الاحد - 12 مايو 2024
الاحد - 12 مايو 2024

«بودي جارد» عادل إمام.. شاهد من القرن الماضي «شاف كل حاجة»

«بودي جارد» عادل إمام.. شاهد من القرن الماضي «شاف كل حاجة»

عادل إمام

10 سنوات تقريباً انقضت على انتهاء عرض مسرحية «بودي جارد»، آخر مسرحيات نجم الكوميديا عادل إمام، وهي المسرحية التي ظلت تعرض لعشر سنوات تقريباً، منذ نهاية التسعينيات، حتى توقفت فجأة في 2010، دون سابق إنذار، ودون أمل بالعودة، أو بعرضها مصورة على الفضائيات، كما كان يحدث عادة مع أعمال عادل إمام فور اتخاذ قرار إنهاء العرض والانتقال إلى مشروع مسرحية جديدة.



على مدار نصف قرن تقريباً احتل عادل إمام عرش الكوميديا المصرية منذ تألقه في المسرحية الأسطورية «مدرسة المشاغبين» التي شارك فيها مع نخبة من نجوم المستقبل في ذلك الوقت أحمد زكي وسعيد صالح ويونس شلبي وهادي الجيار، وظلت تعرض لسنوات بنجاح ساحق ثم بنجاح أكبر على التليفزيون المصري.



ولو أن هناك جهازاً لقياس نسبة الكوميديا وضحك المشاهدين في العروض المسرحية والسينمائية، فمن المؤكد أن «مدرسة المشاغبين» ستحتل المركز الأول بفارق كبير كأكثر عمل مضحك في تاريخ الكوميديا العربية، ولا تزال هذه المسرحية تحظى بالضحكات الهيستيرية كلما عرضت بعض مقاطعها على الفضائيات.

بعد «مدرسة المشاغبين» تحول عادل إمام إلى «سوبر ستار» في السينما من خلال عدد كبير من الأفلام، وفعل الشيء نفسه في المسرح لكن من خلال عدد محدود جداً من الأعمال كان كل منها يعرض لأكثر من 10 سنوات، بدأها «شاهد ما شافش حاجة» ثم «الواد سيد الشغال» في الثمانينيات، ثم «الزعيم» وأخيراً «بودي جارد».

مسرحياته الثلاث الأولى عرضت عقب انتهائها على التليفزيون، محققة نجاحاً كبيراً، رغم أن علامات الزمن تركت أثرها باطراد على هذا النجاح. فمع حلول التسعينيات وانتشار الفضائيات وظهور موجة المضحكين الجدد في السينما وانحسار شعبية المسرح تدريجياً راح الإقبال على مسرحيات «الزعيم» يتراجع، نسبياً، رغم أنه ظل كبيراً ومتصدراً دائماً.

لكن الأزمة بدأت خلال السنوات الأخيرة من عرض «بودي جارد»، مع تراجع الإقبال بشكل ملحوظ ما دفع صناع العمل إلى الإعلان عن إنهاء عرضها فجأة في منتصف 2010، وبعدها تغيرت أمور كثيرة في البلد أدت، من بين ما أدت، إلى دخول المسرحية في جب النسيان أو الإهمال، خاصة أنه لا توجد فصول ولا مقاطع منها على الإنترنت تذكر الناس بوجودها.



ومرت السنوات قبل أن تخرج فجأة «تويتة» على لسان رئيس هيئة الترفيه السعودية المستشار تركي آل الشيخ عن شراء المسرحية وقرب عرضها على منصة "شاهد vip " قريباً.

البعض كان يعتقد أن المسرحية لم يتم تصويرها للعرض التلفزيوني، ولكن الحقيقة أن التصوير جرى قبل سنوات من انتهائها، ويبدو أن مرض ووفاة منتج المسرحية سمير خفاجي والمشاكل الخاصة بحقوق العرض كانت وراء تأجيل بيعها إلى اليوم.

الخبر أسعد عشاق عادل إمام خاصة أن «بودي جارد» هي آخر تجارب الفنان الكبير على المسرح، ومن المستبعد أن يكون هناك مشروع مسرحية جديدة نظراً لحالته الصحية وتقدمه في السن بشكل يصعب معه الوقوف على المسرح يومياً. كما أنها تضم عدداً آخر من الفنانين الذين رحلوا أو اعتزلوا.





وتروي مسرحية «بودي جارد» التي كتبها يوسف معاطي قصة سجين بسيط الحال يدعى «أدهم» يلتقي في السجن مع رجل أعمال (مشبوه) اسمه سعد يقوم بتكليف «أدهم» بالعمل كحارس شخصي لزوجته «عائشة»، وكعادة أعمال عادل إمام يناقش موضوع الفوارق بين الطبقات وينحاز للبسطاء، الذين ينجحون عادة في نهاية هذه الأعمال في الحصول على المرأة الجميلة والمال، بينما يذهب الأثرياء المجرمون إلى السجن.



مقارنة «بودي جارد» بمسرحيات إمام السابقة لن يكون في مصلحتها بالتأكيد، والمسرحية التي بدأ عرضها في نهاية الألفية الثانية وهي من بطولة عزت أبوعوف وسعيد عبدالغني وشيرين سيف النصر، وإخراج رامي إمام، تحمل آثار الصراع الاجتماعي في مصر الذي بدأ خلال التسعينيات ووصل إلى المواجهة الشاملة في 2011، وهي محملة بالنقد السياسي الذي ميز أعمال عادل إمام في السينما خلال تلك الفترة، لكنها من ناحية ثانية تفتقد الكوميديا البريئة الصاخبة التي نجدها في «الواد سيد الغلبان» أو «شاهد ما شافش حاجة».

رغم أي شيء فإن خروج «بودي جارد» إلى النور أخيراً هو واحد من أجمل الأخبار الفنية التي شهدتها الساعات الأخيرة من عام 2020، ولا بد أن عشاق الكوميديا وعادل إمام يتلهفون لمشاهدتها في أقرب وقت ممكن.