الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

فنادق الطين.. الحياة على سجيتها في قرية عمانية

نجح سكان قرية مسفاة العبريين العمانية في جعلها مقصداً سياحياً إثر تحويل المنازل القديمة والتقليدية المصنوعة من الطين إلى فنادق صغيرة استقطبت آلاف الزوار إلى منطقة تشتهر بمسارات المشي الجبلي وقصص الجن.



وقبل 6 سنوات، فتحت القرية التي يبلغ عدد سكانها 800 نسمة وتقع في منطقة ذات طبيعة أشبه بأخدود غراند كانيون في الولايات المتحدة، حاراتها الضيقة للأجانب والسكان المحليين الباحثين عن المغامرة في الصحارى والزوايا الخضراء في السلطنة الخليجية.



ويروي يعقوب العبري أنّ كل شيء بدأ في عام 2010 عندما اقترح عمه على العائلة العودة إلى استخدام المنازل الطينية بعد إهمالها لسنوات في المنطقة القديمة من القرية، إنّما بغرض الضيافة.





وكان أصحاب هذه المنازل التي يعود تاريخ بنائها إلى قرون مضت قد هجروها خوفاً من انهيارها، وانتقلوا للعيش في الجانب الآخر من القرية حيث بنوا مساكن جديدة.





ويقر العبري بأنّ فكرة عمّه كانت الجمع "بين حياة طبيعية بسيطة لا يمسها الصخب وهي الحياة المأخوذة من حياة العماني القديم، لكن مع إضافة لمسة حضارية توفر الراحة والسلامة والحياة السهلة".





وبدأت حينها بلورة فكرة تحويل المنازل ذات الجدران البنية المصنوعة من الطين والطوب، إلى نزل بسيطة وأنيقة مفروشة بالخشب والمنسوجات التقليدية.



وبعد 5 سنوات، أنشئ أول فندق «بوتيك» للعائلة وتشغيله، ما ألهم العديد من الجيران والقرى الأخرى في أجزاء مختلفة من السلطنة فساروا على النهج ذاته محولين منازلهم إلى أماكن ضيافة.



ويوضح العبري "بدأنا بخمس غرف فقط ثم زدنا عدد الغرف واشترينا بيوتاً قديمة أخرى حتى وصلنا الآن إلى 15 غرفة ولدينا مخطط للاستمرار في التوسع حتى الوصول إلى 50 غرفة".





جبال وجن

حتى قبل عملية تحويل المنازل، كانت قرية مسفاة العبريين الواقعة على بعد نحو 3 ساعات بالسيارة من العاصمة مسقط، تمتلك عناصر الجذب السياحي، فالقرية الممتدة على قمة جبل بارتفاع يزيد على 1000 متر عن سطح البحر، عبارة عن مجموعة منازل تقليدية متناثرة في عشرات الأزقة الصغيرة المطلة على الأراضي المزروعة بأشجار الليمون والموز والحمضيات والنخيل.



والقرية جزء من منطقة تُلقب «غراند كانيون عمان» وغالباً ما يزورها السياح للتنزه في جبالها الصخرية والوديان واستكشاف طرق العيش القديمة للسكان المحليين.





لكن المنطقة تشتهر أيضاً بقصص الجن المتوارثة منذ قرون والتي لا تزال تُروى على نطاق واسع في القرى المشابهة في كل أنحاء البلاد.

ويقول العبري إن الإقامة في قريته "أشبه برحلة إنسانية في عالم الطمأنينة والسلام النفسي وغسل الروح من صخب وحياة المدنية المليئة بالضجيج والزحام".



ويتابع "حتى المأكولات التي توفر في هذه النزل تُجهز في بيوت عمانية من أهالي القرية".



ووفقاً لمالك الفندق، فقد نزل 5500 سائح من ألمانيا وفرنسا والخليج ومناطق أخرى من العالم في منزله في عام 2019، بمعدل إشغال سنوي بلغ 90%، مقارنة بـ800 فقط خلال العام الأول في 2015.

وتراوح أسعار الغرف وبحسب الموسم والحجم ما بين 90 و180 دولاراً.