السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

نقاد: المقارنة تطيح بدراما «الريمكس» وغياب الابتكار سبب عودتها

نقاد: المقارنة تطيح بدراما «الريمكس» وغياب الابتكار سبب عودتها

مشهد من فيلم بين السماء والأرض.

حدد نقاد التحدي الأكبر الذي يواجه دراما الريمكس التي عادت مرة أخرى إلى الواجهة بعد انطلاق أعمال تصوير مسلسل «بين السماء والأرض» المأخوذ عن قصة تحمل الاسم نفسه لروائي نوبل نجيب محفوظ، مشيرين إلى أن المقارنة بين العمل الأصلي والريمكس أكثر العقبات التي تواجه صناع الأخير.

وأكد نقاد لـ«الرؤية» أن المشكلة في هذا النمط من الأعمال الذي يعتمد على إعادة إنتاج أعمال قديمة، سبق عرضها، ولكن برؤية وتقنيات عصرية، لا تقف فقط عند المقارنة بين أداء الشخصيات، بل تمتد إلى القصة الأصلية والمقتبسة، وإخراج العمل الأصلي و«الريمكس»، والسيناريو والحوار والديكور، مشيرين إلى أن سبب ظهور هذه المسلسلات افتقاد الابتكار، والنص الدرامي الجيد، خصوصا، مشيرين إلى أن التجربة العملية اثبتت عدم نجاح معظمها.

في المقابل اشاروا إلى أن نجاح هذه الأعمال يعتمد على عاملين: الأول هو فريق العمل، حيث يتوجب، لضمان نجاح المسلسل، على صناع العمل اختيار الأبطال بدقة وعلى قدر عالٍ من التمكن، أما العامل الثاني، فهو الظرف الزمني، وإلى اي مدى لا يزال مناسباً لتقديمه.



تحدٍ وحلم

وانطلق تصوير مسلسل «بين السماء والأرض» أواخر ديسمبر الماضي، وكانت القصة قد قدمت في فيلم سينمائي قبل 60 عاماً حمل أيضاً نفس الاسم، بطولة هند رستم وعبدالسلام النابلسي ومحمود المليجي وعبدالمنعم إبراهيم، وعبدالمنعم مدبولي. وكتب له السيناريو والحوار السيد بدير، وأخرجه صلاح أبوسيف.

الشركة المنتجة للمسلسل، «سينرجي»، اتفقت مع المؤلف إسلام حافظ على كتابة سيناريو المسلسل، الذي أكد في تصريحات صحفية أن المسلسل يعتبر تحدياً وحلماً قديماً له، لأنه يريد أن يعرّف الأجيال الجديدة بأدب نجيب محفوظ، مشيراً إلى أن المسلسل سيكون مختلفاً عن الفيلم، ويقدم رؤية جديدة للقصة الأساسية التي تدور أحداثها بالكامل في مصعد معطل.



يتولى بطولة المسلسل، الذي يعرض في رمضان المقبل، الفنان هاني سلامة، الذي يعود بعد غياب عام عن دراما رمضان، فيما يعيد المسلسل الفنانة ليلى علوي للموسم الرمضاني بعد غياب 4 أعوام عن الدراما، بينما كانت الفنانة سوسن بدر آخر المنضمين لطاقم عمل المسلسل.

الإعلان عن المسلسل يمثل عودة لمسلسلات إعادة التقديم أو «الريمكس»، والتي كان آخرها مسلسل «الطوفان» الذي تم عرضه في عام 2017، وذلك بعد تأجيل مسلسل «حتى لا يطير الدخان»، الذي كانت شركة «العدل» للإنتاج الفني تنوي تقديمه العام الماضي، من بطولة الفنان «مصطفى شعبان» وتم تأجيله بعد تعاقد شعبان على مسلسل «عش الدبابير».





عاملان للنجاح

يرى الناقد الفني رامي متولي، أن الأعمال الفنية المعتمدة على «الريمكس» أو إعادة التقديم ليست موجة ولا تقتصر على فترة محدودة، وإنما موجودة طوال الوقت في مصر بل حتى في هوليوود.

