاقدت معه على تلحين 40 أغنية و13 برنامجاً، فكان ذلك أول عمل رسمي له بأجر بلغ 3900 ليرة لبنانية.

كان عام 1962 محطة رئيسة في حياة الراحل؛ فقد بدأ فيه التعاون مع المغنّين المعروفين، بأغنية «ما أحلاها» للمغني نصري شمس الدين، وبدأ العمل كمخرج ومستشار موسيقي في إذاعة لبنان، وتعرّف على حبيبته «نينا خليل» وتزوجها.

بقي في إذاعة لبنان حتى 1972، واشتغل أيضاً منتج موسيقي لدى شركات منتجة للأسطوانات. وفي 1976 سافر مع عائلته إلى باريس.

أتحف الراحل الرحباني العالم بمئات من الأعمال الموسيقية، أسهمت في ثراء ورقيّ الفنون العربية خلال القرن الـ20.

تلقى خلال حياته جوائز عدة، منها: جائزة مسابقة شبابية في الموسيقى الكلاسيكية 1964، جائزة عن مقطوعة La Guerre Est Finie في مهرجان أثينا عام 1970، شهادة السينما في المهرجان الدولي للفيلم الإعلاني في البندقية عام 1977، الجائزة الثانية في مهرجان لندن الدولي للإعلان عام 1995، الجائزة الأولى في روستوك بألمانيا عن أغنية Mory، وجوائز في البرازيل واليونان وبلغاريا. وعام 2000 كرّمته جامعة بارينغتون في واشنطن بدكتوراه فخرية، وكذلك جامعة أستورياس في إسبانيا.

وفي عام 2004 نُصّب عميداً لأكاديمية روتانا لتعليم الغناء، بداية تأسيسها؛ لكنه استقال منها بعد مدة قصيرة، بمبرر أن قرارات اتخذت بدون استشارته.