الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

شيماء فتاة مصرية تتعلم الرسم وفاءً لذكرى والدها

«ابن الوز عوام» هكذا يقولون، ربما كانت مقولتهم صحيحة، فالبعض منا يتأثر فعلياً بمهن الآباء وحتى مواهبهم، تبقى جينات الآباء أو جزء منها فينا، وتظهر ملامحهم طباعهم وحتى مواهبهم، حب الرسم كان نصيب الشابة المصرية شيماء عز من والدها، فهي كانت الابنة التي ترى والدها يرسم في وقت فراغه أثناء إجازاته السنوية القليلة التي كان يزور خلالها مصر قادماً من ليبيا حيث يعمل مهندساً معمارياً.

هواية كان يمارسها بعفوية لكن طقوسه في ممارستها انتقلت لابنته الصغرى، لكن الأب لم يكن لديه الوقت الكافي لتعليمها كل ما يعرفه، ومع تقدمه في العمر واستقراره في مصر ظنت الفتاة أنه قد حان الوقت لتتعلم أكثر عن الرسم ويُساعدها الوالد في تعلم موهبة تمارسها بشغف منذ الطفولة لكن ينقصها «التكنيك»، لكن تأتي الرياح غالباً بما لا تشتهيه السفن، فقد مرض الوالد وفقد بصره ولم يعد قادراً على تعليم ابنته الرسم، لكنها كانت تستغل وجوده وإحساسه بها، فتجلس بجواره لترسم لوحاتها، لكن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة لها فقررت تعلم الرسم بـ«كورسات» خاصة بعد وفاة والدها، فكان الرسم هو الرابط بينه وبينه ووسيلتها لتذكره إلى الأبد.

وتقول شيماء لـ«الرؤية»: «من صغري كنت أحب الرسم الذي عرفته من والدي، أحببت الرسم بقدر ما أحببت أبي، كان وسيلتي لتذكره في رحلات سفره الكثيرة، وعندما كان يأتي في إجازاته لم يكن لديه الوقت الكافي ليُعلمني، ورغم دراستي في كلية الآداب بأسيوط، لم أتخلَّ عن شغفي، وكنت أقوم بتعليم الأطفال الرسم في قصر ثقافة أسيوط».

وتتابع «خلال فترة كورونا في موجتها الأولى وساعات الحظر الطويلة، كانت وسيلتي لتعليم نفسي الرسم بشكل أكبر، فكنت أستخدم اليوتيوب للحصول على طرق جديدة وتعلم تكنيكات مختلفة في الرسم».

عملها في قصر ثقافة أسيوط جعلها تحتك أكثر بالرسامين وهو ما أكسبها خبرة كبيرة، فشاركت في 3 معارض مُختلفة وحصلت على جوائز مُتعددة، والحصول على ورش فنية أكسبها خبرة كبيرة أيضاً.

وتضيف «أكثر ما يُميز عملي هو طابعه الخاص وروح الرسمة» فأنا أتخيل رسوماتي بعد قراءة رواية أو مشاهدة فيلم أو موقف رأيته ثم أرسمها على الورق، إضافة لكوني لم أتخصص في نوع معين في الرسم، فتعلمت وجربت كل الألوان بالفحم وبالزيت والباستيل وغيرها، وأحاول تطوير نفسي دائماً.

تعمل شيماء على إنشاء مكان خاص بها لتعليم الأطفال الرسم، فهي تؤمن أن الرسم يمكن اكتسابه بالممارسة، فالهواية وحدها لا تكفي لتعلمه ولا بد من التطوير الدائم للموهبة وتعلم كل جديد.