الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

مرشحون لجوائز «الأبطال المجهولين»: إنسانية الإمارات حفزتنا على مواجهة الوباء بكل ثبات

شيماء يحيى ـ دبي

وصف مرشحون للتكريم من قبل مبادرة «الأبطال المجهولين» التي تستهدف تكريم الفئات المساندة لخط الدفاع الأول، تضحياتهم في مواجهة وباء كورنا، بأنه نوع من رد الجميل للإمارات، مؤكدين أن إنسانية الإمارات حفزتهم على مواجهة خطر الوباء بكل ثبات، مشيرين إلى أن الدولة رسخت فيمن يعمل على أراضيها ثقافة مد يد العون لكل محتاج بغض النظر عن جنسه ولونه، معتبرين سياسة الدولة قدوة للعمل التطوعي والخيري ومثالاً يحتذى في تقديم الدعم المتواصل في القضايا الإنسانية.

وتستهدف«الأبطال المجهولون» تكريم الفئات المساندة لخط الدفاع الأول في كل أنحاء الوطن العربي، وإبراز دورهم في التعامل مع جائحة كورونا وتحفيزهم على مواصلة مهمتهم التي فرضتها عليهم طبيعة وظائفهم.

واتخذت المبادرة التي أطلقتها شركة «أكيوميد» بالتعاون مع «جمعية الإمارات للصحة العامة»، من الإمارات مقراً لانطلاقها، واستقبال الشخصيات المرشحة، من الأبطال الداعمين لخط الدفاع الأول ومن بينهم موظفو الاستقبال بالمستشفيات، والعاملون في أقسام التأمين الصحي وموظفو الحراسة بالمستشفيات، وعمال النظافة والتعقيم بالإضافة لسائقي سيارات الإسعاف، وغيرهم من مختلف الفئات الوظيفية.



قصص البطولة


وتتعدد القصص التي استقبلتها المبادرة والتي اطلعت عليها «الرؤية»، ومنها قصص حملت العديد من المعاني الإنسانية ومشاعر الحب والرحمة التي غلفت القلوب. وقد أجمع المرشحون على أن إنسانية الإمارات كانت دافعهم الأول والأخير للعمل بجد في ظل هذا الوباء.

يقول المرشح أوزما جافيد، اختصاصي العلاج الطبيعي بدبي: «مع تفشي الوباء اخترت تغيير دوري الوظيفي، ووهبت وقتي لأتعاون مع زملائي في مواجهة الجائحة، والتعامل مع الحالات المشتبه بها والمصابين. وحرصت على تدريب نفسي من الصفر حتى أصبحت جزءاً من الفريق المتعامل مع جائحة كورونا، وأكملنا دورنا في الهواء الطلق في فصل الصيف في درجات الحرارة المرتفعة، وبذلنا قصارى جهدنا جسدياً وعقلياً للتعامل مع الأزمة، وعزل أنفسنا عن عائلاتنا، ولكن مهمتنا إنسانية، ما جعلنا نترك مشاعرنا خلفنا ونتعامل كأننا جنود في أرض المعركة ضد هذا الوباء».

واعتبر ما فعلوه رداً للجميل للإمارات التي تحتضن كل جنسيات العالم في بوتقة واحده تحت لافتة المحبة والتسامح وتقدم النموذج والقدوة في العمل التطوعي الذي يلهم الجميع.



درس حياتي

أكد المرشح عامل التعقيم والنظافة في عيادات بمدينة العين فيكتور أولاتكونيو أنه كان يبذل قصارى جهده للحفاظ على نظافة وتعقيم العيادات لتوفير السلامة الصحية للمرضى المترددين على العيادات والموظفين، وكانت من مهام عمله متابعة التزام الجميع بالإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار عدوى (كوفيد- 19) من التباعد الجسدي واستخدام المعقمات.

وتابع: «ورغم المحنة التي فرضتها الجائحة على الجميع إلا أنها كانت بمثابة درس حياتي مهم في التعاون المجتمعي فقد كان الجميع من الأطباء والطواقم الطبية والمواطنين والوافدين، خلية نحل مهمتها إنقاذ المرضى والمصابين ولذلك تكلل عملنا بالنجاح لأن الإمارات واجهت الفيروس بالجماعية وبالعمل التطوعي الذي يميزها عن غيرها من الدول».

وأضاف أنه أمضى ساعات صعبة في تنظيف غرف المرضى، وتعرض لخطر العدوى بالفيروس، لكن ذلك لم يمنعه من أداء الواجب خلال ذروة الأزمة بصورة يومية، ودون النظر لعدد الغرف المطلوب تنظيفها.



مواجهة الخطر


وذكر موظف الاستقبال عزيز كارول أنه سخر كل ساعات عمله في أحد مستشفيات أبوظبي للتعاون مع الفريق الطبي المتعامل مع حالات المصابين بالفيروس وذلك من خلال الرد على كل استفساراتهم وتسجيل تفاصيل بياناتهم وتوجيههم للخطوات التي يجب اتباعها للحصول على العلاج والتعافي من الفيروس.

وتابع: «أصبت بالفيروس، لكن بعد التعافي، عدت لمواصلة العمل ليل نهار، مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية التي وضعتها وزارة الصحة بالدولة، لنسهم ولو بشكل بسيط في السيطرة على الوباء».



ابتسامة خلف القناع


أما المرشح أمل نور سائق سيارة إسعاف، فقال إنه حاول تقديم مهمته على أكمل وجه والعمل خلال ذروة الأزمة لأكثر من 12 ساعة لنقل الحالات المصابة إلى المستشفى ومعاونة فريق المسعفين في حمل المصابين.

وتابع: «رغم المجهود الجسدي الكبير الذي كنت أبذله في نقل المرضى من البنايات للمستشفى، كنت أبتسم خلف القناع والكمامة، لأني وزملائي كنا نسهم في مساعدة المصابين بالفيروس لتلقي العلاج بأسرع وقت وقبل تدهور حالاتهم الصحية والحد من خطر الوباء، عملي إنساني قبل أن يكون وظيفة».



إقبال كبير

ومن جهته قال مؤسس المبادرة، والرئيس التنفيذي لأكيوميد، الدكتور أيهم رفعت لـ«الرؤية» إن المبادرة منذ إطلاقها في يناير الماضي «لاقت إقبالاً كبيراً، واستقبلت ترشيحات عدة من عدد كبير من العاملين في الوظائف المساندة لخط الدفاع الأول، من جنسيات عدة من المقيمين في الإمارات والسعودية وكل أنحاء الوطن العربي».

وأضاف أن المبادرة ستقدم مكافآت مالية وعينية لـ20 فائزاً تقديراً لجهودهم الكبيرة في مكافحة الوباء وإنقاذ المصابين والحد من انتشار العدوى، ممن قدموا قصصهم عبر الموقع الإلكتروني، ومنصات التواصل الاجتماعي لمبادرة الأبطال المجهولين، «ليتعرف المجتمع على أدوارهم وكيفية تعاملهم مع الأزمة، وتكريمهم بجوائز مالية مجموعها 30 ألف دولار، يوم 11 مارس المقبل».