الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

سيف المزروعي.. أسد الجبال وقاهر الثعابين السامة والذئاب البرية

سيف المزروعي.. أسد الجبال وقاهر الثعابين السامة والذئاب البرية
لم تأتِ مهارة الإماراتي المعروف بـ"أسد الجبال"، في الوثب بين التلال والرشاقة في التنقل بين سفوح الجبال، والمهارة في صيد الثعابين السامة والثعالب والذئاب البرية، والذي شغل أخيراً سوشيال ميديا، من فراغ، وهو الذي ولد وكبر بين أحضان الجبال الشاهقة.



ووصف سيف علي راشد المزروعي "54 عاماً"، الحياة في أحضان الجبال، بأنها سبب الطمأنينة والسكينة، بعيداً عن صخب المدينة وضجيج الحياة المعاصرة، مؤكداً أنها بيئته التي تربى وكبر فيها ولن يفارقها أبداً.



وتمكن أسد الجبال، من ترويض الأودية والسلاسل الجبلية الشاهقة وشديدة الوعورة، حيث سبر أعماقها وكشف أسرارها، ورفع علم دولة الإمارات على قممها على مدار 40 عاماً.



ولد المزروعي في غرفة مبنية من الحجارة في عمق جبال منطقة الغيل، 45 كم إلى الجنوب من إمارة رأس الخيمة، في عام 1966، وما زال يسكنها حتى يومنا هذا.



وأكد المواطن الإماراتي والذي يطلق عليه اسم "اخدمّ بو رشود"، تمسكه بأصالة الآباء والأجداد من أهل الحجر، عبر تجواله في الأودية وتسلق الجبال الشاهقة، ونثر الحبوب على قممها لإطعام الطيور.



وأشار إلى أنه يصنع طعامه من الخبز العربي المعروف بالقرص، ويحصد العسل من الكهوف، ويستخرج الماء العذب من الأودية، والتي يستخدمها في ري مزارعه الصغيرة المقسمة على شكل "وعوب" والمكونة من العديد من الأشجار المثمرة في استراحته الخاصة الواقعة على أطراف الأودية وبين سفوح الجبال.



"الرؤية" خاضت تجربة الحياة الجبلية برفقة المزروعي، لتنقل تفاصيل من حياة الرجل الذي ذاع صيته مؤخراً على وسائل التواصل الاجتماعي، وطريقة حياته التي ترتبط بأصالة أهل الحجر.

أشار بو رشود إلى أنه اكتسب شهرته بمغامراته وتقليعاته في الجبال، فضلاً عما عرف به بعبارة يرددها على الدوام "اخدم بو رشود"، والتي تحكى باللهجة المحلية إيعازاً بإنجاز العمل بمشاعر من الحماس.



وقف المزروعي خلال الجولة على أطلال عائلته، حيث كانت تعيش قبل قيام الاتحاد في منطقة تعرف باسم "السقيبة" وسط الجبال، والتي كانت تبعد عن رأس الخيمة في حينها مسافة مسير يمتد لأربعة أيام ذهاباً وإياباً، والمبنية من الحجارة الحمراء الصلبة، بجوار نبع ماء يسقي مزارع النخيل والأغنام ويسد حاجة ساكني الجبال والرحالة.

ولفت ابن رشود إلى أنه أسس استراحة خاصة في عمق الجبال، تغلبها البساطة وروح الماضي، مبيناً أنه يأتيها فجر كل يوم، لتكون نقطة الانطلاق لرحلته اليومية، يصنع فيها الطعام ويشرب الماء قبل الرحيل.



ويعتبر "العسل الجبلي" وجبة بورشود الرئيسية يومياً، حيث تمده بالطاقة والإيجابية التي تحفزه على تسلق الجبال، مشيراً إلى أنه لم يأكل في حياته من مطعم، ولم يتذوق "الوجبات السريعة" مطلقاً.



وأكد المزروعي نفوره من صخب المدنية وضجيجها، حيث اعتزلها في الجبال، كما أنه لا يحب السفر، إذ إنه يفضل الحياة التقليدية التي تتسم بالبساطة والهدوء، منوهاً بتمسكه منذ 40 عاماً بأساليب الحياة التي عاشها آباؤه وأجداده، عبر تنقله برفقة عصاه بين الأودية والجبال التي كشفت له خفاياها.



ونوه أسد الجبال إلى أن استراحته أصبحت وجهة للسياح من داخل الدولة وخارجها، إذ ترده مئات الرسائل لزيارته ومرافقته في رحلات جبلية، لممارسة متعة الاكتشاف والتنقل.



وذكر أنه تعلم تسلق الجبال منذ الصغر حين كان يرافق والده في رحلاته اليومية بين الجبال لجمع العسل، ليتعرف من وقتها على أسرار الجبال.