لكنه يعتقد أن نجاح هذه الأعمال يعتمد على عاملين: الأول هو فريق العمل، حيث ستكون هناك مقارنة بين أبطال العمل الأصلي والعمل الريمكس.

ولضمان نجاح المسلسل، يؤكد متولي ضرورة اختيار أبطال العمل بدقة شديدة ليكونوا مناسبين له، وعلى قدر عالٍ من التمكن، حتى إذا ما تمت مقارنتهم بالأبطال الأصليين للعمل لا يقدمون صوراً باهتة.

أما العامل الثاني، في رأي متولي، فهو الظرف الزمني، وهل هو مناسب لتقديم هذا العمل أم لا؟ مستشهداً على ذلك بفيلم «رد قلبي» الذي طرح بعد ثورة يوليو، وكان الظرف الزمني والتاريخي مشحوناً بالأحداث التاريخية والسخط على الملكية، لذلك نجح الفيلم.

لكن عندما أعيد تقديم القصة في مسلسل فشلت التجربة لأن الظرف التاريخي لم يعد مناسباً لتقديمها مرة أخرى، بحسب متولي، الذي دعا المنتجين الراغبين في تقديم مسلسل «ريمكس» إلى مراعاة الظرف الزمني بصورة دقيقة.





شبح التقليد

لا يستطيع أن يحكم الناقد محمود مهدي إنْ كانت دراما «الريمكس» ستصبح موجة خلال الفترة المقبلة، إلا أنه اعتبر فكرة إعادة تحويل عمل سينمائي ناجح إلى آخر درامي، سواء في مصر أو على الساحة الفنية العالمية، أمراً محبطاً بالنسبة له، عازياً ذلك إلى أنه يفضل الابتكار، خاصة أنه لا يذكر مسلسل «ريمكس» جيداً.

وأكد مهدي أن وضع الدراما حالياً سيئ من حيث الأفكار المبتكرة أو المستوى الفني، لذلك يرى أن مسلسلات الريمكس ستساعد على استمرار هذا الوضع.

لكنه استدرك متمنياً أن يكون مسلسل بين السماء والأرض مختلفاً، ويقدم مستوى جيداً برؤية درامية جديدة.

يعتقد مهدي أن التحدي الأكبر أمام نجاح مسلسلات «الريمكس»، يكمن في إبعاد شبح التقليد عن عيون المشاهد، فالتحدي الأساسي هنا ليس فقط في المقارنة بين الشخصيات، بل يمتد إلى القصة الأصلية والمقتبسة، وإخراج العمل الأصلي و«الريمكس».





خلفيات سابقة

ويتفق الناقد أندرو محسن مع سابقيه في أن التحدي الأكبر أمام أي عمل «ريمكس» يكمن في المقارنة، مشيراً إلى أنه وكونه ناقداً يحاول رؤية العمل من دون خلفيات سابقة، لكن المشاهد العادي لا يستطيع أن ينفصل عن ذكريات مشاهدته للعمل الأصلي.

ويدعو محسن أي صانع عمل يقرر إعادة تقديم عمل آخر، إلى أن يضع نصب عينيه المقارنات التي سيعقدها الجمهور، لافتاً إلى أن نجوماً كباراً لم يستطيعوا تجاوز تحديات المقارنة في أعمالهم، وهو ما تسبب في فشل هذه الأعمال.

وأوضح محسن أن هناك تحدياً آخر أمام العمل وهو تفادي «المط»، لصنع أحداث تجعل القصة تناسب مسلسلاً درامياً، لأن مدة الفيلم تكون في الغالب ساعتين فقط، بينما المسلسل يزيد على 15 ساعة في حالة الـ30 حلقة وهو السائد في العرض الرمضاني.

وأكد الناقد الفني أن على المؤلف خلق أحداث جديدة لا تكون مختلقة أو خارج السياق الدرامي الأساسي للبعد عن التطويل، وهو التحدي الأهم أمام مسلسل «بين السماء والأرض» المقتبس من فيلم تدور كل أحداثه في مصعد مغلق.