الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

شابة مصرية تغادر بلاط صاحبة الجلالة لتجبر كسر المعوزين بـ«أفريقيا السعيدة»

مُنذ انطلاقاتها الأولى نحو الحياة وفي المرحلة الإعدادية تحديداً كانت أعين الشابة المصرية سارة الأمين تتجه ناحية العمل الخيري وبمُساعدة من أهلها اتجهت إلى المُشاركة في أعمال تطوعية لكن كانت لها وجهة نظر مُختلفة فهي دائماً ما كانت ترى أن العمل الخيري لا يجب أن يكون أموالاً تُعطى للمُحتاجين ولكن لا بد من تعليمهم حرفة أو مهنة تُدر عليهم الأرباح وتُعينهم على الحياة.



وهذا ما فعلته عقب تُعلمها فنون الحياكة أرادت تعليم عدد من الفتيات ما تعلمته هي، فأنشأت داراً لتعليم الحياكة حملت اسم «دار التفصيل»، تخرجت خلالها 21 دفعة من الفتيات اللاتي تعلمن حياكة وتسويق مُنتجاتهن.



وتقول سارة لـ«الرؤية»: «درست الإعلام في الأساس وعملت لبعض الوقت صحفية ثم كان شغفي الأكبر خدمة المجتمع لذا أنشأت مشروع «ورشة تفصيل» لتعليم الفتيات في الأماكن الفقيرة حرفة يقتتن منها، وبالفعل خرجت دار التفصيل آلاف الفتيات في ورش مجانية تماماً، وما زالت مستمرة في عملها حتى الآن».





لمدة 5 سنوات كاملة استمرت سارة في العمل الأهلي في مصر، لكن بعد وفاة والدتها فكرت في الانطلاق خارج مصر لتنفيذ أفكارها التطوعية، وكانت محطتها دول أفريقيا وخصوصاً دولة كينيا والتي تطوعت فيها منذ 2018.





وعن ذلك تقول «زرت كينيا في رحلة عمل تطوعية ووجدت أن العمل التطوعي هناك مُختلف فهو يقوم على مُساعدة الإنسان لنفسه وبنفسه وليس مجرد دفع أموال يستغلها لفترة مُحددة فقط وهي فكرتي في الأساس عن العمل الخيري والتطوعي، فقررت أن أُنشئ جمعية «أفريقيا السعيدة».





وتُضيف «بعد عودتي لمصر قررت العودة مرة أخرى لكينيا للمساهمة في أعمال تطوعية وبالفعل حجزت تذكرة طيران وبمفردي تماماً ذهبت، ثم بدأت أسأل عن الطرق القانونية لاستقبال تبرعات لمُساعدة الفئات الفقيرة والأطفال ونوعية المشروعات التي يجب تنفيذها لمُساعدتهم، ووجدت أن أزمة المياه هي الأزمة الكبرى رغم أنهم على بحيرة «فيكتوريا» إلا أن المياه لا تصلح، فقررت العمل على إنشاء آبار، وكل شهر منذ بدأنا في مبادرة «أفريقيا السعيدة» وشهرياً نفتتح بئراً».

من إفتتاح #بئر_أمهات_مصرية والذي تكلف إجمالي حوالي ٢٣٠٠ دولار أمريكي بمنطقة كيسومو لقبيلة اللوا..

Posted by Happy Africa on Monday, September 23, 2019

وتُتابع «الأزمة الوحيدة التي واجهتنا أن شيوخ القبائل كانوا يخافون منا، فلديهم عقدة من الغرباء، فهم يخافون من أي غريب يعتقدون أنه جاء لسرقة خيرات بلدهم، ومع بناء الثقة بين «أفريقيا السعيدة» وبين شيوخ القبائل كانت انطلاقاتنا في كينيا وأصبحنا تحت حماية القبائل».



وتستطرد «أجرينا العديد من العمليات الجراحية لعدد كبير من الأطفال بمُساعدة أطباء مصريين رفضوا الحصول على أي أجر نظير مساعدتهم، كما أننا بصدد إنشاء أول مدرسة مصرية على أراضي كينيا حتى نتمكن من توفير فرص تعليم جيدة للأطفال الذين لا يقوى أهاليهم على تحمل مصاريف الدراسة خصوصاً الأيتام منهم، وستكون مبادرتنا في كينيا بوابة انطلاقنا نحو دول أخرى بحاجة للمُساعدة».





مؤخراً تلقت سارة تكريماً من السفيرة نبيلة مكرم وزير الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج لجهودها الاجتماعية والإنسانية داخل القارة السمراء من خلال مبادرة «أفريقيا السعيدة»، وحصلت سارة على درع «التاء المربوطة» نظراً لإسهاماتها المجتمعية والإنسانية.





واعتبرت وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج «أن سارة خير مثال على قوة مصر الناعمة في الخارج».