السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

أكاديميون: الدراما الأنجع في محاربة الفكر المتطرف.. و«السرب» لن يكون الأخير

أكاديميون: الدراما الأنجع في محاربة الفكر المتطرف.. و«السرب» لن يكون الأخير

بوستر السراب

دعا أكاديميون، صناع الدراما والسينما إلى العودة لإنتاج أعمال تروي قصصاً وبطولات وطنية تساهم في محاربة الأفكار المتطرفة وفي الوقت نفسه تفضح أصحاب الأفكار العنيفة المستترة بالدين.

وأكد أكاديميون مصريون لـ«الرؤية» أن هذه الإنتاجات التي استعادت حضورها مع إصدار «الممر» ومسلسل «الاختيار» وصولًا إلى فيلم «السرب»، تساهم في تعزيز قيم الانتماء عند النشء وتحظى بتفاعل مصري وعربي كبير، فضلاً عن كونها أحد الأسلحة المهمة في الحرب على الجماعات المتطرفة بالتوازي مع المواجهة الأمنية والعسكرية.

ولفتوا إلى أن ما يميز الدراما أنها تخاطب العقل الواعي واللاواعي في الوقت نفسه، كما أنها أكثر جدوى مع المثقفين الذين لا يتقبلون المعلومة على طريقة الأمر، مشيرين إلى أن الفن بما يحمله من خبرات يتم زرعها في العقل الباطن يؤدي المهمة بشكل أنجع وأكثر تأثيراً.

وصف وزير الثقافة المصري السابق الدكتور عبدالواحد النبوي، هذه العودة بالأمر المهم جداً والذي كان يتوجب أن يبدأ قبل سنوات، مشيراً إلى أن مثل هذه الأعمال الفنية تعكس واقع المجتمع وما يواجهه من تحديات، ونحن نحارب الإرهاب منذ سنوات طويلة.





وأضاف النبوي أن الأعمال الفنية جزء مهم جداً ضمن أسلحة مواجهة الإرهاب، وتأتي بالتوازي مع المواجهة العسكرية والأمنية بما يشكل تكاملاً بين الجهود لمواجهة التطرف وحماية عقل المجتمع من الوقوع فريسة لهذه الأفكار الهدامة.

وأشار إلى أن دور الأعمال الفنية أن تقدم إفادة لمن لا يعلمون شيئاً عن الحرب مع الإرهاب، لا سيما أن هناك فئة من المذبذبين بين تصديق وتكذيب الجماعات التي تتحدث باسم الدين، وهذا المحتوى يستطيع تعليمهم بشكل غير مباشر، وفضح زيف الأفكار العنيفة المستترة بالدين.





وأكد وزير الثقافة السابق أن أفلام البطولة والتضحيات تؤكد لغير المتابعين صعوبة المهام التي يؤديها جنود القوات المسلحة والشرطة المصرية، وحجم الانتماء الذي يجعل الفرد يقدم حياته ثمناً لحماية تراب الوطن، وصد خطر الإرهاب عن المواطنين، ضد جماعة أرادت تغيير هوية مصر والسيطرة عليها.



وشدد على ضرورة مواصلة إنتاج هذا اللون الفني لتعظيم قدرات الجيش المصري بما يمثل ردعاً للمتربصين، وتثبيتاً لنفوس وقلوب المواطنين، خصوصاً أن الجيش المصري يحظى بتقدير واحترام كبيرين لدى كل العرب وليس المصريين وحدهم، والجمهور العربي تفاعل بشكل كبير مع مسلسل الاختيار العام الماضي.

اعتبر أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الدكتور هاشم بحري، التعليم غير المباشر والدراما أحد أهم وسائل التربية، فعلى سبيل المثال لا يمكننا غرس الوطنية في الشباب عن طريق أمرهم بحب الوطن، لأن هذه الطريقة منفرة، وهنا تأتي أهمية دور الأعمال الفنية.

ولفت إلى أن الدراما تخاطب العقل الواعي والعقل اللا واعي، وكلما كان الناس أكثر ثقافة ومعرفة لا يتلقون المعلومة على طريقة تلقي الأوامر، والفن بما يحمله من خبرات يتم زرعها في العقل الباطن يؤدي المهمة بشكل أسرع وأنجح وأكثر تأثيراً.



وأضاف أن الخبرات المتراكمة تجعل الفرد يتخذ قراراً معيناً أو يتلقى خبرة حول الضباط والجنود الذين يضحون بحياتهم لحماية وحفظ أمن البلاد، وهذه العملية عبارة عن دخول فكرة معينة مصحوبة بمشاعر الحب والإخلاص والانتماء، وهنا تصل المشاعر دون أوامر فتنتقل بسهولة من الخبرات المحيطة مثل الفن والإعلام وتستقر في اللاوعي.

وتابع أستاذ الطب النفسي أن اللعب على المشاعر يؤثر بشكل كبير، ولو نظرنا إلى الأغاني سنجد تفاعلاً كبيراً مع أغنية حسين الجسمي «قوم نادي ع الصعيدي» التي ذكرت كل محافظات الجمهورية، وأغنية داليدا الخالدة «حلوة يا بلدي»، لأن هذه الطريقة تخاطب المشاعر بشكل مباشر، وترسخ معانيَ نبيلة في الأذهان والنفوس.





وترى أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس الدكتورة سامية خضر، أن الدولة المصرية دأبت على إنتاج أعمال فنية تعزز قيم الولاء والانتماء للوطن منذ ثورة يوليو 1952، مشيرة إلى أن هناك أعمالاً خالدة أثرت في الشعوب العربية كلها مثل «رأفت الهجان» و«دموع في عيون وقحة»، التي تتحدث عن عبقرية المخابرات المصرية، وما زال الجمهور يتفاعل معها حتى اليوم.

وأكدت خضر أن الدراما والسينما المصرية أثرت في العالم العربي كله، حتى وصفها البعض بأنها «هوليوود الشرق» نظراً لكثافة الإنتاج والقيمة الفنية والفكرية التي تقدمها من ضخ لدماء البطولة والتضحية في الشعب المصري والعربي.



وشددت على ضرورة العودة إلى هذا اللون الفني بشكل أكبر، خصوصاً وأن 60% من المصريين شباب، لذلك يتوجب على صناع الدراما تربيتهم على البطولة والوطنية، حتى يكبروا ويصبحوا عنصراً فاعلاً يساهم في رفعة شأن وطنهم.



ونوهت بأهمية مواصلة الإنتاج حول بطولات الجيش المصرية والاحتفاء بأبطال القوات المسلحة والمفكرين المصريين، لتقديم نماذج إيجابية للنشء، بدلاً من مشاهد البلطجة والقتل والتفكك الأسري في كثير من الأعمال الفنية التي لا تراعي خطورة المحتوى الفني على جمهور المتلقين، مؤكدة أن باعتقادها أن فيلم السرب لن يكون الأخير.