الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

المغرب.. قبلة صناع الأفلام والمسلسلات العالمية

المغرب.. قبلة صناع الأفلام والمسلسلات العالمية



المسلسل الشهير «صراع العروش»، الجزء الخامس من سلسلة أفلام «مهمة مستحيلة»، فيلم «جيمس بوند-القتل ليس لعبة»، الجزء الخامس من سلسلة «بريزن بريك»، فيلم «لورانس العرب»، وغيرها من الأفلام والمسلسلات العالمية، صورت أجزاء منها في المغرب، الذي يعد قبلة لتصوير تلك الأعمال الأجنبية منذ

سنة 1919، بفضل مجموعة من عوامل الجذب، التي تتمتع بها المملكة المغربية؛ وأبرزها تنوع مناظرها الطبيعية.



وظفر المركز السينمائي المغربي (مؤسسة رسمية تعنى بالسينما وبالإنتاج السمعي البصري في المغرب)، مؤخراً، بثاني أضخم عقد خاص بتصوير عمل سينمائي أجنبي في المغرب، بقيمة 200 مليون درهم مغربي (حوالي 20 مليون دولار أمريكي)، مع شركة إنتاج أمريكية، بحسب ما كشف عنه المركز.





عوامل الجذب

بدأ تصوير الأعمال الأجنبية في المغرب مع الفيلم الفرنسي «مكتوب» لجون بانشون ودانييل كانتان، الذي تم تصويره في مدينة طنجة (شمال المغرب) سنة 1919.

ويعود اختيار صناع الأفلام والمسلسلات العالمية للمغرب، من أجل تصوير أجزاء من أعمالهم فيه، إلى توافره على مختلف أنواع مواقع التصوير، التي يمكن أن يحتاج إليها أولئك الصناع.

وبحسب المركز السينمائي المغربي، فإنهم يجدون في المملكة المغربية الجبال المكسوة بالثلوج، والصحاري المفروشة بالرمال، وقصور ألف ليلة وليلة، والبنايات العصرية، والقصبات، والفيلات الكاليفورنية، والمطارات العصرية، وقرى الصيادين، والطرق السيارة، ومدارج هبوط الطائرات في قلب الصحراء، وغيرها من مواقع التصوير الأخرى.





ولا تقدم تلك الأعمال مواقع التصوير في المغرب على أساس أنها مناطق مغربية فقط، بل تقدم أيضاً وكأنها مناطق في دول أخرى؛ روما القديمة في فيلم «كَلَادْيَيْتُرْ»، والفلوجة العراقية في فيلم «قناص أمريكي»، والصومال في فيلم «سقوط الصقر الأسود»، ومصر في فيلمي «مهمة كليوباترا» و«نزهة عند أوزيريس»، والمملكة الخيالية «لويستيروس» في مسلسل «صراع العروش»، والنماذج كثيرة.

ويوضح المركز المذكور، عبر موقعه الإلكتروني، أن هناك عوامل جذب أخرى؛ من بينها المساهمة الفعالة لكافة مؤسسات الدولة الرسمية، بما فيها القوات المسلحة الملكية، وسلاح الجو الملكي، والبحرية الملكية، ورجال الدرك الملكي، والأمن الوطني، وتسهيل عملية الاستيراد المؤقت للأسلحة والذخيرة اللازمة لتصوير الأفلام، والتخفيضات التي تمنحها الخطوط الملكية المغربية للنقل الجوي للأشخاص والمعدات، إلى جانب التسعيرة الرمزية الخاصة بتصوير المواقع والمعالم التاريخية، والإعفاء الضريبي على كافة المقتنيات والخدمات المحصل عليها في المغرب، إضافة إلى إحداث أقسام في المركز السينمائي المغربي، من أجل تسهيل الإجراءات، والتواصل مع الإدارات والسلطات المعنية بالتصوير.

ومن أجل ازدهار هذا القطاع الحيوي، قام العديد من المستثمرين المغاربة والأجانب بإنشاء استوديوهات مجهزة بشكل تام للتصوير، في كل من الدار البيضاء و ورزازات (الجنوب الشرقي للمغرب)، وهي استوديو «أطلس»، وستوديو «كان زمان»، وستوديو «سينيدينا»، وستوديو «إستر أوندروميدا»، وستوديو «كلا». وقام ملك المغرب، محمد السادس، بتدشين استوديو «سينيسيتا» في مدينة وارزازات سنة 2005.

وصنفت اليومية البريطانية «ذو غارديان» المغرب، في أبريل 2015، أفضل ثاني وجهة عالمية لتصوير الأفلام.





عائدات ضخمة

توفر هذه الصناعة آلاف فرص الشغل بالنسبة للمغاربة، خصوصاً في مدينة ورزازات، التي تحولت إلى «هوليوود إفريقيا والعالم العربي».

وبلغت مداخيل المغرب من تصوير الأفلام الأجنبية على أراضيه 667 مليون درهم مغربي (حوالي 75 مليون دولار أمريكي) سنة 2019، بحسب ما كشف عنه المركز السينمائي المغربي. ويعرف الرقم تطوراً سنة تلو الأخرى، إذ كان 60 مليون دولار في سنة 2018، و48 مليون دولار في السنة التي قبلها.