الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

«اللعبة2ـ ليفيل الوحش».. الحوار يصنع كوميديا المواقف الطريفة



كثيرة هي الأعمال الدرامية الكوميدية التي عرضت خلال العام الماضي، لكن القليل جداً منها استطاع أن يجذب المشاهدين، وينال رضاهم، في وقت عزت فيه الضحكة والإحساس بالرضا. وعلى رأس هذه الأعمال القليلة يأتي مسلسل «اللعبة»، الذي حقق نجاحاً فارقاً.

حظي المسلسل بنسبة مشاهدات عالية ومراجعات نقدية إيجابية، دفعت صناعه إلى إنتاج جزء ثانٍ تحت عنوان «اللعبة 2- ليفل الوحش»، بدأ عرضه الأسبوع الماضي على منصة «شاهد VIP»، محققاً نسبة مشاهدات قياسية حتى الآن.





مسابقات خيالية

تقوم فكرة المسلسل على لعبة مسابقات خيالية بين صديقين مهووسين بالتنافس والتفوق في أي لعبة، وهي فكرة تعطي للعمل تشويقاً شبيهاً ببرامج المسابقات العجيبة.

اهتمت الكتابة بصنع شخصيات كثيرة طريفة يتعاطف معها المشاهد عبر حوار ذكي، لا يعتمد على «الإيفيهات» اللفظية بقدر ما يعتمد على تفجير الكوميديا من الموقف ومن طبائع الشخصيات، وصولاً إلى اختيار الممثلين الموفق، وجودة العناصر الفنية المختلفة، من تصوير وموسيقى وديكورات وألوان تحت قيادة المخرج معتز التوني.



انتهى الجزء الأول من المسلسل باكتشاف كل من الصديقين مازو (هشام ماجد) ووسيم (شيكو) شخصية الرجل المجهول، الذي كان يرسل لهما التحديات والجوائز ويتخلصان منه، ومن اللعب الذي كاد يدمر حياتيهما الزوجية والعملية.

ويبدأ الجزء الثاني بخروج مازو من مصحة للعلاج من إدمان اللعب، ليكتشف هو ووسيم أن زوجتيهما، شيماء (مي كساب) وإسراء (ميرنا جميل) تتنافسان في ألعاب مماثلة، بعد أن كانتا تشتكيان من إدمان زوجيهما للعب في الجزء الأول، وأن هناك امرأة مجهولة ترسل إليهما التحديات. وهكذا يعود الاثنان إلى اللعب مجدداً وقد انضمت إليهما الزوجتان وبقية الأصدقاء القدامى، ليشكلا فريقين مستعدين لعمل أي شيء في سبيل الفوز.





إضافات

لا يكتفي «اللعبة 2» بتكرار فكرة الجزء الأول ولكنه يضيف بعض العناصر الجديدة وعلى رأسها الاستعانة بضيوف شرف وممثلين جدد ينضمون للمسلسل والمسابقات، منهم رانيا يوسف التي تلعب دور جارة جميلة يتسابق كل من مازو ووسيم على الفوز بقلبها، في إطار أحد تحديات اللعبة، ويتزوجها وسيم بالفعل بموافقة زوجته!

تبدو التحديات أحياناً عبثية وساذجة للغاية، مثل تحدي عدم الضحك أو الابتسام لمدة يوم كامل، حيث يتسابق كل فريق على إضحاك الفريق الآخر وعدم الاستجابة لمحاولات الفريق المنافس لإضحاكهم، ولكن رغم عبثية الفكرة وسذاجة كتابتها استطاع فريق الممثلين أن يشيع جواً من المرح معدياً للمشاهد بالضرورة.



ارتياح فني

في الجزء الثاني يبدو وكأن أعضاء فريق العمل اعتادوا العمل معاً، وأن نجاح الجزء الأول يجعلهم مرتاحين، وبالتالي يمثلون بأريحية وتلقائية أكبر. وينطبق ذلك على الكوميديانات المخضرمين مثل سامي مغاوري ومحمد ثروت وأحمد فتحي أو غير الكوميديانات مثل ميرنا جميل ورانيا يوسف التي نادراً ما تلعب هذا النوع من الشخصيات الكوميدية.

ومن أهم ملامح الجزء الأول التي تبرز أكثر في الجزء الثاني عدم الاعتماد على البطلين الرئيسيين فقط، كما نرى في الكثير من الأعمال الكوميدية، ولكن تقريباً كل الممثلين في «اللعبة 2» لديهم شخصيات مكتملة وواضحة المعالم ومساحات كبيرة من التمثيل، وفي الوقت نفسه لا يحاولون خطف الكاميرا أو «الاستظراف» أكثر مما يحتمل الحوار والمشهد. وبالرغم من أن العمل يدور حول التنافس المذموم واللعب المرضي إلا أن فريق المسلسل أبعد ما يكون عن الدخول في هذه الألعاب الخاسرة.

المسلسل شارك في كتابته عدد من الشباب الموهوبين ضمن ورشة كتابة يشرف عليها فادي أبوالسعود.