مُنذ أن كان في عمر الـ18 شعر الشاب المصري محمد الهواري بأن لديه موهبة ما، يجب عليه تطويرها، خصوصاً أن أنامله كانت تُبدع في تشكيل مجسمات من الخشب الذي يحصل عليه من ورش النجارة الكثيرة في منطقته السكنية.
ومع تطور موهبته ونحته على الخشب تماثيل كرتونية بأشكالها الحقيقية قرر المُضي قُدماً فيها رغم أنه لم يدرس الفن، ودرس هندسة الميكانيكا، لكن ذلك لم يمنعه من ممارسة موهبته في النحت.
ويقول الهواري لـ«الرؤية»: «يتواجد في المنطقة التي أعيش عدد كبير من ورش النجارة، وكنت أُجيد تشكيل التماثيل من الخشب خصوصاً الشخصيات الكرتونية، البداية كانت تجربة لأنني شعرت بأن لدي موهبة صناعة المُجسمات لها».
ويتابع: واستأذنت صاحب إحدى الورش وجربت صناعة المُجسمات من الخشب وكانت النتيجة مُبهرة بالنسبة لي، وكان تمثال أم كلثوم أول التماثيل التي بدأت بصناعتها، لكنها لم تكن بجودة عالية لكنني سأعيد صناعة تمثال مجسم بالحجم الطبيعي لها.
ويُضيف: «أحببت الأمر واتخذته مهنة لي وقررت شراء أدوات لصناعة المُجسمات من الخشب وبدأت بقطع الخشب الصغيرة».
تماثيل الهواري الخشبية لاقت رواجاً كبيراً في منطقته السكنية والأحياء المجاورة لها، لكن موهبته لم يكن لها حد ولم تقف عند تصنيع الخشب وتشكيله فقط، بل امتدت لنحت تماثيل باستخدام الطين ليكتشف موهبة أخرى لديه وهي النحت.
ويتابع: «أثناء تسويقي للتماثيل الخشبية تعرفت على ورش الفيبر جلاس والمجسمات الكبيرة، ومنها تعلمت فنون النحت على الطينة والقوالب الرابر التي تعلمتها، وعند انتهائي من دراستي قررت الاستمرار في مجال نحت المُجسمات، وأنشأت ورشة خاصة بذلك في منزلي».
ويُشير «صناعة ألعاب الأطفال المُجسمة من الفيبر جلاس أو الرابر تختلف بشكل كبير عن أي مُجسم آخر، حيث أختار الشخصيات الأكثر قرباً من الأطفال وهذا يتطلب مُتابعة كل أفلام الكرتون الحديثة واختيار الشخصية البطلة لجعلها مُجسماً، بعد الاختيار تأتي مرحلة النحت على الطين ثم القوالب المصنوعة من الفيبر جلاس أو الرابر ثم مرحلة عزل القالب».
بعد صناعة التمثال تأتي مرحلة تركيب الشاسيه الحديد وميكانيكا اللعبة وهو الجزء الذي تدعمه دراسة الهواري للميكانيكا وعن ذلك يقول: «حالياً أقوم بعمل ميكانيكا للعبة لكي يستطيع الطفل اللعب بها وتحريكها.«
وأشار المهندس المصري إلى أن العمل على الطين أسهل من الخشب، حيث تكون مساحة التغيير كبيرة سواء بالحذف أو الزيادة، لكن التعديل في الخشب محدود، لذلك يحاول تدريب نفسه على تشكيل المعادن لأنها الأصعب.
بخلاف ألعاب الكرتون، يقدم الهواري مجسمات للفنانين مثل إسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصري وعادل أدهم، وجميعها بداية لمشروع كبير يعمل عليه لصناعة مجسمات لعدد كبير من الفنانين.