الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

الأرشيف السوري.. مبادرة 3 صديقات لتوثيق الغرافيك الدمشقي

صفاء الشبلي

كندة غنّوم وسالي العسافين وحلا الأفصع، 3 صديقات سوريات قررن خوض تجربة من نوع خاص يصبغها حب من نوع خاص، هو حب الوطن، فقررن حفظ كل ما يخص التصميمات والغرافيك السورية على مر السنوات، مستغلات خبرتهن وعملهن في مجال الغرافيك.



البداية كانت من كندة غنوم (29 عاماً)، صاحبة فكرة المبادرة والتي درست تاريخ الغرافيك العربي وهو ما نمى فضولها تجاه ماضي التصاميم السورية فاتجهت لدراسة الغرافيك في بلجيكا، لكن جمع تراث التصاميم السورية يُعتبر مهمة مُستحيلة لو أتمتها بمفردها، لذا كان التواصل مع صديقتيها المقربتين والمقيمتين في سوريا، واحدة في دمشق والأخرى في حمص، سالي العسافين 29 عاماً، وحلا الأفصع 25 عاماً.



وتقول كندة لـ«الرؤية»: «دراستي لتاريخ التصاميم العربية نمى لدىّ الشغف والبحث وراء التصاميم السورية على وجه الخصوص، وعند دراستي بكلية الهندسة ببلجيكا درست بهندسة العمارة، ثم استكملت دراستي العليا مُتخصصة بالغرافيك وبدأت دراسة الغرافيك السوري، لكن وجدت أنني لا أستطيع جمع كل ما يخص الغرافيك السوري بمفردي، فقررت الاستعانة بصديقتي حلا وسالي».

مبادرة الصديقات الثلاث لجمع كل التصاميم السورية كانت مهمة شاقة، إذ تتطلب الكثير من البحث لكنها تمت بشكل سلس فبمجرد الإعلان عن المبادرة جاءت مساعدات المُهتمين من كل مكان في أرجاء سوريا.

وتُضيف كندة «عندما بدأنا جمع التصاميم وجدنا اهتماماً كبيراً من المهتمين بالمجال نفسه داخل سوريا، بدأنا الأرشيف السوري بالخطوط العربية المنتشرة في شوارع سوريا وتطورها على لافتات المحال التجارية وشوارع سوريا القديمة، وقسمناها لأكثر من مجال ما بين خطوط المطبوعات والميديا والطوابع».





هواية كندة في جمع الطوابع جعلت لديها أرشيفاً خاصاً مُميزاً استعانت به في مبادرتها، فكان ما تملكه من طوابع هو بداية صفحة أرشيفها في هذا الشأن، ثم جاء دور الإنترنت لاستكمال البحث عن المطبوعات السورية القديمة، وبعد الانطلاق جاءت مشاركات كثيرة من الأصدقاء والمُهتمين من أرشيفاتهم الخاصة كمُساهمة في مشروع كندة ورفيقاتها.



وتُتابع مؤسسة المُبادرة «نعتمد في مبادرتنا فقط على التوثيق التاريخي لما نقوم بجمعه، ولا نُقيم ما نجمعه من حيث الجودة أو السوء، فقط هدفنا جمعه ليكون مرجعاً للأجيال القادمة وهو هدفنا الأساسي من المبادرة، بدأنا حالياً في جمع أرشيف مصممين معروفين ثم سننتقل لجمع ما يخص المُصممين المنسيين أو المغمورين أو من لم ينالوا حظاً من الشهرة».



خلال رحلة بحثها ودراستها في تاريخ التصاميم السورية والعربية وجدت كندة أن فترة الستينيات كانت الأكثر إظهاراً للهوية العربية عبر التصاميم، وانعكس ذلك على تصاميم عدة وثقتها في سوريا ولبنان ومصر والأردن، فالجميع في تلك الحقبة كان يسعى لإبراز عروبته وهويته وإبراز القومية العربية، ولمست ذلك من تصاميم الإعلانات في الجرائد وشعارات التلفزيونات العربية في ذلك الوقت.



وتُعقب كندة «هناك ملاحظة حالية أثناء عملي على جمع الأرشيف وهي أن هناك سعياً لاستعادة عرش اللغة العربية ومكانتها بدأ يظهر جلياً في التصاميم بشكل كبير، بعكس فترة الثمانينيات والتسعينيات حيث كان هناك ميل لتقليد التصاميم الأوروبية دون العربية».