الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

حرب المنصات والفضائيات.. مجابهة درامية غير متكافئة في رمضان

حرب المنصات والفضائيات.. مجابهة درامية غير متكافئة في رمضان

أحمد الشناوي

تباينت آراء فنانين ونقاد حول حرب منصات البلاتفورم والتلفزيونات على كعكة المشاهدة في الموسم الرمضاني المقبل لا سيما بعد إعلان منصة شاهد عرضها للمرة الأولى أكثر من 40 عملاً عربياً دون فواصل إعلانية، منها ما يُعرض على «شاهد VIP» حصرياً، كذلك من المتوقع أن تحشد نتفلكس إنتاجاتها للشهر الفضيل.

وبينما قال فنانون ونقاد لـ«الرؤية» إن المنصات ستستحوذ على نصيب الأسد من كعكة المشاهدة بفضل استغنائها عن الفواصل الإعلانية المملة وإتاحة المشاهدة في أي وقت فضلاً عن أنها باتت متوافرة عبر الهواتف الذكية، رأى آخرون أن للتلفزيون نكهة لا يمكن التخلي عنها في الشهر الفضيل، حتى إن البعض وصف الشاشة الفضية بـ«بملح رمضان».





مستقبل محفوف بالمخاطر

يعتقد الفنان الإماراتي منصور الفيلي، أن المباراة محسومة لصالح المنصات التي تتفوق على التلفزيون بأنها من دون فواصل إعلانية والتي تصبح سمة غالبة لأغلب المحطات التلفزيونية التي تنتظر هذا الشهر من أجل تقديم أكبر قدر ممكن من الإعلانات، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى فقدان المشاهد لقدر كبير من الوقت الذي يريد تخصيصه لأعمال أخرى خاصة أن هذا الموسم يشهد زخماً كبيراً.

وأكد أن المنصات ستؤثر بالسلب على إعلانات التلفزيون، ما يؤدى في المستقبل إلى قلة الأعمال التلفزيونية، ما يجبر الجهة المنتجة على تقليل كلفة الأعمال الدرامية، الأمر الذي قد يؤثر في جودتها، مشيراً إلى أن هذا هو التأثير السلبي من المنصات الرقمية.





زهوة التلفزيون

يرى الفنان الإماراتي أحمد عبدالرزاق، أن لكل وسيلة عرض زهوتها، ومن الصعب أن تتغلب المنصات الرقمية على التلفزيون، وأكد أن ما يميز المنصات أنها تتيح الاختيار بين قوالب فنية عدة وترضي جميع الأذواق، كما أن المشاهد أصبح يملك الوقت ليتابع الفيلم أو المسلسل أو البرنامج في الفترة المناسبة له من اليوم ولا تفرض عليه توقيتاً محدداً قد يتعارض مع التزاماته.

ورغم ذلك يرى عبدالرزاق أن هناك عدداً لا بأس به داخل كل أسرة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتلفزيون الذي يملك في هذه الفترة من العام نكهة خاصة يجتمع حول شاشته معظم أفراد الأسرة من أجل متابعة الموسم الدرامي الأشهر.





مباراة محسومة

يعتقد الفنان الإماراتي طلال محمود، أن هذه المباراة محسومة لصالح المنصات التي تعتمد في تمويلها على الاشتراكات، الأمر الذي يتيح للمشاهد متابعة ما شاء وقتما شاء، من دون التطفل الإعلاني الذي كان يصل إلى حد الإزعاج قبل أن ينصرف معلنون كثيرون عن التلفزيون وتخصيهم قدراً لا يستهان به من ميزانياتهم لمواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أن التلفزيون يعتمد في تمويله على الإعلانات ويفرض على المشاهد وقت وأسلوب المشاهدة، ولا يمنحه فرصة الحرية المكفولة له من المنصات الرقمية، الأمر الذي دفع الكثير إلى الانصراف عنه لا سيما مع ضيق الوقت وكثرة الأعمال الجيدة.





ملح رمضان

أكد الناقد الفني المصري الأمير أباظة، أن من الصعب أن تتغلب المنصات الرقمية على التلفزيون، موضحاً أن التلفزيون كما يقولون «ملح رمضان»، يلم جميع أفراد الأسرة حوله خلال الشهر الكريم.

وأضاف أن التلفزيون يجمع الأسرة حول ما يعرضه بعد الإفطار، حيث باتت هذه العادة أحد أبرز طقوس الشهر، مؤكداً أنه يبقى للشاشة الصغيرة بريقها الذي لا يخفت، مشيرا إلى أن من يشاهد المنصات الرقمية هم فئات الشباب الذين يقضون وقتاً أطول على وسائل التواصل الحديثة.





لاعب رئيسي

رغم اعتراف الناقد الفني العراقي أمجد ياسين، بأن تلك المنصات باتت لاعباً يحسب له ألف حساب بعد أن نافست التلفزيون وبقوة، إلا أن هذا لا يغنى عن التلفزيون، مؤكداً أن المواطن العربي ما زال مرتبطاً بالشاشة الفضية بشكل كبير.

لكنه يرى أنه ومع زيادة عرض هذه المنصات لمسلسلات جديدة بشكل حصري سيضطر البعض إلى الانصراف إليها لا سيما إذا كانت تقدم أعمالاً لنجومهم المفضلين، الأمر الذي يساعد على نجاحها، مشيراً إلى أن هذه المنصات تحاول في الوقت الحالي استقطاب أكبر قدر من الجمهور خلال الفترة المقبلة عبر الإنتاجات الحصرية، ومع ذلك يعتقد الناقد الفني أن الجمهور العربي لم يتأقلم بعد مع تلك المنصات.



طرق جديدة

أكدت الناقدة الفنية المغربية فاطمة بوناجي، أن دخول المنصات الرقمية على «خط العرض»، فتح العيون على طرق جديدة في المشاهدة، الأمر الذي بدل عادات المشاهدة لدى الشباب العربي، الذي بات يحمل «تلفزيونه» في جيبه، بعد أن مكنت تكنولوجيا الهواتف النقالة من التحول إلى شاشة صغيرة، تعرض الأعمال الدرامية والأفلام السينمائية بجودة عالية «إتش دي»، ما سهل على الشباب الاستغناء عن شاشة التلفزيون، والاكتفاء بما يشاهده عبر الهواتف المتحركة، والأجهزة اللوحية.

وتعتقد بوناجي أن الشباب أكثر ارتباطاً بهذه المنصات التي تناسب سرعة العصر، في الوقت الذي يرتبط فيه كبار السن بالتلفزيون، حيث يعتبرون اجتماع الأسرة أمام الشاشة الفضية لمتابعة نجومهم المفضلين طقساً من طقوس الشهر الفضيل.